الخميس، 28 نوفمبر 2013

21 . أحبك بعدد النجوم ـ قصة قصيرة







 21 . أحبك بعدد النجوم ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت عندما تمشى على الارض يشعر ان زلزالا قويا بمقدار سته اوسبعة بمقياس ريختر قد اصاب قلبة الضعيف ، وعندما تضحك او تبتسم يشعر بان الربيع قد جاء رغم برودة فصل الشتاء والصقيع الذى يغلف عالمه وهى بعيدة عنه ، وعندما تتحدث يشعر انه يود الاستماع اليها وينظر الى وجهها الطفولى شهورا بل سنوات حتى آخر العمر .

كان محمود يحب خطيبته حبا كبيرا ويشعر بالغيرة اذا تحدثت مع اى شخص غيره ، وتأكل كبده النار وتحرقه كما تحرق النار الحطب وتحوله الى هشيم فى ثوان قليلة ، كانت شخصيتها تبهره وعقلها يعجبه وطريقة تفكيرها تشده اليه اكثر ، ورغم انه لم يمض على خطبتهما سوى عدة اشهر فقط الا انه ارتبط بها وصار لايستطيع ان يستغنى عنها ، او حتى لا يسمع صوتها ولو ليوم واحد فقط .

طلب من اسرتها ان يتمم الزواج سريعا ، حيث انه يريد ان يضمها اليه فى أقرب وقت ، بالاضافة ان لديه شقة وهذه هى اكبر عقبة تصادف اى شاب يريد ان يتزوج هذه الايام ، وبالفعل وافقت اسرتها على طلبه لشدة تعلقه بها ، فقد كان كريما وشهما وخلوقا ومهذبا وبالفعل تحدد يوم الزفاف خلال اجازته السنويه بعد شهرين من الان .

تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، هذه المقولة تنطبق تماما على حالته  !!؟ فقد ذهب لزيارة اسرتها ذات يوم ، فوجدها تتحدث مع ابن خالتها وتتضاحك معه وهو فى نفس عمرها تقريبا ، فأكلت الغيره قلبه وثار ولم يستطع ان يتمالك نفسه او يتحكم فى اعصابة ، وعندما قالت له انه مثل اخى لم يستطع ردها هذا ان يخفف من حدة النار التى اشتعلت فى داخله ولم يتقبل حديثها  .

انصرف وهو غاضب من بيتها بعد ان صدمها ببعض العبارات والكلمات النابية التى تفوه بها وهو فى ذروة ثورته وهياجه ، ومضى حتى الان اكثر من أسبوعين لم يزرها او يتصل بها ، وهى بدورها لم تتصل به بسبب انفجار البركان الذى بداخله فى وجهها وأثر ذلك فى مشاعرها كثيرا ، ندم على عصبيته غير المبرره لكنه انتظر لعلها تعتذر له هى فلم تفعل ، لانها ايضا انتظرت ان يبادر هو ويعتذر لها ؟

أخذ يفكر وقال فى نفسه كل انسان به عيوب ومميزات فنحن بشر ، وعندما يحب المرئ انسانا فيجب عليه ان يتقبله كما هو، وان الحوار والهدوء والتواصل هو من يحل المشاكل وليس العصبية ، ثم امسك بالموبايل وكتب رساله اليها من أربعة كلمات " أحبك بعدد نجوم السماء " .


تمـــــــــت

الأحد، 24 نوفمبر 2013

20 . الضفدعة والثعبــان ـ قصة قصيرة






 20 . الضفدعة والثعبــان ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الضفدعة والثعبـــــــــان تبادر الى ذهنى ذلك العنوان عندما مررت على مجموعة من الاولاد وهم يمسكون بطائر صغير ويربطونه بخيط طويل وقد نزعوا بعض الريش منه ، وكلما حاول الطير ان يرتفع عن الارض جذبوه من الخيط المشدود والمربوط فى جناحه الضعيف .

كان هناك بعض الاطفال يستنكرون هذا الفعل ويقولون لهم انه طير ضعيف لا ذنب له ان تقيده ، هل تحب انت ان يقيدك احد ويسجنك ؟ فيرد عليهم مجموعه اخرى انما نحن نتسلى ونلعب وهو مجرد طائر ابيح لنا ذبحه واكل لحمه ايضا .

فتذكرت قصة السلطان الظالم الذى حاجه احد الصالحين ولما عجز عن الرد عليه او الاتيان بحجة يدحضه بها فحكم عليه بالموت ولكنه طلب من زبانيته واعوانه ان يجمعوا حطبا كثيرا ، وبالفعل اخذوا يجمعون الحطب لاشعال النار فيه لمدة كبيرة لعدة اشهر وقيل سنه ، بالفعل اضرمت النار وكانت عظيمة حتى ان الطير فى السماء تأذت من لهيبها وشوبها ثم قذفوه من مسافة بعيدة فى النار .


 وهنا ياتى دور الضفدعة والثعبان !!؟  فقد كانت الضفدعة تؤيد هذا العبد الصالح فاخذت تذهب لاقرب بركة ماء ثم تملأ فاها وتعود مسرعة وهى تقفز ثم ترش الماء على النار ، اما الثعبان فقد كان من الفريق الاخر الذى يؤيد السلطان وهو من اخلص اعوانه ومن التابعين له اينما ذهب ومن ذيوله العديدة فكان يقف امام النار وينفث فيها كى تزيد اشتعالا ويضرمها !!؟

 وهنا نتفكر ونتمعن جيدا هل استطاع الضفدع ان يطفىء النار ، وهل زاد الثعبان النار لهيبا ؟اما ما قد حدث اعزائى للرجل الصالح ان الله تعالى اراد ان ينصره فارسل السحاب يحمل المطر وساقه الى تلك البؤرة الملتهبة والنار المشتعلة فانزل الماء وأطفأت النار بحول الله وقوته !!! ؟

 لكن يتبقى احبائى العبرة من القصة وهى ان الضفدع نال اجر العمل الحسن الذى بذله تقربا الى الله سبحانه ، اما الثعبان فقد نال الوزر من الله تعالى على المعصية التى صنعها ، وهنا نتذكر قول الرسول الكريم : انما الاعمال بالنيات ولكل امرىء مانوى ، واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشىء فلن يضروك الا بشىء قد كتبه الله عليك ، رفعت الاقلام وجفت الصحف .

تمـــــــــــــت

19 . مدرسة المشاغبين ـ قصة قصيرة




19 . مدرسة المشاغبين ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كنت وقتها بالجامعة حيث الشباب والفتوة ، والحرية والاختلاط  ، والاقدام على الحياة بكل مافيها حلوها ومرها ، واكتسبت اصدقاء جدد تعرفت عليهم من نفس الكلية ومن خارجها ، وكان لى زميل بالكلية اذهب احيانا لبيته لانه فى طريق عودتى ، فقال لى ذات يوم اريد ان تمر على الليلة لامر ضرورى وعندما سالته عن السبب فأبتسم وقال لى انه يوم ميلادى واريدك ان تكون موجودا فانت من أعز اصدقائى .

باركت له وهنأته ثم قال لا تتاخر سأنتظرك فى الساعة الثامنة فوافقت ، وبالفعل ذهبت فى الموعد ووجدت بعض الزملاء عنده وعندما هنأته ثانية بعيد ميلادة ضحك وكل الحاضرين ايضا ، ولما تعجبت قال لى انه ليس يوم ميلادى ولكننى احضر لمفاجأة فتحججت لك بهذا السبب ، ووجدتهم يجلسون امام التلفزيون والفيديو به مسرحية مدرسة المشاغبين .

تعجبت اننا نترك المذاكرة ونجتمع كى نتفرج على تلك المسرحية الكوميدية والتى طالما تفرجنا عليها وشاهدناها ، حتى اننا حفظنا الكثير من الجمل والتعليقات فيها مثل ، كلنا ايد واحده يا بهجت ، وانت المخ وانا العضلات ، وانجليزى ده يا مرسى ، وابويا اتحرق ، وماهو المنطق ؟ والعديد من الافيهات التى علقت باذهاننا من كثرة مشاهدة تلك المسرحية الساخرة .

