السبت، 20 مايو 2017

62 . النصـاب والاســـــتاذ قصة قصيرة







62 . النصـــــــــاب والاســــــــــــتاذ


كان الاستاذ صالح بالمعاش بعدما قضى اكثر من اربعون عاما بالوظيفة ، كانت قد توفت زوجته ، وتزوج اولاده عدا الصغرى التى لم تتزوج بعد وتعيش معه بالبيت ، تقضى حوائجه، ترتب البيت وتصنع الطعام وتهتم بكل صغيرة وكبيرة فى شؤونه ، لكنها كانت تتركه وتذهب للعمل صباحا وتعود الثالثة عصرا كل يوم .

كان الحاج صالح او الاستاذ كما كان جيرانه يلقبونه كلما يتذكر الماضى والايام الخوالى يحن اليها ، وتفر الدموع الغزيرة من عيناه التى اصبحت تشكو من ضعف الابصار رغم انه اجرى بعض الجراحات ويضع النظارة على عينيه ايضا ، كان يترحم على الناس ايام زمان والشوارع النظيفة والهدوء ، والسلوكيات التى تلاشت وتبخرت والاخلاق التى ضاعت وتاهت في زحام الحياة وصخبها وكل تلك الصفات التى اندثرت هذه الايام على حد قوله .

كان يصحو مبكرا رغم انه لا يعمل ويتناول طعام الافطار مبكرا فى السابعة عادة ، والغداء الثالثة ظهرا اما العشاء فى الثامنة على الاكثر ، ثم ينام مبكرا ليصحو قبل صلاة الفجر ، حتى يؤديها فى وقتها .

كان الجميع من الجيران والاصدقاء يعرفونه جيدا ، وكانت اناس كثر تقصده في قضاء حوائجها ، ولكن ذاكرته صارت تخونه فلايعرف البعض احيانا ، فقد كان يحب خدمة الجميع ، وبسبب خبرته الطويلة ورايه الراجح كان الجميع ياتون لمشورته ، واحيانا لاصلاح بعض المشكلات الاجتماعية بالحى والمنطقه ، لان الجميع يصنع له خاطر ولا يرد كلمته ولو كانت سيفا على رقبته .

احيانا كان يساله احد المعارف بعض المال فكان يساعده سواء صدقة او على ان يردها حين ميسرة ، حتى جاءه فى يوم فرحات يزوره صباحا وكان وحيدا ، لان ابنته فى العمل ، وقال له الا تعرفنى انا فلان تقابلنا يوم كذا وكان معنا صاحبنا فلان ، فاعتذر له انه لا يذكر ، فحكم السنوات والذاكرة ضعفت ، اعتذر له ان ابنته بالخارج ولا يوجد من يصنع له الشاى او يقدم له التحية ، لكن الرجل قال لا داعى فانا لست غريبا .

ثم اسر فرحات الى الاستاذ صالح قائلا لقد مرضت زوجتى واحتاج الى مبلغ مأتين من الجنيهات كى يذهب بها الى الطبيب ، فاعطاه الاستاذ المبلغ لان الشهامة والنخوة طبع فيه ، وحتى يفك كربته ، فاخبره فرحات انه فى غضون اسبوع او عشرة ايام على الاكثر سيرد له المال ، فقال له الاستاذ لا عليك .

بالفعل بعد اسبوع اتى فرحات مرة اخرى ، ولكن ليس لكى يرد المال وانما ليطلب منه المزيد ، فقد اخبره ان الطبيب اشار انها تحتاج لعملية سوف تكلف الف جنيه ، وقد جمع مبلغ خمس مائة جنيه وتبقى مثلها ، ويريد منه ان يقرضه اياها وسوف يرد المال جميعا خلال شهر على الاكثر ، فلم يكن مع الاستاذ صالح المبلغ فاعتذر منه وهو يشعر بالاحراج ، فقال فرحات سأمر عليك بعد يومين لعلك تدبر المال من اجلى للاهمية .

وعندما علمت ابنته بالموضوع قالت لوالدها ان هذا الرجل نصاب ومحتال ، وقد احتال على العديد من الناس خصوصا كبار السن كان يراقب بيوتهم وحينما يكونوا بمفردهم يذهب ويقص عليهم قصصه الواهنة الكاذبة ويأخذ المال بغير وجه حق .

تمـــــــــــت

61. مبروك كسبت جنيه دهب ـ قصة قصيرة





61 . مبروك كسبت جنيه دهب


كانت الحاجه فتحيه تسكن فى شقتها وحيدة بعدما كبر اولادها الثلاثة ، فقد رزقها الله من زوجها ولدان وبنت واحده ، كان ابنها الاصغر يعمل فى السعودية وكان شابا ولا يزال غير متزوج فالزواج هذه الايام يكلف مبالغ طائلة لايقوى عليها احد .

كانت الحاجه فتحية من الامهات الاتى ترتاح اليهن عندما تتكلم معها ، فتشعر انها امك انت او اختك ، تحب الجميع وتدعو للبشر كلهم وتدعو دوما ربها ان يرحم  جميع الناس ، وكان جميع جيرانها يحبونها ولا يتاخرون ابدا  فى اى شىء تحتاجه ، لانها كانت تعيش وحيدة فى تلك الشقة الكبيرة ، فهى الشقة التى تزوجت بها ، ذات المساحة الكبيرة والسقف العالى ، وليست مثل تلك البنايات والابراج الجديدة والتى تقول ان الشقق بها مثل علب الكبريت .

كانت ابنتها تزورها فى الاسبوع مرتين يومى الاثنين والخميس ، رغم انها لا تسكن بالقرب منها ، الا انها كانت تمر دوما على امها فى نفس الموعد كل اسبوع لترتب لامها البيت وتصنع لها الطعام ، وتغسل ملابسها وتجلس معها بعض الوقت لتطمئن على امها الحاجة فتحية .

وكان ابنها الاكبر يزورها فى فترات متباعدة بسبب ظروفه وانشغاله بالعمل ، ولكنه كان دائما يسال عنها يوميا تقريبا بالتليفون ليسلم عليها ، ويسالها اذا كانت تحتاج اى شىء ،  لكن اولاده كانو يذهبون لزيارة جدتهم (  تيـــتى ) كما كانوا يسمونها ، ويستمتعون بالحديث معها .

 كانت تحدثهم عن ايام الزمن الجميل والاشياء الحلوة التى اختفت هذه الايام فى عصر السرعة والحوسبة والانترنت ، وغزو الفضاء ، كانت تحكى لهم عندما نزل التلفزيون اول مرة فى الاسواق وكانت القنوات اثنان فقط احدهما تعمل بعد العصر والاخرى بعدها بساعتين ، حتى الساعة الثانية عشرة فقط مساء ثم القران الكريم .

كان ابنها الاصغر يجهز نفسه ( كما يقولون ) يعنى يشترى بعضا من الاجهزة الكهربية وغيرها من السجاد والتحف والستائر وغيرها ،ويضعها فى الشقة عند والدته ، حتى انه كانت الحاجه فتحيه قد خصصت له غرفة تضع بها جميع الاغراض التى تخصه ، وبعدما تضعه امه تغلق على الباب بالمفتاح ذو الخيط الازرق وتعلقه فى رقبتها .

وفى يوم من الايام جاءها من يقرع الباب يخبرها انها كسبت جنيه من الذهب لان عندها ثلاثة من اكياس مسحوق الغسيل ، فلم تصدق نفسها من الفرحه ، لانها اول مرة تكسب شىء منذ ان جاءت هذه الحياة ، وطلبوا منها ان تصنع لهم الشربات الذى احضروه معهم حتى لا يكلفوها شيئا وبالفعل شربوا جميعا الشربات بعدما وضعوا لها مخدرا فى كوبها ، وسرقوا جميع الاغراض بالغرفة بعدما اخذوا المفتاح المعلق فى رقبتها .

كانوا تلك الجماعه المحتالة على ما يبدو يراقبونها ، وعلموا مواعيد زيارة ابناءها وقصة الغرفة التى بها أغراض ابنها الذى يعمل فى السعودية ، فسرقوا كل شىء ونقلوها فى عربة معهم ، وعندما سالهم الجيران قالوا ان ابنها استاجر شقة وطلبت ان ينقلوا اغراضه اليها .


تمــــــــــــــــت


الجمعة، 19 مايو 2017

60 . حينما تدق الساعة الثامنة ( الفصل الثالث ) قصة






60 . حينما تدق الساعة الثامنة ( الفصل الثالث )


تجمعت الاسرة كلها وجلست بالقرب من بعضها ، وهى فى حالة من القلق الذى انتابهم وفكروا ان يخبروا احدا سواء من الشرطة او الاصدقاء ، لكنهم آثروا الا يصنعوا جلبة كبيرة حتى يتاكدوا ، وصار التساؤل لامهم وما تلك الاشارة ، قالت لا اعرف فهم لم يوضحوا لى شيئا وقالوا ستحدث اشارة حينما تدق الساعة الثامنة بالضبط .