ضغط زميلى على الشريط  فانساب بأنسجام وسلاسه داخل جهاز الفيديو ثم جعل الصوت خفيضا جدا وجلس الجميع فى صمت وخشوع كأننا فى انتظار الصلاة بالمسجد ، وغاص كل واحد منا فى مقعده فى انتظار ان يبدأ العرض ، وبالفعل بدأ العرض بان ظهرت فتاة تكشف عن مفاتنها وهى تقول باللغة الانجليزية هذه هى ارقامى واريدك ان تتصل بى وظهرت ارقام التليفونات على الشاشة !!؟

كنت ساتفوه قائلا ليست هذه مدرسة المشاغبين ياجماعه لكننى آثرت الصمت والمشاهدة لمعرفة ماسوف يحدث ، فظهر شاب وسيم معتليا فرسا اسودا وفتاه هى نفسها التى ظهرت فى اول الفيلم وهى تعلو فرسا ابيضا ثم لكز ذاك الشاب الفرس فجرت بسرعة شديدة وجرى وراءها وهما يضحكان حتى دخلوا وسط غابة من الاشجار الكثيفة ونزلا من فوق فرسيهما .

تحمسنا جميعا فالبداية مبشرة بان هذا الفيلم ثقافى من الدرجة الاولى والفتاة كانت اكثر من مثيرة وملامحها فاتنه وجذابة جدا ، ثم اختفيا وراء الشجرة ووجدنا الملابس التى كانوا يرتدونها معلقة على الشجرة والبعض الاخر ملقى على الارض ، ثم ظهر ذاك الشاب وهو عار تماما من الملابس وظهره لنا وهويحتضنها ، فوقفنا كلنا دون ان نشعر بذلك من هول المنظر، واقتربنا من التلفاز كى نشاهد جيدا وكأننا نريد ان نشاركهما الحدث .

ثم ... ظهر جزء من جسدها وهما يتضاحكان ، ثم ... أنقطعت الكهرباء !!؟ غضبنا كلنا واخذنا نضرب كفا على الاخر فتلك اللقطه كانت اشدها أثارة وفضولا ، لكننا قلنا لعل الكهرباء تعود بعد قليل فجلسنا صامتين كأن على رؤوسنا الطير ، لكن زميلى صاحب الشقة اعتلاه التوتر وظهر عليه الخوف وقال ماذا لو لم ترجع الكهرباء اليوم فصاحب الشريط لابد ان ارجعه له الليلة والا سوف يفتضح امرى .

حاول اخراج الشريط  لكنه لا يخرج الا اذا كانت الكهرباء موجودة ، وبدأ يظهر علينا التوتر ايضا فلقد تأخرت عودة الكهرباء ولا نعرف متى ترجع ؟ ولكن كل واحد منا آثر الجلوس يرجو ويتعشم ان تعود الكهرباء ، فوجدتنى اقوم وأنتفض من مكانى وقلت ما هذا الذى قد فعلناه بانفسنا واردت الانصراف فعزم على احدهم قائلا انتظر لعل الكهرباء تاتى بعد قليل ، لكننى اصررت وقلت فى نفسى حتى لو عادت فلن اشاهد ذلك الفيلم .

تمــــــــت

18 . صديق الســـــوء ـ قصة قصيرة




18 . صديق الســـــوء ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت زميلتى يبدو عليها من ملابسها الغالية والتى هى من ماركات عالمية انها ميسورة الحال ، كانت معى بالمدرسة الثانوية ولكننى كنت الاحظ نفور بعض صديقاتى منها رغم توددها الدائم الى الجميع ومعاملتها للجميع بود وكرم زائد ولا تبخل على احد .

كان والدى متوفى وكانت امى تعمل كى تنفق على واخى الصغير لان المعاش لايكفينا نحن الثلاثة ، كنت متفوقة فى دراستى رغم ظروفى الصعبة ، فقد كنت اريد ان انتهى من دراستى ثم اقوم بالعمل بعد ذلك حتى اخفف عن امى تلك الاعباء فلطالما كدت وتعبت من اجلنا من غير كلل او ملل ، حتى فاجاءتنى ذات يوم تلك الزميلة وطلبت منى ان اذهب معها بعد المدرسة لبيتها كى نذاكر معا واشرح لها بعض الدروس .

فى البدايه حاولت ان اقنعها اننا ممكن ان اشرح لها ما صعب عليها فى فترة الاستراحة ولكنها رفضت قائلة هذا وقت كى نتناول فيه بعض الطعام والعصير وكى نستريح من الدراسة ، ولكن فى البيت نكون على راحتنا ولن نتاخر سوى ساعة ، وعموما السائق سوف يذهب بنا للبيت وبعد انتهاء المذاكرة سوف اقوم انا وهو بتوصيلك للبيت ثانية .

استاذنت امى اننى غدا سوف اتاخر لذهابى الى الى زميلتى فوافقت ، وفى اليوم التالى بالفعل ذهبت معها وكان البيت واسع وجميل وبه الكثير من التحف والديكورات الرائعة ويبدو عليه انه خالى من السكان حتى اننى سالتها عن والدتها اخبرتنى انها تزور احدى صديقاتها ، ثم دخلت غرفتها وكانت بها افضل الاثاث والمفروشات الغالية والثمينة .

عندما طلبت منها ان نبدأ بالمذاكرة وجدت منها تباطؤ ولا مبالاة فوضحت لها اننى لا اريد ان اتاخر اكثر من ساعة واحدة فقالت ، لاتخافى ثم احضرت فستانا من خزانتها وقالت لى ما رايك ؟ فقلت فى اى شىء ؟ فضحكت وقالت الفستان !! فقلت لها جميل فقالت هو لك لانه ضيق على وسوف يكون مناسبا عليك ، فاعتذرت لها ولكنها اصرت قائلة السنا اصدقاء ؟ وسوف اتخلص منه لو لم تأخذيه لانه ضيق على ولن أستطيع ان ارتديه مرة اخرى .

قبلت الفستان على مضض ولكنها اصرت ان ارتديه كى تتاكد انه على مقاسى ، وبعد الحاحها وافقت ، لكن حين اردت ان اغير ملابسى فنظرت الى وهى تقول اننا فتيات مثل بعضنا وليست هناك عورة بيننا ، ولايوجد بالبيت احد ، فخلعت ملابسى امامها على استحياء وهى تنظر الى وتتفحص كل جزء فى جسدى من مفرق شعرى حتى اخمص قدمى ثم وجدتها تمسك بى وتتحسس جسدى بشهوة كأنها شاب وليست فتاه واخذت تقبلنى بشكل غريب وتفعل امور لم افهمها وحدث ماحدث .

شعرت بالصدمة مما حدث بيننا ومن هول المفاجاة وجدتنى اكاد اهوى واسقط على الارض وجسدى اخذ ينتفض من الخوف وانتابتنى نوبة هستيرية من البكاء ، فقالت لى برباطة جأش ماحدث شىء عادى فنحن فتيات ومن حقنا ان نستمتع ببعضنا ثم اتصلت بالسائق وخرجنا معا واوصلتنى للبيت .

تكرر هذا الامر مرتين تحت ضغط منها ، وهى تحاول فى كل مرة ان تقنعنى انه ليس هناك ما يسوء وان الامر عادى ، لكننى انطفأ السراج الذى كان يضىء قلبى والنورالذى كان فى وجهى ، وكنت اقرا القرآن فتوقفت لشعورى بالذنب ، وفى احدى المرات عندما طلبت منى الذهاب معها لبيتها والحت على رفضت بشدة وهددتها باننى سوف اخبر مديرة المدرسة بكل شىء فخافت وانصرفت .

مرت الايام وبعد شعورى بالذنب اردت ان اتوب الى الله ليغفر لى ما وقع منى فصرت اقوم الليل ، واتقرب الى ربى بالطاعات  ، واكثر من الدعاء والاستغفار وتركت صحبة تلك الفتاة فهى بئس الزميلة وهى صديق السوء .

تمــــــــــــــــت

17 . أريد أن أتزوج ـ قصة قصيرة




17 . أريد أن أتزوج ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&


كانت أسماء تعمل مديرة باحدى الوظائف وفى الاربعين من عمرها، كانت لا تزال غير متزوجة حتى هذا السن فقد تخرجت من الجامعة ثم واصلت تعليمها وحصلت على الدبلومة والماجستير فى التخصص ـ ادراة الاعمال ـ ثم عملت وترقت حتى صارت مديرة والكل يشهد لها بالاتقان والاجتهاد والتفانى فى عملها ، كما يتحدثون ايضا عن ادبها واخلاقها وعدم زواجها حتى هذه السن الحرجة .

كان والدها متوفى واختيها الاصغر منها متزوجتان وتعيش كل منهما فى بيتها مع اولادها وزوجها ، وكانت هى تعيش مع امها ترعاها وتؤنس وحدتها ، وكانت امها تدعو لها دائما بالزوج الصالح الذى يستحقها فهى جوهرة مكنونة ودرة مصونة ، وصابرة الى ربها ومحتسبة ، وشاكرة لربها وحامد .

كان حسن قريب امها من بعيد وأصغر منها بعامين ولكنه كان متعود ان يسال عنهم ويزورهم او يتصل بهم فى المناسبات المختلفة ، وقد وفقه الله وسافر الى احدى الدول العربية ، منذ خمس سنوات ورغم مرور تلك السنوات الا انه يراسلهم يطمئن على اخبارهم ويطمئنهم ويحكى لهم اخباره .

مرت السنوات وأسماء كانت تؤجل الزواج وترفض الفكرة من الاساس حتى تنتهى من دراستها وتحقيق طموحها ومستقبلها العلمى ، ولم تشعر الا وهى قد بلغت الاربعين من عمرها ولم تتزوج بينما زميلاتها قد تزوجن وصرن امهات ولهن ازواج واسرة وحياتهم الخاصة وهى لاتزال تعيش فى بيت ابيها .

شعرت برغبتها فى الزواج ولكن للاسف لم يعد احد يطرق بابها طالبا الزواج منها !؟ وشعرت ايضا بانجذاب تجاه حسن قريب والدتها ، رغم انه حاصل على تعليم جامعى فقط ، ولا يعمل فى تخصصه بالغربه بل يعمل فى احدى المطاعم ولكنه كان يشتكى الغربة وانه استطاع ان يدخر بعض المال ولكنه يريد من تؤنس وحدته وتشاركه فى دربه .

لمحت اسماء الى والدتها واخذت تمتدح حسن وتذكره بالخير ، وانه لو تقدم لها لوافقت على الفور ، فقامت امها بالاتصال باخته ولمحت لها ايضا انه لو تقدم لابنتها سوف يلاقى ترحيبا وقبولا ، على ان يعود من السفر ويستقر فى بلده ويعمل اى مشروع بسيط يكبر مع الايام ويشعر بالاستقرار بعد الغربة وبالراحة بعد الاضطراب والفوضى .

عندما علم حسن بالخبر من اخته سعد به واستخار الله ثم انهى عمله وعاد الى الوطن وتزوج من أسماء وبدأ فى عمل مشروع صغير وافتتح مطعما بسيطا كانت اسماء تشاركه فيه ورزقهما الله بنتا غاية فى الروعة اسمياها فرح  .

تمــــــــــــت

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

16 . الجــزار والغريب ـ قصة قصيرة





16 . الجــزار والغريب ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&


كان الحاج عبد الله يعمل فى مهنة الجزارة وكان رجلا طيبا كريما شهما ، لذا كان أهل البلدة يحبونه كثيرا بسبب كرمه الزائد ، وكان اذا حل ضيف غريب بالبلدة دلوة على دار الحاج عبد الله ، فكان يستقبله بالمودة والترحيب ، والكرم وحسن الضيافة .

كان الحاج عبدالله اذا اراد ان ياكل طعام الغداء يطلب من زوجته ان تضع الطعام على باب الدار ولا ياكل منه وينتظر حتى يمر عليه احد الجيران او المعارف او الذين يعملون بالاجرة وهم من خارج البلدة يطلب منهم ان يشاركوه الطعام ويحلف عليهم اغلظ الايمان فيجلسون يتغدون معه ثم يشربون الشاى وينصرفون فى امان الله وكذا عندما يريد تناول طعام العشاء نفس الامر يضع الطعام ويجلس ينتظر حتى يمر عليه احد يشاركه الطعام .

كان زملاءه فى نفس المهنة أحوالهم رائجة فمنهم من عنده اموالا كثيرة ومنهم من يشترى بيوتا ودورا ومنهم من يشترى ارضا ويؤجرها ومنهم من يتزوج الثانية والثالثة والرابعة ، اما هو فكان رقيق الحال كل مافى يده ليس له وانما يخرجه لله وينفقه فى مساعدة الناس وعلى اليتامى والمحتاجين ، حتى جاء يوم ودخل غريب البلد واخذ يسال عن احد يضيفه الليلة فدلوه على منزل الحاج عبد الله  .

رحب الحاج عبد الله بالضيف الغريب وساله عن اسمه فقال له اسمى رجب وقد حضرت الى هنا كى أعزى احد المعارف ودخل الليل ولا يوجد مواصلات أعود بها ولا اعرف اين ابيت ؟ فاستقبله بالبشر والترحاب وتناولا معا العشاء ، ثم امر زوجته بتجهيز مكان المبيت للغريب ، وقال له البيت بيتك ، وانا سوف اصلى الفجر واخرج الى السوق مبكرا وانت حينما تصحو ستجد الافطار فوق الطاولة .

فى اليوم التالى استيقظ الغريب ولم يجد صاحب الدار وانما وجدا الافطار بجواره فأفطر ثم اراد ان ينصرف ولكن حدثته نفسه ان يسرق شيئا من البيت !!!؟ وقال فى نفسه ــ  هذا الرجل طيب وعلى نياته ــ فبحث فى المكان فوجد صندوق بزاوية الغرفة ، فتوجه اليه وفتحه فلم يجد فيه سوى جلباب جديد كان يدخرة الحاج عبدالله للمناسبات المختلفة فأخذه وانصرف .

لم يكن مع الغريب شيىء يضع فيه الجلباب فبرمه وحاول أن يخفيه فى يده ، وعند ناصية الطريق رآه احد الجيران وشعر ان الغريب يمشى وهو يتلفت بصورة غير طبيعيه فامسكه وقال له ماهذا الذى فى يدك ؟ فتلعثم الغريب وقال لاشىء هذا جلباب لى فأخذه الرجل وتفحصه ثم قال له انما انت سارق فهذا جلباب الحاج عبد الله وكلنا نعرفه جيدا وانت سرقته من داره فقال بل هو اعطانى اياه .

لم يصدق الجار مقولة الغريب واخذ يوبخه قائلا هل هذا جزاء الامانة والضيافة والكرم الذى اولاك به صاحب الدار ولم يفلته حتى حضر الحاج عبد الله من السوق واخبره انه امسك بالغريب وهو يحاول ان يهرب ومعه جلبابه ولما امسك به ادعى انك اعطيته اياه ، فلم نصدقة ومنعناه من الذهاب حتى تحضر وتتصرف معه ، فنظر الى الغريب نظرة حسرة فهل هذا جزاء الاحسان ثم قال لجاره نعم لقد أعطيته اياه ، فلماذا تمسكون به وتمنعونه من الذهاب لحال سبيله ، فلم يصدق الغريب و انكب على يده يريد ان يقبلها ويشكره على صنيعه ومعروفه الذى لن ينساه ابدا ، وندم على فعله الذى سول له الشيطان أن يقوم به .