مر الوقت بطيئا مملا لايريدون ان يأكلوا او يشربوا او يفعلوا اى شىء بل جلسوا سويا فى حلقة ضيقة فقد بقى ثلاث ساعات على الوقت المحدد ، فاخذوا يحاولون ان يخففوا على انفسهم ، ومحاولة بث روح التفاؤل والامل ، ومحاولة احدهم القاء بعض النكات ولكن هيهات ان يخرجوا من تلك الحالة العصيبة والمزاج السىء ، فقد كان الجميع مشدودا بل مرعوبا لكنه لا يحاول ان  يظهر ذلك حتى لا يزيد معاناة الاخرين من حوله .

كانت تلك الساعات الثلاثة كانها ثلاث اعوام بل اكثر فقد كانت عقارب الساعة ينظرون اليها كل دقيقة فيجدونها لاتتحرك وكأنها قد شدة فى وتدا او شجرة عاتية شماء.

 حتى جاءت اخيرا الساعة الثامنة ودقت الساعة سبع دقات متتاليه ولم يحدث شىء فبدؤا بالفرح وفى الدقة الثامنة انطفأ النور ، صرخ الجميع وحصلت ضجة عالية وجلبة كبيرة ، ثم اضاء النور ثانية فوجد محمود نفسه وحيدا فى القصر .

أخذ ينادى على زوجته وعلى اولاده فلم يرد احد عليه ، فتعجب كيف حدث ذلك ، فهذه الحكايات يسمعها فقط فى الحواديت والقصص القديمة لكنها لاتحدث فى ايامنا وعصرنا هذا ، فهو لا يؤمن اصلا بشىء اسمه الاشباح او العفاريت ، وحتى لو كانوا موجودين فهل يملكون القدرة على اخفاء الاشخاص كما حدث فى برهة ووقت يسير .

صار محمود يتصبب عرقا ويرتجف من شدة الخوف ومن هول ماحدث ، وبعد ان افاق تذكر شيئا من حديث زوجته ، فقد قالت ان الجنى اخبرها انهم سيرسلون اشارة ، وانهم من الجن الطيب الذى لايؤذى ، وسوف يعطونهم مهلة كى يتركوا القصر ليعيشوا هم بسلام ، فلماذا اختفت عائلته فجأة بهذه الصورة .

أصيب محمود بردة فعل وغضب عارمين فهو يريد ان يعرف ماذا حدث لاسرته فاخذ ينادى بصوت مكتوم انتم ياسكان القصر من الجن " أرجعوا على عائلتى وسوف نترك لكم القصر"   حتى راى رجلا ضخما اصلع الراس جاحظ العينان قوى البنية ليست له قدمين يقف عليهما مثل بنى آدم بل كان يطير في الهواء، ظهر له فجأة من زاوية من الجدار.

قال له الجنى بصوت غريب كفحيح الحية نحن نسكن هذا القصر وعائلتى منذ عشرون عاما وأنت وعائلتك قد أزعجتمونا بحضوركم للعيش هنا فاما ان ترحل او اننا سوف نخفى اسرتك الى الابد ، فقال محمود بلى سوف نترك القصر ولكن ردوهم على مرة اخرى ، فقال الجنى اذن اغمض عينيك وسوف ارجعهم مرة اخرى . 

سمع صوت شىء يدق الارض وبعد ثلاث دقات بالتمام ، شاهد اولاده وزوجته امامه ، فحمد الله وسالهم اين كنتم قد اختفيتم ، ففتحوا أفواههم متعجبين من السؤال ، ثم أجابوه قائلين ، بل انت الذى اختفيت .

فبعد ان دقت الساعة الثامنة انطفا النور ثم عاد فوجدناك قد اختفيت ، فشعرنا بالخوف الشديد واخذنا نصرخ ونبكى ونصيح  ، ثم ساد الصمت برهة يسيرة وبعدها ظهرت لنا ورأيناك مرة ثانية .

قالت له زوجته لقد حدثت الاشارة ، يجب الا نظل في هذا القصر بعد اليوم ، وبالفعل رجعوا جميعا الى شقتهم السابقة ، وتركوا القصر وما يحويه من اشباح وعفاريت ، فلولا انهم شاهدوها بام اعينهم ، ما كانوا صدقوها في يوم من الايام ، وتركوا القصر مهجورا تعيث فيه الاشباح وتعيش كما تحلوا لها ،وصار اهل المنطقة اذا حدث لاى انسان مكروه ارجعوه الى الاشباح التى في هذا القصر.


تمـــــــــــــت ... ( لأ  لسه شـــــــــــوية!؟ )


ما رايكم أعزائى القراء ان نغير النهاية قليلا فانا احب النهايات الساخرة وغير المتوقعة فهيا بنا نرى ماذ حدث لمحمود وعائلته بالقصر ........

بعدما راى محود الجنى ووعده انهم سيتركون القصر ، اخذ ينتظر عودتهم  لكنهم لم  يرجعوا فاخذ ينادى بصوت متحشرج اين انت يا زوجتى اين انتم يا اولادى ، حتى سمع صوتهم لكنه لا يراهم كأنهم يتحدثون اليه من عالم خفى عالم اخر ، فاخذ يصرخ ويعلو بصوته .

ظل محمود ينادى على زوجته واولاده ويصرخ بكل ما أوتى من قوة على أهله ليسمعوه ، حتى وجد نفسه واقعا على الارض ونظر حوله فاذا عائلته قد عادت اليه .

 فقال محمود بعد ان تماسك الحمد لله انكم بخير ، لقد حزنت كثيرا بعد اختطافكم ، فتعجبوا وقالت زوجته ، لاشك أنك  كنت تحلم بكابوس فظيع فقد وجدناك والعرق يقطر من جبينك وحاولنا ايقاظك لكننا لم نستطيع ، ففرح محمود وفرحوا جميعا انهم بخير وانه كان مجرد كابوس مرعب.




تمــــــــــــــت







59 . القصــــــــر الجــــــديد ( الفصل الثانى ) قصة




59 . القصــــــــر الجــــــديد ( الفصل الثانى )


ذهب محمود واسرته وانتقلوا للعيش فى القصر الجديد الذى ورثه من عمه المهاجر، وهو حقيقة ليس جديدا بل كان مهجورا منذ عشرون عاما لكن مع بعض الاصلاحات غير المكلفة صار رائعا ، خصوصا كثرة غرف النوم به والابهة فى المدخل وصالات الاستقبال والضيوف ، وحمام السباحة الخاص ، والدهاليز هنا وهناك والممرات التى تؤدى الى الحديقة والباب الخلفى .

ناهيك عن الديكورات والاعمدة على الطراز الرومانى ، بالاضافة الى الرسومات التى تزين الاسقف والجدران ذات الالوان البديعة ، غير التحف والانتيكات والتماثيل الرائعة التى كانت تنتشر في سائر انحاء القصر ذات الاحجام الكبيرة والصغيرة النحاسية والبرونزية وغيرها ، والتى تشعرك انك داخل متحف وليس منزلا،  التى كان عمه قد جمعها من كل البلدان التى زارها فهو كان يحب السفر والسياحة .

 لكن عمه عبد العزيز لم يرزق من زوجته الاجنبية بالاولاد ، ورغم فرح محمود وزوجته واولاده بالقصر ، الا انهم شعروا ان مساحة القصر كبيرة زيادة عن اللازم حتى انهم احيانا كانوا يشعرون انهم في متاهة ، ولا يعرفون مداخله ومخارجه .

ايضا كانوا يشعرون بالرهبة لان المنطقة نائية وبعيدة عن
العمران ، فقد كان القصر على حدود مزرعة كبيرة وبعيدة عن الطريق العام ، ايضا قد فقدوا جيرانهم بالعمارة السابقة واصحابهم الذين نادرا ما سوف يزورنهم بسبب المسافة البعيدة والتى تتطلب من الزائر ان يكون لديه سيارة خاصة ، حتى انهم فكروا بالعودة لشقتهم .

أحداث القصة بدأت من هنا حينما اخبر محمود زوجته انه سوف يعرض الشقة للبيع وان سمسار قد ابلغه ان لديه مشتر وسوف يدفع مبلغا كبيرا من المال ، فقالت زوجته على بركة الله ، لكن حدث ما حدث ، فقد عاد محمود من عمله حتى وجد زوجته غائبة عن الوعى والادراك تماما  وفى حالة يرثى لها .