تمــــــــــت

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

23 . حـــــين أراك ــ كلمــات الفيلسوف الشاعر




23 . حـــــــــــــين أراك
كلمــات الفيلسوف الشاعر
&&&&&&&&&&&

تغيبين عنى فيزداد شوقى ..
واصبح مثل الفراش الحزين
وتمر على الدقائق فاشعر..
انها كالشهور والسنين
وارفع اكف الضراعة لربى ..
ان اراك وان ترجعين


&&&&&&&&&&&&


وحين اراك انسى همومى ..
واظل اشعر بالهوى والحنين
وان تهنا يوم فى دروب الحياة ..
فلن نضيع ولن نستكين
وسوف نعود يوما هناك ..
ويعود يغرد الطائر الحزين


&&&&&&&&&&&&


حين اراك اساءل نفسى ..
ترى هل نبت الربيع والزهور
ام اصطفت البلابل فوق الشجر..
تعزف الالحان فى البكور
وصارت النوارس تحلق بعيدا ..
تزوم من الفرح مثل الصقور


&&&&&&&&&&&&



ومهما افترقنا فانت دوما ..
مثل الشمس سوف تشرقين
فسوف نعود ونصبح ملء المكان ..
مهما تمر علينا السنين
ومهما باعد بيننا الزمان ..
فسوف يزيد الشوق والحنين


&&&&&&&&&&&&&&&

ارجو ان تعجبكـــــم كلماتى ولكم عاطــــر تحياتى
حــــــــــــين أراك ــ  من ديوان همــــــس الكلمات

15 . اللــــؤلؤة والســلطان ـ قصة قصيرة




15 . اللؤلؤة والسلطان ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كان آدم يسير فى الطريق وهو حزينا مكسور الخاطر على حظه العاثر ، والفقر الذى لايريد ان يفارقه كأنه جلده الذى يحمله فوق جسده ،  وبينما هو مطأطىء الرأس وجد كيسا من الحرير الاحمر ومربوط برباط ايضا من الحرير فالتقطه دون ان يشعر به أحد ثم سار حتى وصل الى منزله ، وبعدما أغلق الباب المتهالك  قام بفتح الكيس فاذا فيه لؤلؤة خضراء كبيرة رائعة المنظر ، فوضعها بالكيس وفكر ان يخبئها فى مكان حتى ينظر ماذا سوف يفعل ، فثمنها يستطيع ان يشترى به قصرا واسعا به حديقة غناء ويصبح من كبار التجار بالمدينة .

فكر آدم كثيرا ثم قال فى نفسه سوف اذهب بها الى السلطان وأهديه اياها وهو بدوره سوف يعطينى اضعاف الثمن الذى سوف يعطينى اياه أكبر التجار ، وبالفعل ذهب الى السلطان فاندهش كثيرا من جمال وروعة اللؤلؤة  وقال له اطلب ما تريد وسوف أعطيك اياه ، فتلعثم آدم وقال لا أريد الا رضاك يامولاى ، فامر بالوزير ان يذهب به الى خزائنه ويختار منها مايشاء ولكن بشرط !؟ امامه ساعة واحدة .

فرح آدم بالفرصة التى سنحت له وقال ان ساعة واحدة استطيع ان احصل فيها على الكثير من الاموال والذهب والحرير ، وعندما ذهب مع الوزير شاهد ثلاثة اقسام الاول به الذ الطعام والثانى به اطيب الحرير والثالث به اندر الجواهر فقال اقوم بتناول الطعام اولا لاننى جائع ثم  اجمع الاموال فالوقت طويل ،وبعد تناول الطعام الشهى مر على الحرير والديباج فاخذ يمرر يديه عليه وهو يتامل الوانه البديعة ويسرح فى نعومته وروعته اذا بالوزير ينهره قائلا : استيقظ فلقد مرت الساعه ولم تأخذ شيئا من المال !؟

ندم آدم أشد الندم على مافرط وضيع فى حق نفسه ، وعندما رآه الوزير حزينا ومكسور الخاطر قال له : هل أضرب لك مثلا لما فعلت !!! ؟ فأن اللؤلؤة التى كانت معك هى نفسك التى بين جنبيك وان الساعة هى عمرك فى الدنيا ، وان الطعام هو الملذات والشهوات ، وان النوم الذى اضاع عليك حظك هو الغفلة والتكاسل والتفريط ، وان الجواهر النادرة والالماس هى كانت جزاءك فى الاخرة .

تمـــــــــــــت

14 . التـــــــــــاج ـ قصة قصيرة





14 . التـــــــــــاج ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&


كان البلبل يقف على الشباك ينقر برقة على الزجاج تماما مثل صوت حبات المطر حين تبلل الارض وتغسل الشجر وتطهر القلوب ، وكانت ليلى تجلس فى غرفتها وهى تشاهد ذلك المنظر وهى تغمرها السعادة والفرح من ذاك العصفور الذى يسكن على الشجرة القريبة من غرفتها ويقف على نافذتها كل صباح يبشرها بيوم جديد يحمل الامل والتفاؤل والبشرى .

كانت أمها تنادى عليها كى تساعدها فى تحضير الافطار حيث اليوم هو الجمعه وكل افراد الاسرة مجتمعين فهبت من فراشها وهى ترد عليها : حاضر سوف اكون بالمطبخ بعد لحظات ، ثم خرجت من غرفتها فوجدت ابيها يجلس على الاريكة التى نادرا ما يجلس على غيرها ، ويستمع الى الاخبار الصباحيه عبر الراديو فطبعت على خده قبلة فاشار الى الخد الاخر فطبعت عليه قبلة اخرى .

ذهبت الى امها وهى تقول لها : صباح الفل ياست الكل ،واحلى صباح على عيونك ، فضحكت امها وهى تقول كدت انتهى من الافطار وانت توك اتيت لمساعدتى فقبلت راس امها قائلة ربنا يخليك لى ياست الحبايب ، ثم وضع الطعام وأخذو يتجاذبوا اطراف الحديث ، فقال ابيها على فكرة يا أم ليلى فى ضيوف اليوم سوف يزورننا بعد صلاة العشاء .

تعجبت الام من الخبر فقد عاد الاب ليلا ونام ولم يخبرها بشىء ، فسالته  من سيحضر فقال قريبنا ابو سميح كلمنى انهم سيحضرون لخطبة ليلى ابنتنا ، ارتسمت الفرحه على تقاسيم وجهها الطيب وقالت ربنا يكتب لك التوفيق يابنتى ويعمل لك الخير .

بالفعل حضر سميح مع ابيه وهو طبيب شاب يعمل باحدى المستوصفات وفى بداية حياته ، وعندما رآها بدت على وجهه الرضى والقبول وهى ايضا شعرت نحوه بارتياح وهذا يكفى فهذه هى أول زيارة وبعد ذلك سوف تتعرف عليه اكثر ، وتتوطد الامور اكثر بينهما ان شاء الله .

تعددت اللقاءات والزيارات بعد ذلك وفى احد المرات قال لها بالمناسبة اريد منك شيئا فقالت خيرا ماهو فقال لها اريد ان تخلعى الحجاب فهو تشدد والمرأة سواء كانت محجبة ام لا اهم شىء نيتها وقلبها وعلاقتها مع ربها ليس له دخل بغطاء الراس هذا !؟ فهناك الكثيرات محجبات وبل منتقبات وقد يفعلن الافاعيل ، فشعرت بالصدمة من كلامه ووجهة نظره غير الصحيحة ، وحاولت ان تقنعه برايها بأن حجابها " تـــــــاج " على رأسها فقال سوف تكونين زوجتى ويجب عليك الطاعة فما ردك ؟ فخلعت الخاتم من اصبعها وقالت تفضل هذا هو ردى .

تمـــــــــت

الأحد، 17 نوفمبر 2013

13 . الببغـــــــاء ـ قصة قصيرة





13 . الببغــــــــــــاء ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&

كان العم صالح عائدا لتوه من صلاة العشاء وبعدما وصل الى شقته ضغط على الجرس ولكنه تذكر بعد ذلك انه لا يوجد احد بالشقة !؟ ليس لان الجميع قد خرج او مشغول ولكن لانه يعيش فى هذه الشقة وحيدا منذ وفاة زوجته التى كان يحبها كثيرا رحمها الله  ، وبعد زواج ابنته التى سافرت مع زوجها لتكون الى جواره فى ذلك البلد العربى .

وضع يده فى جيبه ثم وضع يده الاخرى فى الجيب الثانى وأخذ يفتش حتى عثر على المفتاح ثم وضعه فى الباب واخذ يحرك المفتاح حتى انفتح الباب ودخل الشقة وراحت انامله تسرح على الحائط  تحاول ان تجد مفتاح النور فقد احترقت اللمبة الصغيرة ( السهارى ) ونسى ان يشترى غيرها لتهديه فى الظلام .