كان الاولاد من حولها يحاولون افاقتها من غيبوبتها ولما فاقت قالت لزوجها يجب ان نترك هذا القصر فورا لانه مسكون !؟ فتعجب من كلامها ، فاردفت لقد شاهدت شبحا امامى يطير في الهواء مثل الدخان يقول لى ارحلوا من هنا حتى لا نؤذيكم ، فنحن من الجن غير الشرير ولا نريد ان نؤذى احدا ، لكن هذا منزلنا نعيش فيه منذ عشرون عاما .

تعجب محمود والاولاد ايضا لما سمعوا حكاية امهم واعتقدوا انها تهيؤات او لعلها تكون وسوسة من عند الشيطان ، فاردفت اذا لم تصدقونى ، فان الجنى اخبرنى ان اليوم فى المساء سوف يرسلون اشارة فى تمام الثامنة مساء حتى يتاكدوا ، واذا لم نرحل بعدها سوف يؤذون كل من فى القصر .

رغم اعتقاد الاولاد وابيهم ان امهم قد اختلط عليها الامر او انها رات كابوسا مرعبا ، غير انهم شعروا بالخوف بل بالرعب كلما كانت تدق الساعة المعلقة فوق الحائط .

فوصفوا والدتهم انها مريضة وتعانى من الهلاوس والتهيؤات ، حتى حدث ما تشيب له الابدان ، فتركوا القصر مرغمين .





58 . محمـــود والمـــــيراث ( الفصل الاول)قصة







58 . محمـــود والمـــــيراث ( الفصل الاول)


كان محمود يعمل بالتجارة ، وقد حدثت له هزة مالية شديدة فى الفترة الاخيرة ، فجعلته يفكر كثيرا وفى حالة مزاجية وعصبية ولا يطيق ان يتكلم مع احد او يناقشه احد ، وحينما كان يذهب للبيت ، يقعد فى مكانه ساكنا ساكتا لا يتكلم مع زوجته وحبيبته وام اولاده ، وحينما سالته عن السبب قال بعض المشاكل التى تخص العمل ، وحين طلبت منه معرفة ماهى تلك المشاكل قال لها لا تشغلى بالك وربنا يفرجها ان شاء الله .

فى يوم من الايام ذهب المنزل مبكرا على غير عادته ، فقد كان يشعر بالتعب والارهاق من كثرة التفكير والقلق ، فوجد نفسه يذهب للفراش ويقول لزوجته قومى بايقاظى بعد ساعتين فقالت له ان شاء الله أفعل.

نام وحينما استيقظ وجد ضيفا بالبيت ولما سالهم من هذا  الضيف ، قالوا له لا نعرف لكنه يسال عنك وبشدة ، فتعجب وارتدى ملابسه ، وذهب وتحدث معه ، فساله الضيف هل انت محمود عبد الراضى خليفة المشتهرى فقال له نعم ، وهو لا يفهم كيف تعرف على اسمه الرباعى فكل المحيطون به يعرفونه فى السوق باسم محمود راضى فقط.

وضح له الضيف قائلا انا محامى عمك عبد العزيز خليفة
المشتهرى ، وهو كان مهاجرا يعيش بالخارج ولم يراه محمود قط ولكن سمع عنه فقط عدة مرات فقط من ابيه حينما كان صغيرا ، فقال له خيرا ، قال البقاء لله توفى عمك وانت الوريث الوحيد له ، فلم يعرف صاحبنا هل يحزن لوفاة عمه ام يفرح لانه الوريث الوحيد لعمه .

أردف المحامى سريعا ولم يترك امامه فرصة للتفكير ، لقد اوصى عمك بجميع امواله للهيئات الخيرية ، فشعر بالصدمة ، ثم انتبه قائلا فلم اتيتنى اذن ؟ فاجاب صبرا يا استاذ محمود وبدا يشرح ويتحدث ان عمه يمتلك قصرا ، وهذا القصر ستؤول ملكيته اليه ، بشرط انه لايفكر فى بيعه واذا فكر فى بيعه يذهب ثمنه للجمعيات الخيرية .

تعكر مزاج صاحبنا مرة اخرى ، فاوضح له المحامى ان عمه كانت بينه وبين والعائلة بعض المشاكل لذا كتب تلك الوصية ، ثم انصرف المحامى ، وزادت حيرة محمود فهو لايريد قصرا ولكن يريد مبلغا من المال كى يجتاز تلك العثرة المالية .

 اشارت عليه زوجته براى شعر انه معقول ، اقترحت عليه ان يذهبوا ويعيشوا بالقصر ثم يبيعون تلك الشقة التى يعيشون بها الان وهى سوف تباع بمبلغ كبير بسبب موقعها المميز ومساحتها الجيدة .




















57 . تلمـــــــيذتى ســـــــــــاره قصة قصيرة




 57 . تلمـــــــيذتى ســـــــــــاره


تقول كنت اعيش فى بيت والدى ولكن زوجة ابى كانت تريد ان تستحوذ على والدى لنفسها ، وتحتال على حبه وقلبه لنفسها فقط ، وكانت تريد ان تشعل الحرب بينى وبينها ففكرت ان الخاسر فى تلك المعركة سيكون انا رغم محاولة والدى العدل بينى وبين زوجته الا انها كانت دائما تفوز بكل شىء واصبحت أشعر بالاهمال وكأننى قطعة من الاثاث ملقاة فى احد زوايا البيت الذى ماتت فيه الحياة بعد وفاة امى رحمها الله .

انتهيت من الدراسة وتخرجت ، وكنت احب التدريس فعملت فى احدى المدارس القريبة ، وصرت سعيدة بما وصلت اليه من تحقيق جزء بسيط من امالى وطموحاتى ، فقد كنت اشعر وانا اشرح للطلبة اننى شخص أقوم بدور مهم فى الحياة الا وهو تعليم الطالبات ، وتنشأتهم تنشئة سليمة فكنت سعيدة بحب طالباتى لى واهتمامهم بى رغم صغر اعمارهم .

كنت ايضا اعطى الدروس الخصوصية بالمنازل لبعض الطلبة ، ومن هنا بدأت حكايتى ، فقد ذهبت فى احدى الايام لاحدى الطالبات ، وحينما وصلت لبيتها أستقبلنى ابيها كعادته كل مرة ، ثم سالنى عن مستوى ساره فطمانته ان مستواها صار جيدا لكنها تحتاج فقط الى بعض التركيز.

اخبرنى ان والدتها توفت وانه هو الذى يرعاها ويهتم بها وانها قرة عينه ونسيم الحياة الذى يتنفسه والماء البارد الذى يرتويه ، ولما علم ان مستواها قد تدنى فى التحصيل والدراسة أصر ان يبحث لابنته عن مدرسة جيده تساعدها كى يتحسن مستواها .

أخذت ادرس ساره طوال العام حتى جاء وقت الاختبارات ، طلب منى والدها ان اعطيها حصصا مضاعفة فوافقت حتى انتهت من الاختبارات ، وظهرت النتيجه مبشرة وتعلن اننى نجحت ايضا معها .
تحدث الى والدها انه يريد ان اباشرها وأظل معها حتى تنهى المرحلة الابتدائية ، فاعربت له بالموافقه وان لاباس حيث اننى كنت احب ساره كثيرا وكانت تحتاج الى من يعطف عليها مثلى فكنت اعتبرها أبنتى اواختى الصغرى .

كانت تتواصل معى  تليفونيا تسلم على واطمئن عليها خلال الاجازة حتى جاء يوم اتصلت بى تخبرنى انها تود زيارتى لانها اشترت هدية وتود اهدائها لى ، وسالت عن العنوان ، فاخبرتها ان لا داعى للتعب وشكرتها، لكنها اصرت وقالت انها بالفعل اشترت لى الهدية ، كما انها تود ان ترانى .

حضرت ساره مع والدها طبعا فى بيتنا وانا سعيده بقدومها ، لكن ما حدث بعد ذلك كان اغرب من الخيال ، فقد قالت لى اريدك ان تكونى زوجة لابى فانا احبك كثيرا .

حقيقة كان الخبر على مسامعى له وقعا غريبا وشعرت بالاضطراب من هول المفاجأة ، وحينما تلجلجت وتلعثمت ، نظرت الى ابيها فوجدته يهز راسه قائلا نعم ياليتك تسمعى كلام ساره وتوافقين على طلبها ، حتى لا تشعر بالحزن والح فى الطلب ، وقال ان فارق السن بيننا ليس كبير ولن يكون عائقا وانه سيكون زوجى واخى وابى وحبيبى فوافقت .


تمــــــــــــــت



56 . أخـــى الذى لم تلده أمــــــى قصةقصيرة






56 . أخـــى الذى لم تلده أمــــــى


كنت اشتكى دوما وبصفة مستمرة من الم فى جانبى الايمن لكنى كنت مهملا ولا اذهب الى الطبيب بسبب ضيق ذات اليد ، كنت احاول ان أشرب بعض الاعشاب بعد غليها في الماء فكانت تسكن الالم فترة من الوقت ثم يعود مجددا  .

حتى نصحنى احد معارفى  بضرورة زيارة الطبيب والاهتمام وبالفعل ذهبت الى احدى المستشفيات الحكومية لكنها لم تفعل شىء ولم تتحسن حالتى فالاطباء هناك مشغولون دوما ويكشفون على المرضى احيانا وهم يتحدثون فى التليفون او اثناء حديثهم مع الممرضات حتى ندمت لذهابى لطلب المشورة والعلاج عندهم .

زاد التعب مرة اخرى فنصحنى احدهم بالذهاب لمستشفى خاص قسم العلاج الاقتصادى فكان الاطباء بها ممتازون يعالجون ويهتمون بالمرضى ويخافون الله ، فذهبت وبعد التحاليل والاشعات والفحوص المطلوبة ، تبين ان هناك بعض الالتهابات على الكبد ، ولكنه يمكن التعافى منها سريعا اذا اهتممت بالعلاج ، وبالفعل بعد فترة وجيزة تحسنت حالتى وحمدت الله على انه خلصنى من ذلك العذاب الذى كان يقض نومى ويؤرقنى .

وفى احدى الايام وجدت الطبيب الذى عالجنى يتصل بى تلفونيا يريد مقابلتى بعدما سالنى عن صحتى فشكرته وطمأنته ايضا على حالتى ولما سالته عن سبب طلبه منى زيارته قال الامر بسيط ولكنه هام جدا ، لم اعرف طعم النوم فى ليلتى تلك فحقيقة كنت حالتى تحسنت كثيرا ، ولكن بذور الشك نبتت فى قلبى وعقلى .

 حدثتنى نفسى انه لابد ان يكون هناك امر جلل وهام ، وحدثتنى نفسى بالا اذهب ثم تراجعت خوفا من تحمل العواقب الوخيمة اذا اهملت وامتنعت عن زيارة الطبيب المعالج ، فنويت ان اذهب اليه فى الصباح الباكر .

قابلت الطبيب وانا فى غاية القلق ، وعندما رآنى متوترا ومشدودا طماننى وقال لم الخوف ؟ الم اخبرك انه لاداعى للقلق ، وانت حقيقة قد عافاك الله وصحتك بخير اقسم على ذلك ، ولكن ...

عندما سكت وقال لكن اجزمت ان هناك امر خطير ، فسالته بالله تعالى الا يخفى عنى شيئا ، فقال لى هناك شابا فى مثل سنك يشكو من الكبد كما كنت تشتكى انت ، ولكن حالته متدهورة جدا ويشتكى الما مبرحا لايستطيع العيش معه ويحتاج الى اجراء عملية لزراعة فص للكبد ولكنه لا يجد .

قلت له وانا ما دخلى بهذا الموضوع كما اننى ظروفى صعبة ولا استطيع ان اعطيه مالا لاجراء العملية ، فقال لى ، لا هو الذى سوف يعطيك اى مبلغ من المال تطلبه فأبيه من رجال الاعمال ويملك المال ، وهو بين الحياة والموت .

 فتعجبت مرة اخرى وطلبت من الطبيب ان يشرح لى اكثر ، فقال ان الانسجة الكبد متنوعه وتختلف من شخص لاخر ، وفصيلة الانسجة الخاصة به نادرة ولم يعثر عليها ، وبالصدفة التحاليل التى امامى تقول ان الانسجة لكما انتما الاثنان متطابقة وكأنه أخيك الذى لم تلده امك .

وهو ليس له اخ او اخت حتى يعثر على نفس الفصيلة ويرجو منك ان تعطيه جزءا يسيرا من فص الكبد مقابل اى مبلغ من المال ، فتكون بذلك قد انقذت حياته وسوف يكون شاكرا لك وممتنا طيلة حياته وانه اذا لم يجد نفس فصيلة الانسجة ويعمل العملية خلال شهرلعله يتوفى.

سالت الطبيب وهل هذه العملية ستضرنى او تجعلنى عاجزا ، فاجاب بالنفى وان المتبرع ينمو لديه الكبد مرة اخرى ، وان المريض ينمو عنده هذا الجزء الصغير وينقذ حياته .

كنت احتاج للمال فى الحقيقة ، ولكن حياتى اهم من مال قارون ، لكننى حينما تاكدت من أطباء آخرون خارج تلك المستشفى انه ليس هناك خوفا على حياتى ، وحينما تذكرت الالم الفظيع الذى كنت اعانى منه وافقت طمعا في رضى الله سبحانه ، فمن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة .



تمـــــــــــت









55 . الزوجـــــــــة الثانيــــــــــة ـ قصة قصيرة




55 . الزوجـــــــــة الثانيــــــــــة


اخذت تنظر الى صورة ابيها وهى معلقة على الجدار ، تقول رحمك الله يا ابى فقد حذرتنى ولكن لاينفع الندم ، كانت تكلم والدها المتوفى كأنه حاضر معها وكانه سوف يخرج من الاطار الزجاجى ويرد عليها.

تقول كنت متزوجة ويحبنى زوجى وكنت احبه ومضت ثلاث سنوات لم نرزق فيها الاولاد لكن زوجى كان يصبرنى ويقول الصبر جميل ، وكنت راضية بقضاء الله تعالى وكان الاطباء يقولون اننى وهو بخير لكن النصيب لم يات بعد ، وعموما ليست تلك هى المشكلة .

 فالمشكلة الحقيقة ان زوجى جاءنى فى احد الايام وهو يريد ان يخبرنى امرا بالغ الخطورة فقد كان ذلك واضحا من ملامحه وجديته فى الحديث ، ثم قال سوف اتزوج ابنة عمى ، وقد كانت له ابنة عم توفى زوجها واردف اخبرك بهذا لاننى أحب الصراحة والوضوح ، ولان ماسوف افعله ليس بحرام او شىء عيب اشعر بالاحراج منه .

وقع كلامه على مسامعى مثل الصاعقة وكأن سيفا بتر جسدى الى شطرين ،  فصرت لا اسمع ولا اعى ما يحدث حولى ، فاردت الاستفسار منه فاشار براسه ماسمعت صحيح ، فشعرت اننى افقد توازنى ، بل واننى اترنح من هول المفاجأة وصحت باعلى صوتى ماذا فعلت كى تتزوج باخرى وتحشرج صوتى وصرت غير قادرة على الكلام .

 فقال بهدوء لم تفعلى شىء يغضبنى لكنها ابنة عمى ولا يصح ان تعيش بمفردها وليس لها عائل ، فقلت اعطها كل شهر مبلغ تعيش منه ، فقال كيف اجرح كرامتها ولم لا اضمها الى زوجة ثانية ، وانا احبك واقدرك ولكنى سوف اتزوج بها وافقت ام لا ، شئت ام ابيت .

طلبت من الطلاق طبعا لان هذا هو الرد الطبيعى من وجهة نظرى ، وذهبت الى بيت ابى فنصحنى والدى ان اتريث ولا أستعجل الامر ،واحاول ان اتقبل الوضع الجديد لان زوجى انسان لا باس به فهو على خلق وشهم وبه كل الصفات الكريمة ولم يسىء معاملتى يوما من الايام .

 لكننى لم استمع لنصيحة والدى ، فطلقنى زوجى بعد اصرارى ، ثم توفى والدى ، وتركنى وحيده فى هذا العالم اشعر بالفراغ الكبير وكلما اتذكر زوجى السابق احن اليه والى عطفه وادبه فقد كان يعاملنى كأميرة وهو فارسى الذى طالما انتظرته ان ياتينى على حصانه الابيض لولا ما كان منه .

لا شك اننى وقتها كنت اشعر بالضغط الكبير ، وكنت لا اتقبل فكرة ان تكون المرأة زوجة ثانية وكنت اصف كل من تسول لها نفسها ان تسرق زوجة غيرها بالجشع والطمع والانانية ، وانها تبنى بيتها على حطام بيت غيرها   غير عابئة بالاخريات .