كان صالح يقضى معظم وقته فى قراءة القرآن وآداء الصلاة فى اوقاتها بالمسجد اذا سمحت صحته المعتلة وساقه التى الم بها المرض واثرت فيها الدوالى من كثرة الوقوف بسبب عمله بالتدريس ، وكان احيانا يعطى دروسا  بالمسجد لجيرانه بعد الصلاة، محاولا ان يتخفف من الوحدة التى تحيط به وتكاد تفترسه .

سمع صوت الجرس يدق فتعجب !؟ لانه نادر ما يدق عليه احد الباب ، وعندما فتحه وجد جاره الاستاذ احمد وفى يده شىء كبير مغطى فساله ماهذا فقال هذا هدية لك ياجارى العزيز ! فتعجب وقال ماهى ؟ فاشار اليه ان يفتحه ، فوجده قفص بداخله ببغاء .

تعجب صالح من جاره وقال له وماذا افعل بالببغاء فانا لا اجد من يطعمنى ويسقينى كى تحضر لى ببغاء اطعمه واسقيه ، فضحك حتى ظهرت اسنانه البيضاء وقال له لا ، انما كى يسليك فهو من النوع الذى يتكلم ويحفظ الكلمات ففرح صالح به ، وقال لا بأس هديه مقبوله .

كان الشيخ صالح يجلس على أريكة بجوار قفص الببغاء ويقرا القران ، وبعد فترة وجد الببغاء يقول : الله .. الله .. الله ، ففرح كثيرا بذلك وظل يقرا بجواره القرآن وبعد ان ينتهى يكرر الببغاء الله .. الله .. الله حتى جاء اليوم الذى دخلت فيه القطة وفتحت باب القفص وحاولت التهامه ، وعندما سمع الشيخ صالح الصراخ انقذها من بين انيابها بعد ان مزقته .

كان الببغاء لايزال يلفظ انفاسه الاخيرة وعندما اخذ صالح يكرر امامه الله .. الله .. الله فلم يكرر الببغاء بل اخذ يردد :  غاء .. غاء .. غاء ، فبكى الشيخ بكاءا مريرا عليه ، فقال له جاره سوف احضر لك غيره غدا ، فرد عليه انا لا ابكى على  الببغاء وانما ابكى على نفسى !؟ فتعجب الجار من رده واراد ان يستوضح اكثر ، فقال له ان الببغاء كان يردد الله .. الله .. الله ولكنها ليست فى قلبه ، لذا عندما كان يلفظ انفاسه لم يستطع ان ينطقها ، فاخاف ان يكون قلبى خاليا من الله فلا استطيع ان انطق بها عند الموت .


تمـــــــــــت

 

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

18. نجمــات البحـرــ كلمات الفيلسـوف الشـاعر





18 .نجمـــــــــات البحـــــــــــر
كلمــات الفيلســــوف الشـاعر
&&&&&&&&&&&&&&&


يا أمــراة تجـــــرى فى شريانى ...
مثــــــل النهــــــــر

رائـــــــعة أنت وجذابــــــة ولك ...
مفعول السحــــــــر

كم اشـــــــتقت ان أمضـى معك ...
طــــــول العمــــــــر

&&&&&&&&&&&&&&&


يا من تربــــط فى ضفــائرها ...
بشرائط حمـــــــر

وحين تتمشى بالروض تتبختر ...
مثــــل المهــــــــر

يا تاء التأنيـــــث حبك يكوينى ...
مثــــل الجمــــــــر

&&&&&&&&&&&&&&&


وانســــج فى عينــاك السوداء ...
ابيــــات الشعــــــــر

وأشـــــتم عبيـــــرك فيدوخنى ...
مثـــل فتاة بكــــــــر

واشــــــهد النوارس على حبك ...
ونجمات البحــــــــر

&&&&&&&&&&&&&&&

ارجو ان تعجبكــــم كلماتى ولكم عاطــــر تحياتى

نجمــــــــات البحــــر ــ  من ديوان همس الكلمات

12 . صديقـــــــــتى ـ قصة قصيرة




12 . صديقـــــــــتى ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت فرح تعمل بالحسابات فى أحدى الشركات وكانت تعمل معها صديقتها المقربة سارة والتى كانت لا تخفى عليها أى سر من اسرارها ، فهى تعتبرها أختها التى لم تلدها امها ، وأيضا كانت ساره تبادلها نفس الشعور ، لذا كانت تتقابل معها فى العمل وبعد العمل عدا يوم الجمعة الذى تقضيه فرح مع عائلتها ولا تخرج فيه الا نادرا .

كانت فرح تتحدث مع صديقتها بالساعات بعد العمل وتنتظر الصباح حتى تقابلها وتثرثر معها فى العمل عندما تسنح الظروف ، وكان يعمل معهما بالمكتب زميلهما سامح وهو شاب نشيط فى مقتبل العمر ، وهو جذاب ومهذب ورقيق فى تعاملاته ايضا .

لاحظت فرح انها منجذبة اليه ولكنها كعادتها تريثت فهى لاتحب ان تتسرع فى اى علاقة ، ولكن بعد فترة تأكدت من حقيقة مشاعرها نحوه ، وصارت تفكر به خاصة عندما تخلو مع نفسها فى المساء ، حتى انها بدأت تنشغل بالتفكير فيه عن الاتصال باعز صديقة لها ، وكانت سارة تتذمر منها وتقول لها انت صرت مشغولة عنى هذه الايام أكيد هناك سر فماهو ذاك السر الذى تخفيه عنى ؟

عندما كانت فرح تفكر فى سامح وياتى طيفه تسرح طويلا وتتخيل انها فى عالم آخر فى جزيرة بعيدة وانهما يجلسان معا على شجرة الجوز المائله ويشاهدان غروب الشمس على صفحة الماء ، وتتابع الامواج وهى تقبل الشاطىء فى رقة وهدوء ، أو تتخيل انهما معا يمسك بيدها ويحوطها بذراعه فوق ظهرها وكتفها ، ويتمشيان فى حديقة غناء تتشابك أغصانها وتصنع الشمس ثقوبا كثيرة بين الاغصان والاوراق كى تنفذ اليهما وتشدو بها البلابل ، او انهما يحلقان فى السماء ويطيران معا بدون أجنحة ويتوسدان السحاب ويلتحفان بالنجوم ، ويحكى لهما القمر الحكايات وقصص المحبين .

لكن سامح لم يظهر لفرح أنجذابه لها ، وحتى لعله لا يبادلها الحب أو لا يشعر بحبها أصلا !؟ فماذا تفعل فرح ، فشعرت بالحيرة والقلق والتوتر رغم انها لم تبوح لاعز صديقة لها بذلك السر حتى الان الا انها قررت ان تأخذ رايها حتى تساعدها فى حل هذه المشكلة التى تؤرقها ولا تجد لها حلا ، وبالفعل تكلمت مع سارة واخبرتها انها تريد ان تقابلها بعد العمل كى تخبرها بامر هام فوافقت سارة وقالت لها انا ايضا لى عندك مفاجأة ولكن لن اخبرك بها الا حينما نتقابل .

كانت كل منهما على أحر من الجمر لتعرف ماهو الخبر الذى تسره كل منهما وتريد ان تمر الساعات سريعا حتى يتقابلان ، وبالفعل عندما تلاقيا وتقابلا  كانت كل منهما يأكل كبديها اللهفة والافكار والشوق لمعرفة ماذا سوف تسر الاخرى لها ، فقالت ساره لفرح ما الخبر ؟ فردت عليها أخبرينى أنت فى البداية ، وعندما اصرت ساره اصرت فرح بدورها هى الاخرى فكان لابد على سارة ان تبوح بما لديها أولا .

قالت سارة اليوم ونحن فى العمل حدث شىء لم أكن أتوقعه فقد جاء زميلنا سامح نحوى وبعدما سلم على قال أنه يود أخبارى بشىء ضرورى !! فقلت له تفضل خيرا ، فقال لى أنه يريد أن يتقدم لخطبتى هو وأسرته ويريد أن يعرف رايى أولا ، وحقيقة أنا لم أكن أتوقع طلبه هذا ، الا أنه شاب جذاب ومؤدب وعلى خلق ، فماهو رايك يا أعز صديقة لى ؟ ففتحت فرح فمها من الصدمة وغارت الكلمات فى بئر الاحزان ، وشعرت انها دفنت فى قرار بعيد وقالت : حقا انه شاب تتمناه آية فتاه .

تمــــــــــت

11 . خمس بنات ـ قصة قصيرة




11 . خمس بنات ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كان خالد يعمل مديرا فى احدى الوظائف الحكومية ، وكان قوى الشخصية جاد فى عمله لذا فهو قد ترقى فى وظيفته بسبب اجتهاده وتفانيه فى العمل ، وكان متزوجا من صفيه اما لبناته الخمسة .

كانت صفية انسانه متعلمه وعلى خلق ودين ، كانت تحب زوجها حبا جارما وترعى بناتها الخمسة رعاية كبيرة رغم عملها الحكومى ، ولا تألو جهدا فى رعايتهم ، وتبذل قصارى جهدها  فى توفير الجو الهادىء بالبيت وتنظيم مواعيد دروسهم ومحاضراتهم ، ونومهم ويقظتهم ايضا .

كان زوج صفية يتمنى ان يرزقه الله بولد ، حتى أن زوجته حين كانت تلد بنتا كان يجلس فى زاوية من الغرفة ويخفى حزنه  ، ولا يحاول ان يظهر مدى غضبه ويحدث نفسه ان المرة القادمة سوف يرزقه الله الولد ان شاء الله .

لمحت زوجته صفيه فى عينيه تلك الرغبة مرات ومرات ، لكنها كانت تقول فى نفسها ماذا افعل ؟ هل الامر بيدى ان ارزق ولدا أو بنتا !!؟ فكانت تصبره وتقول له ان البنات لهم رزق واسع وكبير ، كما انهم يكونون مصدر عطف وحنان يفيض على الوالدين خاصة الاب ، بالاضافة ان الاولاد رزق من الله وليس لدينا حيلة فى الامر .

كان زوجها يستمع الى صفيه وهو شارد الذهن ويقول فى نفسه ماذا لو تزوجت باخرى حتى يرزقنى الله الولد ، اليس الشرع قد اباح للرجل الزواج بزوجة ثانية ؟ بل وثالثة ورابعة ، وان ذلك لحكمة لا يعلمها الا الله .

بالفعل قام خالد بالتقدم لامراة اخرى وتزوج منها ، ومرت تسعة اشهر وبضع ايام اخرى حتى كان يوم ولادتها ، وكان ينتظر امام غرفة الولادة وهو يروح ويجىء ولا يقعد من القلق والتوتر الذى انتابه ، والحالة العصبية التى سيطرت عليه فصار مثل الاسد الذى قيد داخل قفص فصار يؤرقه ذلك القيد .

سأل خالد الطبيب عن نوع المولود قبل الولادة فأخبره الطبيب ان الاولاد رزق من الله وكل ما يرزقنا الله به فهو خير ، لان الامر غير مؤكد عبر جهاز السونار ، لذا فوض امره الى الله وظل يدعوه حتى يرزقه الله الولد ، حتى خرج الطبيب من غرفة العمليات يبشره بان العملية تمت بنجاح وان الام بخير ، وان الله رزقه الولد لكنه معاق بسبب مرض نادر .


تمــــــــــت

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

10 . ماتبقى من أمراة ـ قصة قصيرة





10 . ماتبقى من أمراة ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&


كانت الكلاب تنبح بصوت مرتفع فى آخر الليل وكان الطريق يخلو الا منها وهى عائدة متعبة من عملها الليلى الذى ينتهى قبل الفجر بقليل ، وعندما سالتها أختها لماذا يا فيفى ( فايزه ) تعودى متأخرة كل يوم فتجيبها قائلة العمل كممرضة بالمستشفى يضطرنى دائما للتأخير .

كانت فايزه تخفى على أخوتها انها تعمل فى احدى الملاهى الليلية كنادلة ، اما امها بعد وفاة ابيها لم تكن تهتم الا بالمال الذى تاتى به فيفى كى يطعم تلك الافواه وتسد جوعهم ويكفى حاجتهم !!؟  .

كانت تعود آخر الليل وهى متعبة من العمل واحيانا فى الصباح حسب المناسبات المختلفة والتى يطلب منها المدير ان تظل بالملهى غير عابىء بتأففاتها وغيظها الذى تكتمه ولا تستطيع ان تعلنه أو تظهره حتى لايتم طردها فالكثيرات يبحثن عن عمل ويتمنين تلك الفرصة .

هذا زبون يعطيها ورقة فيها رقم هاتفه ويطلب منها ان تتصل بها ، واخر يشير عليها ان ينتظرها كى تذهب معه الى شقته وهو مستعد لدفع ماتطلبه ، وغيره يأكلها بنظراته ، أو يضع يده خفيه على أماكن فى جسدها ويحتك بها وهى لاتستطيع ان تفعل شيئا الا ان تنفر منه وتنظر اليها قرفا وشذرا وتحاول ان تبتعد عنه .

عامان مرا وهى فى هذا العمل وكل يوم تعود متعبة وهى تكره نفسها وجسدها الذى يطمع فيه كل الرجال ، حتى شباب الحى يريدون ان يلتهموها وينقضوا عليها مثل الاسد الجائع الذى ينقض على فريسته ، حتى اخوتها ليس لهم هم الا ان يلجأوا اليها كى تلبى طلباتهم التى لايجدون سوى فايزه التى تحققها لهم وكأن ليس لها هى متطلبات !؟

كانت امها دائما تواسيها وتقول لها أعلم ان الحمل صار عليك ثقيل فانت قد انهيت تعليمك المتوسط ولم تخرجى للعمل قبل وفاة والدك ولو كان لى ابن أكبر لكان هو المسؤول عن رعايتنا الان ولكن أنت الابنة الكبرى ، فتجيب عليها لاعليك يا أمى المهم أنت دعواتك لى ان يقوينى الله ويحفظنى .

اثناء عملها بالملهى عرض عليها رجل ثرى عربى ان يتزوجها عرفى وان يعطيها المهر الذى تريد وتترك العمل وتعيش معه فى الشقة الفارهة التى يملكها فكان شرطها الذى وافق عليه ذلك الثرى ان يعيش اخوتها وامها معها عندما يسافر لاولاده الى بلده ، فوافقت وقالت فى نفسها رجل واحد يفترسنى افضل من الف رجل يريد ان ينهش ماتبقى من أمراة .


تمــــــــــت

السبت، 9 نوفمبر 2013

9 . أبنتى ياسمــــــين ـ قصة قصيرة





9 . أبنتى ياسمــــــين ـ قصة قصيرة
كلمــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت تمسك بالاقلام الملونة والاوراق وتفترش الارض والكثير من الاوراق مبعثرة هنا وهناك فى الحجرة ، بينما كان والدها منهمكا فى القيام ببعض العمليات الحسابية كالعادة والتى تكون فى بداية الشهر بعدما يقبض راتبه حتى يتسنى له ترتيب الاولويات الاهم فالمهم ويحاول جاهدا ان يكفى هذا الدخل كمية المتطلبات الكثيرة الملقاه على عاتقه .

كانت ياسمين تختلس النظر كل فينة واخرى نحو ابيها وهى تبتسم له احيانا وأحيانا اخرى تقطب عن جبينها وهى تكشر له فى منظر كوميدى يدعو للضحك ، وفى بعض الاحيان كانت تفاجأه بالوقوف خلفه وهى تضع يديها الصغيرة على عينيه وهى تسأله من أكون ؟ فيتردد كأنه يفكر ثم يقول ـ آه عرفت ... أنت ياسمين ـ فتقول له نعم شاطر يابابا .

فى أحدى المرات وجدته يمسك بصورة يخرجها من داخل كتاب يتاملها ثم يتمتم ببعض الكلمات فى صمت، ويتأمل الصورة وأحيانا يتحسسها بيده ثم يسرح طويلا ثم يقوم بوضعها داخل الكتاب مرة أخرى ويغلقه ثم يقوم بالاحتفاظ به فى مكان معين بالمكتبة ، وكل مرة يمسك بهذا الكتاب يخرج تلك الصورة ويمسكها بأنامله برقة يتأملها ثم يعيدها ثانية .