 والمشكلة الان اننى لازلت شابة ويتقدم لى من يريد الزواج منى لكنهم للاسف لهم اهداف اخرى فيكون من يتقدم لى يطمع ان يعيش معى فى شقة والدى، واخر كان يعتقد ان والدى ترك لى مبلغا من المال ، وثالث يريد ان يتزوجنى سرا او زواجا عرفيا وهكذا .

 حتى جاء عبد الحكيم والذى شعرت منه انه انسان بمعنى الكلمة ورجل خلوق اطمئن معه على ماتبقى من العمر ، لكن المشكلة انه اخبرنى انه متزوج وزوجته مريضه ويريد ان اكون زوجة ثانية ، وعندما سالته وهل تعلم زوجتك قال نعم لاننى ما افعله ليس بحرام او شىء عيب اشعر بالاحراج منه ، تماما مثل رد زوجى السابق .

 حقيقة شعرة بالحيرة الشديدة لاننى رغبت ان اتزوج منه بشدة ، فكيف اوافق ان اكون زوجة ثانية وقد طلبت الطلاق من زوجى وكنت حينها زوجة اولى .

 ورغم محاولتى ان اطرد تلك الفكرة عن ذهنى لكنها كانت تطاردنى وتلح على ، فانا اريد من يؤانسنى واؤنسه ، واهتم به ويهتم بى ، واكون له عونا على كدر الحياة ويكون هو عونا لى حتى آخر العمر، فوافقت ان اكون زوجة ثانية .

وحينما نظرت لصورة والدى وجدته ينظر الى نظرة عتاب قائلا : تطلبين الطلاق من زوجك وانت زوجة اولى ، وها انت توافقين ان تكونى زوجة ثانية . 



تمـــــــــــــت





54 . زوجـــتى من العالــــم الاخرـ قصة قصيرة







54 . زوجـــتى من العالــــم الاخر


كنت جالسا اشعر بالهدوء والراحة والاسترخاء الشديد ، واحس ان بداخلى طاقة ايجابية كبيرة ، وان الامل والتفاؤل والسكينة يملاء عالمى ، وان الحب والفرح والخير قد ملىء قلبى ثم فاض الى كل البشر .

كنت انظر الى من حولى وانا جالس بصالة المطار انتظر السفر الى بلدى عائدا من الاراضى المكرمة ، بعد توفيق الله لى بآداء مناسك العمرة وكنت قد حضرت مبكرا كعادتى قبل الموعد بوقت كاف .

 كان يجلس بجوارى شاب تبدو عليه الوسامة والاناقة ثم وجدته يقترب منى يسالنى هل اديت العمرة فقد كان يبدو على ذلك بسبب حلاقة شعرى كله بالموس وكان هو ايضا يبدو عليه نفس الشىء .

 اومأت له رأسى بالايجاب فقال انا ايضا يسر الله لى زيارة بيته المحرم ، ثم سكت وسالنى هل اديت العمرة قبل ذلك فاجبت بنعم ، فاردف قائلا هذه اول مرة لى .

 حقيقة انا لا احب تضيع الوقت في الاحاديث التى لاتعود على المرء بالنفع ، لكننى شعرت انه يريد ان يقص على قصة ، لانه تنحنح وتريث ثم قال لقد كنت امر بمشاكل كبيرة وكثيرة ومعقدة ، وحاولت بشتى الطرق علاجها لكننى لم افلح ، فنصحنى احدهم ان اذهب للعمرة وادعو ربى يشرح صدرى للصواب ويوفقنى للخير .


ثم اردف انا بصراحة كلما اتقدم لخطبة فتاه يفشل الموضوع رغم اننى اعمل بوظيفة جيده ومرتبى كبير وطموح ونشيط ، احب الناس واساعدهم واجتماعى بدرجة كبيرة والحمد لله متدين واصلى لكن احيانا تمنعنى ظروف عملى فانقطع عن الصلاة .

 اجبته ان الزواج قسمة ونصيب لعل النصيب لم يات بعد ، فقال لى انا اعرف السبب هى التى تفض اى مشروع خطوبه اريد ان اسلكه وتجعل اهل الفتاة يفسخون الخطبة وبالرغم اننى قد حذرتها لكنها ترفض .

شعرت بالاهتمام فاعتدلت فى جلستى واقتربت منه فى صمت واخفضت رأسى وسالته من هى هل فتاه فسخت خطبتك منها وهى لاتزال متمسكه بك ، فقال لا هى من عالم آخر من الجن ، فهى تظهر لى انا وحدى ولايراها احد غيرى ، تكلمنى واسمعها ، لايراها او يسمعها غيرى تريد ان اتزوج بها لكن كيف وانا آدمى وهى من الجن .

قلت له لعلها وساوس اذهب الى احد الاطباء النفسانين يعالج تلك الوساوس ، فقال ذهبت للاطباء فقالوا ليس عندك شىء ، واكتفوا بان اعطونى بعض المهدئات ، ثم  ذهبت للمشايخ والعلماء فقالوا ان فتاه من الجن هى السبب .

ثم اكمل قصته قائلا بالفعل عالجونى بالقرآن وبعض الماء يقرأون عليه آيات قرانية فاتحسن بعد شربه او الوضوء به ، ثم ماتلبث ان تعود مرة ثانية ، وتحذرنى من الذهاب للمشايخ مرة اخرى والا سببت لى الضرر والاذى .

شعرت ان الموضوع أخذ منحى آخر ، فاردت ان انهى الحوار فدعوت له قائلا ان شاء الله بعد العمرة تتحسن وتصبح بخير ، فاراد ان يكمل قصته فقال هذا ما حدث بالفعل ، لقد حذرتنى ان اذهب للعمرة ولكننى اصررت .

 ثم أردف هل تعلم اننى كنت أثناء الطواف أشعر بشعور غريب وكأننى فى عالم آخر وحينما انتهيت وشربت من ماء زمزم ثم وضعت منه فوق راسى وعلى جسدى كله سمعت نحيبها وصراخها ورايتها تتالم الما شديدا ، ثم رايتها تحترق حتى اننى شممت الدخان ورايته يصعد فوق راسى، وتخلصت من طنين الاذن والصداع الذى كان يلازمنى .


تمـــــــــــت



















السبت، 13 مايو 2017

53 . اعطنى صنارة اصيد بها ـ الجزء الثالث




53 . اعطنى صنارة اصيد بها ـ الجزء الثالث

يقول صاحبى تلك المرة حين تقابلت مع احمد كانت حالته افضل فقد لبس الملابس الثقيلة والحذاء الجلدى بدلا من الشبشب ، وظهر عليه الشبع فحمدت الله ان ساقه فى طريقى كى اساعده وكان مصفف الشعر ايضا ، فشعرت بالارتياح ثم سالته وهل تتعاطى الحبوب المخدرة الان فقال لا ، لانها ضيعتنى وايضا لا املك ثمنها ، فطلبت منه ان يبحث عن عمل فاخبرنى ان هناك مشكلة اخرى ان البطاقة الشخصية  ضاعت فى وسط المشكلات التى مر بها وحينما ذهب لاستخراج بدل فاقد لم يجد معه ثمن الاستمارة بعد زيادة ثمنها فرجع كما ذهب  . 


طلبت من ان يعدنى بعدم الرجوع للمخدرات مرة اخرى وان يحاول العثور على عمل بصورة البطاقة التى لا تزال معه ، واننى ساعطيه ثمن الاستمارة ليستخرج بطاقة بدل فاقد ، وطماننى انه وجد عملا مؤقتا فقد اشترى بالمال بعضا من البخور ، ويمر على المحلات والبائعين فهذا يعطيه نصف جنيه وآخر يعطيه جنيها وهكذا ، فتهللت وقلت خير ما فعلت ، ولكن حصولك على البطاقة وعمل ثابت امر هام ، واننى لن اظل اعطيه المال كل فترة لاننى موظف واعول اسرة والحياة صعبة ، فقال لى انت تريد ان تعمل بالحكمة القائلة لا تعطينى سمكة وانما اعطنى صنارة اصيد بها ، فقلت له نعم .


يقول صاحبى فاعطيته رقم هاتفى وطلبت منه ان يتصل بى اذا اراد شيئا أو احتاج للمساعدة ، وان يتصل اذا تحسنت ظروفه كى يطمئنه على احواله لانه يعتبره من الان مثل ابناءه ، فدمعت عينا الشاب ودمعت عين صاحبى ، وسلما ثم تعانقا وانصرفا .


يقول صاحبى مر شهر حتى الان ولا ادرى ماذا حصل لاحمد هل ضاع منه رقمى بسبب نومه بالشارع ، ام ان ظروفه تحسنت فاخذ يهتم باحواله واعتبر ما كان انه عثره تعثرها ومضى فى حياته ، ام انه لاقدر الله اصابه مكروه او مرض مرضا شديدا ثم توفاه الله .