كانت ياسمين رغم صغر سنها تلاحظ ابيها بل وتتعجب من فعله وماهى حكاية تلك الصورة فقد كان يمتدحها ابيها كثيرا ويقول لها انت ذكية الست أبنتى ؟ وفى أحدى المرات جاءه هاتف فخرج مسرعا من الغرفة حيث يوجد التليفون فوضع الصورة داخل الكتاب وتركه على الطاولة فقامت ياسمين مسرعة وأخذت تقلب صفحات الكتاب بحثا عن الصورة .

تعثرت أحدى الصفحات ثم وجدت الصورة ، وهى لامراة تقف فى حديقة وتضع زهرة بين خصلات شعرها فتملكتها الغيرة من تلك السيدة فأخذت الصورة وخبأتها بين طيات ملابسها وعندما عاد والدها وأمسك الكتاب بحثا عن الصورة فلم يجدها فسألها هل أخذت شيئا من الكتاب ؟ فقالت له من تلك السيدة بالصورة يا أبى ؟ فقال لها الم تتعرفى عليها !؟ فأن لها نفس عيناك ونفس ابتسامتك ... انها امك يا حبيبتى .


تمـــــــــــت

8 . السيارة السوداء ـ قصة قصيرة




8 . السيارة السوداء ـ قصة قصيرة
كلمــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت تمسك رشاش الماء بيدها وتسقى الزهور وهى تستمع الى تلك الاغنية التى تحبها لفيروز ذاك الصوت الجبلى الرائع ، ثم تتحسس الورود برقة بأناملها وهى ترتبها وتصنع باقة ورد جميلة ، فقد كانت ندى تعمل فى محل الازهار ومعها صديقتها ساره باحدى الاحياء الراقية بالمدينة .

رغم صغر المحل الا انها كانت تنظم المكان وتستغل كل زاوية فيه وتنسق الزهور كانه معرض للجمال الذى يسبح بقدرة الله سبحانه وابداعه فى كل شىء فتلك الورود لها الوان مختلفة وعطر مختلف واحجام مختلفة وشكل اوراقها متباينه رغم انها جميعا تسقى بماء واحد وتنبت فى أرض واحدة .

وقفت سيارة سواداء امام المحل ونزل منها شاب انيق ثم تحرك تجاه ندى وهى ترتب الازهار بالفازة بعناية وتتخير الالوان المناسبة وتمسك فى يدها مقص صغير تشذب به الشوك من ساق الورود ، وبينما هى منهمكة فى عملها اذا بذاك الشاب يتأمل تنسيقها لتلك الورود ، وعندما التفتت بالمصادفة تفاجأت به فدخلت شوكة فى راحة يدها فتألمت بصمت .

اعتذر لها بأدب ورقة وقال لها آسف لم أقصد أخافتك ، فأرجو المعذرة ، وهل تسمحين ان أشترى تلك الباقة ، ام تخص زبون آخر ، فقالت على الفور ، لا من مشكلة سوف اوضب غيرها لذلك الزبون ، فهل راقت لك تلك الصحبة فقال نعم فقد تناغمت الازهار مع بعضها كأنها عرس ربيعى يعلن قدوم البهجة والفرح .

دفع ثمنها وزيادة ثم أنصرف فى سيارته الفارهة الحديثة وعادت الرتابة مرة اخرى والحديث الذى لا ينتهى ب ندى وصديقتها ، عن فتى الاحلام ، ثم قالت لها اليس جميلا ان يتقدم مثل هذا الشاب لاحدانا ويتزوجها وتعيش معه وتتمتع بالرفاهية والمستوى الاجتماعى الراقى ويشترى لها اغلى الثياب ، وتركب احدث السيارات وتتفسح فى ارقى الاماكن ؟

قالت ندى لصديقتها لاتطيلى الاحلام حتى تصحين وتقعين على أرض الواقع المرير  ، فمن الذى يفكر فى الزواج ببائعة ازهار حتى لو كانت جميلة وعلى خلق لن يفكر الا بالزواج من فتاه فى نفس مستواه ، فقالت ساره حتى الاحلام ممنوعة علينا !؟ ولكن كان من المعتاد لتلك السيارة وهذا الشاب ان يقف كل عدة ايام ويسال عن ندى ويطلب منها ان تصنع له باقة .

فى أحدى الايام وقفت تلك السيارة السوداء ونزل ذلك الشاب وسال عن ندى وعندما سالته عن طلبة ، أجاب فى ثبات أطلب يدك وأريدك أن تكونى زوجة لى  فبهتت وشعرت أنه حلم وليست حقيقة وكانت صديقتها تسترق السمع ، فغمرتها الفرحة لان أحداهن أخيرا سوف تتمتع بالحياة وزينتها ، الا انه أتبع كلامه قائلا : ولكن سوف تكونى زوجة ثانية لى !؟ وعلى أن يكون الزواج سرا من أجل مكانتى الاجتماعية ؟ فأنت طبعا تعرفين الظروف ، صمتت قليلا ثم أجابته قائلة أعتذر لك فأنا مخطوبة ، ففتحت صديقتها فاها على كذبها عليه وعلى رفضها تلك الفرصة النادرة .


تمـــــــت

7 . أختى وأنـــا ـ قصة قصيرة






7 . أختى وأنـــا ـ قصة قصيرة
كلمات الفيلســـــــــوف الشاعر
&&&&&&&&&&&&&


كانت صفاء تعمل فى احدى المحلات الخاصة ببيع الملابس وكان لها زميل يعمل بالقسم الخاص بملابس الرجال عندما ، كانت تنظر اليه وترى تقاسيم وجهه الرجولى وجبهته العريضة وشعره الاسود الخشن ولحيته الخفيفة التى تزين وجهه تشعر انها منجذبة اليه بقوة .

كان خالد شابا مهذبا وخلوقا ، حلو العشرة ولطيف فى تعامله مع الزبائن وصدره يتسع دائما لاسئلتهم واستفساراتهم واحيانا الزبائن اللجوجين والذين يسالون عن كل صغيرة وكبيرة ويتفحصون كل مليمتر من البضاعة وبعد ذلك ينصرفون وهم يتذمرون مثلا من اللون بعد تفحص القماش والسعر وكل شىء .

فى وقت الراحة كان يتسنى لهم أحيانا الحديث معا والدردشة لبعض دقائق اثناء تناول السندوتشات او شرب النسكافيه الذى كان يجمعهما معا وكانت هى تصنعه بنفسها له ، وكانت تشعر فى قرارة نفسها ان هذا هو فتى أحلامها فقد كان يختلف عن بقية الشباب فهو انسان مكافح طيبا دمث الخلق بسيط لا يتعالى او يتكبر اويتذمر ومن نفس المستوى الاجتماعى لها ورجل مجتهد وهو حاصل على شهادة جامعية وينتظر الحصول على عمل جيد حين تسمح الظروف .

كانت اختها سناء تزورها كثيرا وهى عائدة من كليتها لان المحل الذى كانت تعمل به صفاء فى طريق عودت أختها من الجامعة الى البيت ، وكانت احيانا تظل معها اذا كان وقت الانصراف من العمل قد اقترب ويعودا سويا الى المنزل  .


عامان قد مرا وصفاء تعمل معه فى نفس المكان ولكنه لم يبوح لها باى مشاعر نحوها رغم ان معاملته لها كانت رقيقة وتشعر فيها بالحنان والدفء والحب ايضا ، لكنه لم يصرح لها بهذا الامر ابدا فى يوم من الايام مما زاد الامر تعقيدا وشعرت بالحيرة والضيق والكدر .

كانت صفاء وخالد يتكلمان فيما يحدث من امور الحياة ويتكلمان فى وقت الاستراحة فى اشياء كثيرة متفرقة وهى توافقه الرأى تماما فى معظم الاحوال حتى ترضيه ، حتى جاء ذلك اليوم الذى أقترب منها وهو يطأطىء رأسه وينظر الى الارض ويتلعثم فى كلامه وكأنه يريد ان يصارحها بشىء ويبوح لها بسر دفين فى اعماق قلبه .

أخذت تحاول ان تفهم جملة واحدة مفيدة من كلامه ولكن محاولاتها باءت بالفشل ، ثم قالت حاول أن تأخذ نفسا عميقا وأعتبرنى صديقة مخلصة لك تفضفض لها بما تريد دون حرج ، فبدأ بالتقاط أنفاسه قائلا : حقيقة انا افكر فى الارتباط رغم اننى فى بداية الطريق وظروفى غير ميسره ولكننى سوف أبذل قصارى جهدى وقد نويت ان أفاتحك رغم اننى ترددت الف مرة ، فقد كانت شجاعتى تخوننى . 

كانت تقول له نعم انت انسان مهذب والف فتاه تتمناك زوجا لها ، فأردف قائلا : اشعر اننى لن اكون موضع ترحيب لانى لا املك سوى ثمن خاتمين فقط  فقالت له لا بأس لاتخف وتوكل على الله ، فان تلك الفتاة التى سوف تكون من نصيبك سوف تكتب لها السعادة ، ثم واصل صاحبنا السكوت مرة اخرى ـ وكأن فمه قد أغلق بالضبة والمفتاح ـ وهى تشجعه قل لى واخبرنى من هى فتكلم وقال انها ... ثم سكت لبرهه كأنه يستجمع شجاعته ثم قال أريد أن ارتبط باختك سناء فهلا فاتحتيها برغبتى تلك ؟

تمــــــــــــت

6 . الحــــب الضـــائع ـ قصة قصيرة






6 . الحــــب الضـــائع ـ قصة قصيرة
كلمــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&


كانت تراقبه من خلف فتحات الشباك الضيقة وتتلصص عليه تراقب حركاته وسكناته ، وترصد افعاله دون أن يشعر بها فقد كان قلبها ينبض بحبه وهو لا يشعر بتلك الاحاسيس رغم أن كل تصرفاتها وأهتمامها به المبالغ فيه يوحى للجميع بذلك ولكن يبدو انه هو الوحيد الذى لا يعرف تلك الحقيقة .

كان أحمد جارها يسكن فى الشقة التى فوقها وكان فى السنة النهائية بالتعليم الجامعى وكانت هى قد انهت تعليمها المتوسط وصارت بالبيت تهتم بشؤنه وتساعد والدتها التى تعلمها الطبخ وتعدها امها كى تكون زوجة ماهرة تتقن فنون الطعام والاهتمام بالمنزل والعديد من الامور الاخرى .

مرت الايام وهى تشعر انه منجذب اليها لكنه لم يبوح لها يوم بأى شىء يطيب خاطرها ويريح قلبها الذى يشعر باللوعة والاشتياق ، ولكنها كانت صابرة وتنتظر الفرج يأتى من عند الله ـ  فلرب ضائقة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج ـ حتى جاء ذلك اليوم الذى وقف أحمد خلف باب شقتها هو و اخيه الاكبر وهما يضغطان بخفة على جرس الباب .

تراقص قلبها من الفرحة فهى تعلم تماما صوته وهو يتنحنح ومشيته على درج السلم حين يصعد الى شقته او ينزل الى الشارع ، فلم تعرف ماذا تفعل ولكنها تصنعت وتساءلت من بالباب فردا عليها بأدب هل الوالد موجود نريد ان نقابله لامر هام  ، فاجابت سريعا نعم موجود تفضلا ثم فتحت الباب واشارت الى غرفة الضيوف ودخلا ثم أغلقت الباب وأنصرفت .

توجهت بعد ذلك الى ابيها تخبره بالامر وعندما سال ما الخبر ؟ فقالت له بمكر الله اعلم ماهو سبب حضورهما ، فاكمل ملابسه وأبنته تساعده وعيناها تلمع من السعادة ، وعندما اراد ابيها أن يخرج لمقابلتهما أستوقفته مسحت بيدها على كتفه وهى تسوى هندامه ثم وضعت عليه بعضا من عطره الذى يتعطر به ، بعد ذلك دخل ابيها الغرفة وأغلق الباب .

مرت دقائق معدودة وهى متلهفة وتود معرفة ما يحدث بالداخل ولكن صوتهم كان خفيضا وكأنهم يزيدون من معاناتها عن غير قصد ، وانتظرت أن ينادى عليها كى تحضر القهوة او حتى تحضر الشربات لكن ابيها لم يفعل بل سمعت صوت اقدامهم وهم يريدون الانصراف فجرت وأختبأت بعيدا وراء الستارة القريبة .

تعجبت من سرعة انصرافهم ولكنها كانت مستعدة ان تتلقى خبر خطبتها على أحر من الجمر ، وعندما أغلق ابيها الباب خلفهما سالها هلى تعرفين لماذا حضرا جارنا وأخيه ؟ فاجابت ببراءة الله اعلم !؟ فقال لها حضرا لخطبتك فقفزت من فوق الارض والسعادة تتملكها ولا تستطيع ان تخبىء مشاعرها التى جعلت الدم يتدفق بقوة فى عروقها والادرينالين يجعلها تتصبب عرقا ، ثم اردف ابيها لقد تقدم محمود يخطبتك لنفسة وكان معه اخيه أحمد .

تمـــــــــت

5 . نبضـــات قلـــــــب ـ قصة قصيرة




5 . نبضـــات قلـــــــب ـ قصة قصيرة
كلمــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&


أخذا ينظرا معا اليه من خلف الزجاج وكادت أنفاسهما تتوقف وهما ينظران اليه وهو ممدد لاحراك فيه ، راقد على السرير ومثبت فى أطرافه الانابيب التى توصل المحاليل المغذية الى الشريايين وبجانبه الممرضة تفعل ما فى وسعها وتبذل جهدها للاهتمام بابنهما .

 عندما خرجت الممرضة من تلك الغرفة الزجاجية وهى ترتدى القفازات والملابس الخاصة بالمشفى وتغطى راسها ، وتضع كيسا من البلاستيك المعقم فى قدميها ، سألها الابوين فى لهفة عن حالتة أبنهما صمتت قليلا ثم قالت والحزن ظاهر على تقاسيم وجهها الملائكى ، ربنا كريم وقادر على كل شىء .

كان عبد الرحمن وليدهما الاول الذى انتظرا قدومه بعد خمس سنوات من الزواج والذى لم يمض على مولده سوى سبعة ايام امضى ستة منها فى تلك الغرفة الزجاجيه المعقمة والتى بها اكبر قدر من الرعاية المركزة ولكن الاطباء تصف حالته انه يحتاج الى معجزة فحالته متأخرة ولكن الامل فى الله دائما موجود .

كان الاب والام يتمنيان لو يستطيعان ان يلمسانه بيديهما او حتى ينظران اليه ليس من خلف ذلك الزجاج الغليظ البارد الذى يحول بينهما وبين قرة عينيهما ، كانا يتمنيان لو مسحا على رأسه الصغير وشعره الاسود الناعم وأن يحتضنانه ويحوطانه داخل القلب ولكن قدر الله وقضاءه حال دون ذلك .


عاد الزوج من عمله وبدل ملابسه سريعا كى يأخذ زوجته ويذهبا للمشفى كعادتهما كل يوم ولكنه وجد زوجته تجلس على الاريكة فى سكون كالعادة ولكنها غير مستعدة للخروج فظن فى بداية الامر انها متعبه ولن تذهب معه اليوم ولكنه وجد الدموع تسح على خدها فى هدوء فجلس بجوارها ومسح تلك الدموع الدافئة راحة يديه .

لم تتحدث بل كان الصمت والدموع يتواصلان فأخذ يصبرها ويقول لها هذا ابتلاء من الله والصبر عاقبته خير ، وان الله يبتلى عبده ليطهره من الذنوب ويرفع له الدرجات ، وينظر هل يصبر ام يجزع من قضاء الله ، فتكلمت بعد طول صمت وقالت لله ما أعطى ولله ما أخذ ، ان الطبيب اتصل ليبلغنا ان وليدنا نبضات قلبه الصغير قد توقفت وأسترده الله وصار عنده فى مستقر رحمته .

تمـــــــــت

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر &&&&&&&&&&&&&a...