وأخذ يتساءل ماهو دور الدولة تجاههم ودور الجمعيات الخيرية نحوهم ، ولكنه كلما يتذكر ذاك الشاب احمد يبتسم ويحمد الله انه وقف بجانبه ورأف بحالته فمن لايرحم لا يرحم ، ثم يدعو الله ان يحفظه ويقويه ويعينه على الابتلاء الذى تعرض له .
واخذت انا  وصاحبى كلا منا يشعر بالحزن على تلك الفئة من الناس المهمشة الضائعة فى دروب الحياة ، التائهة فى شقوق التاريخ .

52 . شقة قانون جديد ـ الجزء الثانى





52 . شقة قانون جديد ـ  الجزء الثانى

بالفعل تقابلنا فى اليوم التالى وكانت الامور بدات تضح لى اكثر ، وكانت هناك تساؤلات كثيرة تدور فى عقلى اريد ان اعرف اجابتها من احمد ، فسلمت عليه وكنت قد احضرت له حذاءا جلديا واغراض اخرى فى كيس ، وطلبت منه ان يقص على حكايته اذا اراد ، فقال انا صراحة لا احكى لاى انسان حكايتى لكنى اشعر انك مثل والدى رحمه الله فساقص حكايتى .


قال توفى ابى وامى وكنا انا واخى الاكبر نعيش فى شقة صغيره ايجار قديم ، فقلت له خير وجميل وماذا حدث ؟ قال اخى عندما تزوج ترك لى الشقة واجر شقة قانون جديد ، ورزقه الله ثلاثة اولاد فأردفت حتى هذه اللحظة كل شىء رائع ، ماذا بعد ؟ فقال كنت اعمل فى قهوة وهذه حرفتى منذ فترة طويلة وبالمناسبة انا متعلم ومعى الاعدادية واقرا واكتب جيدا ، وبعد ذلك اردت الزواج لاننى كبرت فى العمر وكدت ابلغ الثلاثين لكن ضيق ذات اليد حالت دون ذلك فدخلى من القهوة بالكاد يكفينى ، حتى طلب صاحب البيت وكلمنى ان اترك الشقة لانه يريد هدم البيت وبناء عمارة بدلا منها واخبرنى انه سيعطينى مبلغا من المال فرفضت فاين اذهب واعيش .

ثم عرض الفكرة على اخى فوجدته يزورنى ويقنعنى ان المعيشة صعبة وانه يوافق لانه سياخذ النصف وانا النصف الاخر ، وان اولاده بالمدارس ولا يستطيع من خلال عمله كعامل فى البناء ان يوفيهم طلباتهم ، واقنعنى انه بالمبلغ الذى سوف آخذه استطيع ان أؤجر شقة قانون جديد مثله وبالباقى اتزوج به فشعرت بالارتياح للفكرة ، ثم أخبرنى انه وصل مع صاحب البيت ان يدفع مبلغا لابأس به من المال .


قال صاحبى من هنا بدأت المشكلة يا أحمد يا ابنى فقال لى سوف احدثك بالبقية ، بالفعل تزوجت ولكن زوجتى بعد فترة طلبت الطلاق لان ظروفى المادية صعبة وهى لا تريد ان تصبر وتتحمل معى حتى تتحسن ، وبالفعل طلقتها واخذت الاثاث ـ العفش ـ وكل شىء وتركت الشقة على البلاط ، فحزنت حزنا شديدا وتركت العمل واخذت اتناول الحبوب المخدرة حتى اغيب عن الوعى ، حتى طردنى صاحب الشقة لعدم دفع الايجار .


فقلت له اذهب لبيت اخيك ، قال فعلت لكن شقته ضيقه وزوجته كانت تتافف من وجودى وظروفه صعبه جدا ، فكنت اشعر بالاحراج من هذا الوضع فطلبت منه بطانيه ونويت ان ابيت على بالشارع ، حتى زادت حالتى سوءا فالجوع الشديد والبرد القارص وهطول الامطار زاد الطين بلة ، حتى اننى حينما كنت نائما على الرصيف وجدت رجلا كبيرا ينام بجوارى وليس معه شىء فشققت وتقاسمت البطانية معه ، فأعطيته الاغراض التى معى وقلت له تفاءل خيرا ولعل الله يحدث بعد ذلك امرا .



51 . عندما تضيع الرحمة ـ الجزء الاول قصة قصيرة





51 . عندما تضيع الرحمة ـ الجزء الاول

يقول لى صاحبى فى يوم من الايام وفى احدى الليالى الباردة المطيرة كنت عائدا من العمل متعبا ومرهقا ورغم الملابس الصوفية الكثيرة التى ارتديها كنت اشعر بالبرودة تسرى فى اوصالى ، لمحت شابا يتقدم لرجل يمشى امامى يريد ان يتحدث معه لكن الرجل اعرض عنه وتركه  فقلت لعله احد الشحاذين يطلب مالا بحجة ان ماله ضاع ويريد الاجرة ليركب القطار الى بلدته كما يحدث عادة او اى شىء اخر من هذا القبيل .


حقيقة انا لا اهتم بتلك الفئة من البشر هذا قول صاحبى ، لاننى لست متاكدا من صدقهم ام انها حجة للكسب السهل والسريع لجمع المال دون تعب ، بالاضافة ان تكاليف الحياة واعباءها صارت ثقيلة ودخلى يكفينى واسرتى بالكاد وليس معى ما يمكن ان اتصدق به على محتاج او عابر سبيل .


يعود صاحبى ويكمل القصة قائلا ، فوجدت ذلك الشاب يتقدم نحوى ويطلب منى خمس دقائق فقط ، وهو لا يدرى اننى اساسا لا استطيع ان اقف على قدماى من شدة التعب والهواء البارد الذى يصفر من حولى ، ولكننى وجدت نفسى اقول له خيرا وتوقفت بالرغم من كل شىء ، حبا فى المعرفة والحجج التى يبتدعها المتسولون ، فقال لى انا جوعان وبردان ثم اقسم انه انسان تحكمت فيه الظروف فآلت حاله الى هذا الوضع .


يقول صاحبى فتاثرت بكلامه وشعرت ان الامر جاد وليس مجرد متسول حينما نظرت اليه ومن نظرات عينيه فاحببت ان استمع الى قصته ، فاستندت على سياره واقفة وقلت له لماذا لاتعمل وانت شاب؟ فقال ـ كيف اشتغل وانا منذ ثلاثة ايام لم آكل طعام بجد ـ فانا اشعر بالهزال والضعف بالاضافة اننى ليس لى ماوى فابيت فى الشارع بنفس الملابس كل يوم ، فحينما ينظر الى هيئتى صاحب العمل من التعب والهزال والضعف وملابسى المتسخة يرفض على الفور بدون اسباب .


حقيقة لقد اقشعر بدنى من حديثه وصرت اقول لاحول ولاقوة الا بالله ، لاننى لى ابناء فى مثل عمره فتخيلت انه احد اولادى وصار حاله هكذا ، فشعرت ان قلبى يتقطع عليه ، وقلت أأخذه معى يتعشى معى وربنا كريم وعنده خير عظيم ، ثم طلبت منه ان ياتى البيت فوافق ، واراد ان ينتظرنى عند البواب ، فرفضت وطلبت منه ان يصعد معى الشقة ، فانا انسان موظف بسيط ولو كان سارق فلن يجد شيئا يسرقه .

جلس فى الصالة بعدما اخبرت الاولاد ان معى ضيف وطلبت منهم ان يعطونى اى ملابس لهذ الشخص واسمه أحمد لانه كانت هيئته رثه للغاية ويلبس ملابس خفيفة فى هذا البرد القارص وشبشب من البلاستيك المقطوع ، بالفعل فى دقائق جمعت العديد من الملابس ثم توجهت الى احمد واعطيته اياها فدمعت عيناه من شدة الفرحة والسعادة ودمعت عيناى ايضا .


 وطلب ان ينصرف فطلبت منه ان يرتديها امامى كى اطمئن انها تناسبه ، فارتدى بلوفرا من الصوف فوق القميص الذى كان على جسده الواهن فتغيرت نظرته وشعر بالدفء ، ثم وجدته يرتدى جاكتا ثقيلا كنت اعطيته فوق البلوفر ايضا.

ذكرنى هذا المشهد برمضان عندما يكون المرء صائما ويفطر فيظل ياكل ويأكل حتى بعد ان يشبع وتمتلا معدته ، ثم احضرت له كيسا وضعت به بقية الملابس واخبرته انه لابد ان يبحث عن عمل واننى سوف اساعده لاننى اعتبره من الان ابن من ابنائى .

ثم طلبت منه رقم الموبايل فقال لى ياعمى ليس معى فاننى آكل الطعام من الزبالة ولو كان معى تليفون لبعته واكلت بثمنه ، فاعطيته رقمى وقلت له اريد ان اراك غدا نتقابل فى نفس المكان كى اطمئن عليك .

الخميس، 11 مايو 2017

50 . فاما اليتيم فلا تقهر قصة قصيرة




50 . فاما اليتيم فلا تقهر

فاما اليتيم فلا تقهر ، هذا ماحدث معى بالضبط فقد توفى كلا من ابى وامى معا وفى نفس الوقت بسبب حادث سيارة ، ولم تمر سوى ايام قليلة حتى حضر صاحب العمارة واخبرنى باننى يجب ان اخلى الشقة لانه يريد ان يؤجرها لعلمه بوفاة والدى واننى لن استطيع ان ادفع الاجرة .


كنت لازلت بالمرحلة الاعدادية  فتوسل الجيران له ان يدعنى وان يحاولوا هم ان بجمعوا الايجار لكنه قال كيف سأعيش بمفردى فى الشقة ،عليه ان يذهب الى احد اقاربة يعيش معه وينفق عليه ، فذهبت توسلاتهم له هباء ، ففكرت ان اذهب الى الرجل الوحيد الذى اعرفه فى هذا العالم وهو عمى وبالفعل ذهبت للعيش عنده .


كانت شقة عمى صغيره تتكون من غرفتين فقط ، غرفه له ولزوجته وغرفة اخرى لبناته الثلاثة ، فوضع لى سريرا بالصالة لانه المكان المتاح الوحيد ، فكنت لا اشعر بالراحة واننى صرت عبئا على عمى ولكننى ليس امامى مفر من ذلك ، فاين اذهب وانا فى هذه السن ، وظللت على هذا الحال عام كامل حتى حصلت على الاعدادية العامة .


كانت زوجة عمى تتافف دوما من وجودى وانها ليست من مهامها ان تعول فردا آخر وتهتم به وتخدمه ، كانت تشكو الى عمى دوما ان الشقة ضيقة وان عندهم بنات ولا يصح ولا يجوز ان يظل هذا الوضع على هذا الحال ، فيقر لها عمى ان الشقة صغيرة فعلا ولكن اين يذهب بى وانا ابن اخيه لحمه ودمه ، فعليهم بالصبر الى ان يقضى الله امرا كان مفعولا .


كنت أشعر ايضا بالحرج من الوضع برمته ولكن ماعساى افعل فى تلك الظروف التى فرضتها على الحياة ، حتى كان يوم كنت امر فيه بجوار شقتنا القديمه فقابلت عم ابراهيم البواب وسالنى عن حالتى فقلت له بخير ، فطلب منى ان اشرب معه الشاى والح على فوافقت ، سالنى عن احوالى فاخبرته اننى انهيت الاعدادية وسوف ادخل مدرسة الصنايع ففرح ودعى لى بالتيسير .


وعندما علم بحالى عند بيت عمى ، وجدته يفرك ذقنه بيديه ويضم شفتيه وهو يفكر تفكيرا عميقا تعجبت له فسالته ما الامر يا عم ابراهيم فقال لى ما رايك ان تعيش معى هنا فى العمارة على السطوح ، بحيث يسلى كل منا الاخر فهو يعيش وحده منذ توفت زوجته ، وكى يرد جميل والدى لانه كان كريما وشهما معه اثناء حياته على حد قوله .


مضت السنوات وانا وعم ابراهيم نعيش معا وانا اقوم بمساعدته فى العمارة حتى حصلت على شهادة الصنايع وعملت فى احدى الورش القريبة فى الحى ، وكان عمى يسال عنى كل فترة يمر ويزورنى وهو يشعر بالاحراج لكن ليس باليد شىء.

49 .باب البيت يفوت جمل قصة قصيرة




49 .باب البيت يفوت جمل

انت أسماء ربة بيت زوجة صابرة شاكرة تحب زوجها وقد رزقها الله بنتا وولدا ، وكان زوجها يعمل باحدى الوظائف الحكومية ودخله قليل لكنها كانت تحاول ان تجعل هذا الراتب الذى يلقيه زوجها اول الشهر ويضعه فى يدها يكفى طول الشهر ، رغم كثرة الطلبات وغلاء الاسعار .
كان زوج اسماء قريبا لها وحينما رسم الربيع ملامحه عليها ، وحان قطاف الورد على وجنتيها ، تقدم على الفور لخطبتها ثم ما لبث ان تزوجها ، بعد وعده لاهلها انه سوف يصونها ويضعها نصب عينيه ويحافظ عليها ، فمن اولى بها من ابن عمها لحمها ودمها ، ورغم صعوبة الحياة لم تفكر اسماء ان ترهق زوجها أبدا بما لا يقدر عليه .


كانت تقول الرحمه حلوه فكيف احمله مالا يطيق فهو يعطينى راتبه كله بعد دفع ايجار الشقة والمياة والكهرباء والباقى انا اتصرف فيه ، وانا مدبرة المنزل فلابد ان اتصرف بحيث يكفى هذا الدخل القليل طيلة الشهر .


كان زوجها يحبها ويحترمها لانها انسانه حكيمة مدبره تقدر ظروفه ولا تحاول ان تضغط عليه مثل الاخريات وتقول له ابحث عن عمل اضافى لان الراتب لايكفى ، وكان هو يحاول الامتناع عن التدخين ، وعدم الجلوس مع اصدقاءه على المقهى بعد الزواج لتقليل الانفاق .


فى يوم من الايام كانت تبحث اسماء فى محفظتها فلم تجد شيئا من المال ، وكان قد تبقى يومين على بداية الشهر حتى يقبض زوجها الراتب من جديد ، فلم تهتم لان ذلك يحدث عادة فذهبت الى المطبخ تبحث عن اى شىء تعده للغداء ، فكانت المفاجاة انها لم تجد شىء ، فالارز  والمعكرونة وسائر الخزين قد نفد من البيت فحار عقلها وخار ولم تعرف كيف تتصرف ، وأخذت تبحث حتى وجدت قليلا من العدس فصنعته لزوجها.


عاد زوجها وكان متعبا وجائعا ايضا فمالبث ان دخل البيت حتى طلب منها تجهز الطعام بعدما بدل ملابسه بسرعة فلما نظر لطبق العدس على الصينية التى ياكل عليها ورغفين من الخبز هاجت عليه نفسه وغضب عليها وقال لها لعلك انشغلت بشىء ما اوجلست تثرثرى مع احدى الجارات فلم يسعفك الوقت لعمل طعام فبكت وانتحبت فى هدوء ، فقام غاضبا قائلا لها انا لااحب البكاء والعكننة واذا لم يعجبك البيت فالباب يفوت جمل ، وحينما علم بعد ذلك بالحقيقة قبل راسها ويدها واعتذر لها بسبب ضغوط العمل التى لاترحم .    

48 .غضب الحلـــــــيم قصة قصيرة




48 .غضب الحلـــــــيم

كنت متعلقا بسهام ابنة الجيران فقد كانت تشغل قلبى وعقلى وكل جوارحى ، وحينما سنحت الفرصة لى ان اتقدم لها فعلت على الفور ، تقدمت لها ووافق اباها لاننى اعمل فى احدى الوظائف الجيدة الدخل وعندى شقة ، ولان ليس هناك مايحول بينى وبين فتاتى ، حتى حدث ما لم يكن يخطر على البال .


كنت نازلا من البيت على درج السلم ولم انتبه الى قشرة موزه ملقاة على الارض حتى وقعت وتدحرجت على السلم حتى وصلت الى الطابق الارضى ، اخذونى اهلى الى المستشفى فظللت داخل الجبس الذى يغطى جسدى كله من راسى حتى اخمص قدمى عدة اشهر.


بعدها اخبرنى الطبيب اننى سوف اظل عاجزا عن الحركة فترة طويلة بسبب الحادث ويجب على ان اعتاد على ذلك ، وتوجب على ان اعتمد على احد يساعدنى على الانتقال والخروج بعدما سكنت فى شقة بالطابق الارضى لتكون المهمة ايسر على .


كنت فى هذه الفترة خطيبتى سهام لا تزورنى كثيرا ، بل نادرا ودائما تتحجج بحجج اشعر انها واهية لكننى كنت احبها فلا ارى باسا بها ، حتى اتانى والدها وأخبرنى ان الظروف تغيرت ، يقصد ظروفى انا وان سهام لن اكون الزوج المناسب لها ويفسخ الخطبة ويعتذر ثم تركنى وانصرف .


كانت لى قريبة تهتم بى وتزورنى باستمرار حين كنت بالمشفى ولما علمت بفسخ خطبتى مع سهام وراتنى حزينا بائسا قالت لى ان سهام هى التى خسرتنى ، واننى الف فتاة تتمنى ان ارتبط بها ، فذرفت عيناى الدموع وقلت لها من التى توافق ان اكون زوجا لها وانا بهذه الحالة ، فسكتت ثم انصرفت سريعا بعدما تلعثمت فى الحديث ، وسالتنى ان كنت احتاج اى شىء فقط اطلبها منها وهى لن تتردد فى تحقيقه .


أخبرتنى صديقه لها ان قريبتى تكن لى المشاعر الصادقة لكنها لاتجرؤ على مفاتحتى ، وبالفعل صارحتها فى رغبتى بالزواج منها لانها وقفت بجانبى حين تخلى عنى الاخرون ، وتزوجنا ، وهى لا تألو جهدا فى مساعدتى والوقوف بجانبى ، تخفف عنى كثيرا من كدر الحياة بعد صفوها ، وتعيد الى نفسى الامل والبسمة التى غادرت عالمى بعد الحادث .


مضت الحياة هادئة سعيدة حتى جاء يوم وتقابلت مع سهام بنت الجيران او خطيبتى التى فسخت خطوبتها بى بعد الحادث ، فشعرت بالحنين اليها وهى الاخرى شجعتنى واخبرتنى ان ما حدث كان راى ابيها وبالرغم عنها ونها نادمة ، فصرت أتحدث معها بالتليفون يوميا بعدما اقنعنى الشيطان عليه لعنة الله ولعب بعقلى ، حتى علمت زوجتى بتلك العلاقة وتركت البيت ، فاعتذرت لها اننى أخطات واعتذرت لها ، وانه من عمل الشيطان فعادت البيت مرة اخرى .


كانت سهام عونا للشيطان على فقد كانت لا تكف عن الاتصال بى فهى قد خطبت عدة مرات وفسخت خطوبتها وادعت اننى السبب لانها تفكر بى دائما، واذا كانت الظروف حالت دون زواجنا فما المانع ان نكون صديقين فحاولت الابتعاد عنها ولكن الحاحها واصرارها الدائم الذى كانا يشعرانى اننى شىء مهم جدا فى حياتها صعب على الامر، حتى علمت زوجتى بمعاودة الاتصال بسهام مرة اخرة فغادرت البيت ، ورفضت العودة مرة اخرى ، وكما يقولون اتق شر الحليم اذا غضب .

47 . رحلة الالف ميل تبدا بخطوه قصه قصيرة



47 . رحلة الالف ميل تبدا بخطوه

يقول كنت الاخ الاكبر ولى ثلاثة من الاخوة ولدان وبنت صغرى وكان والدى قد توفى ، وكانت امى هى التى تسعى كى توفر لنا لقمة العيش والحياة الكريمة ، وكان ابى قبل وفاته يقول دائما اريد ان اربى اولادى افضل تربية ويتعلمون احسن تعليم ، ولكن يشاء القدر ان يتوفى وهو لايعلم ماذا يخبىء لنا القدر .


كانت امى سيدة لا تجيد اى عمل فهى كانت زوجة ومدبرة للمنزل فى حياة ابى رحمه الله ، ولم تكن تفكر بالبحث عن العمل لولا ان ظروف الحياة صعبة أجبرتها، فبدات تبيع الخضار وتجلس به امام البيت تبيعه للجيران والشارع ، وكانت سعيدة بهذا العمل رغم تعبها وارهاقها طوال اليوم لكنها تحمد الله الذى يجعلها لاتمد يديها لاحد تطلب منه الصدقة او تطلب منه المساعدة .


كنا نحن فخورين بأمنا ايما فخر ، كانت تبذل قصارى جهدها فى سبيل توفير لقمة العيش الكريمة لنا ، وكنا نقبل يدها كل يوم قبل ذهابنا للمدرسة والتى اصرت ان نظل بها حتى يتحقق حلم ورغبة وامنية والدنا ،ورغم محاولتنا جميعا ان نترك الدراسة حتى نعمل اى مهنة او صنعة لكنها كانت ترفض بشدة ، وتقول لو انتم فعلا اولادى وتحبوننى وتريدون مساعدتى اريد منكم ان تجتهدوا فى دراستكم .


كنا دائما نتمسك بروح الامل والتفاؤل فى الغد الافضل مهما كانت الظروف التى تجعلنا نيأس وتشدنا الى الوراء ، ومهما كانت الشدائد والالام ، تماسكنا وتداخلنا جميعا فى بعضا البعض مثل الافراخ الصغيرة حينما تحتمى مع امها من برد الشتاء القاسى والرياح الهوجاء العاتية .


واصلنا الحياة بحلوها ومرها ، ومضت الايام وكبر الصغير ، وبدات البشائر تاتى فقد تخرجت من الكلية وعملت باحد الوظائف ، وايضا تخرج اخى الثانى والثالث لايزال يدرس هو واختى  ، ونحن لاتغيب عنا ذكرى والدنا الذى رحل وقد حققنا امنيته ندعو له بالرحمة والمغفرة ونقبل ارجل امنا وايديها كل يوم على صنيعها وعلى صبرها وجلدها فى مواجهة تلك الرياح الهوجاء حتى كبرنا وتحقق لها ما ارادت .

46 .أخــــوة يوســــــــف قصة قصيرة




46 .أخــــوة يوســــــــف

عندما يدلل الوالدين احد الاولاد دون اخوته فانه بذلك يبذر بينهم بذور الكره والحقد والتى ما تلبث ان تنمو وتكبر ، فالاهتمام الزائد عن الحد لاحد الابناء يجعله شخصا اعتماديا يطلب الكثير من الاخرين وينتظر منهم ان يفعلوا له كل شىء وبالمقابل لا يريد ان يقدم لهم اى شىء .


وكما تحدث ربنا سبحانه وتعالى فى قصة يوسف مع اخوته حينما تآمروا لقتله ، وارادوا ان يخلو لهم وجه ابيهم بعد ان استشعروا حب ابيهم الزائد له ، فكان سببا لهم فى الحقد عليه والغيرة منه وكراهية اخوته ليوسف .


تقول الام رزقنى الله بزوج طيب يحبنى ورزقنى الله منه اربع بنات كنت اعتبرهم نجمات فى سماء حياتى ، اشرقت بنورهن وجمالهن وادبهن ، فحمدت الله تعالى على نعمائه ولم افكر بشىء سوى الاهتمام بهن ، لكن زوجى صدقى كان يقول لو يرزقنى الله الولد ، حتى يكون سندا لى ويكون سندا لاخوته البنات ، فكنت أقول له قدر الله وماشاء فعل .


كان يلح على فى الانجاب طلبا للولد ، وكنت اريد أن اسعده وأنجب له الولد الذى يريده ، بالرغم من حالتى الصحية المرهقة بسب التربية والانجاب ، كنت أوافقه كل مرة ، واقول له لو كان المولود القادم بنتا وليس ولدا فماذا سوف تفعل ؟ فكان يجيب على لا سيكون ولدا انا اشعر ان الولد قادم فى الطريق وان هذا الحمل وهذه المرة سيكون ولدا.


رزقنا الله الولد وكان صدقى فرحته لا تقدر بثمن ،وسعيدا جدا به بل يكاد يطير من الفرح ،حتى بدأت المشكلة الحقيقية وهى حبه الزائد له والتفرقة فى المعاملة بينه وبين اخواته البنات ،فبدأ هوس زوجى صدقى بولده الذكر ، فاذا تعب تعبا خفيفا او بكى ذهب به فورا الى الطبيب ، واذا تعثر وهو يحبو او يمشى يرمينى بالتقصير والاهمال ، واذا سعل او ارتفعت حرارته قليلا لاينام ويرمينى بكل قبيح ، رغم اننى امه واشد الناس حرصا على سلامته واكثرهم حبا له ، حينما كان يرجع من العمل يظل يلاعبه ويداعبه ويقبله بشكل غريب كانه لم يره منذ سنوات .


وجدت فى عيون بناتى نظرات استغراب وتعجب من تصرفات ابيهم غير المعقولة ، وحاولت ان أهدءهم واوضح لهم اباهم يحبهم ايضا مثل اخيهم ولكنه كان يشتاق الى الولد لذا فان افعاله قد يشوبها الغرابة ، ولو علم الاباء حقيقة الامر وان تنشئة الابناء يجب ان يكون على اساس المساواه والعدل بين الجميع ، وان اخوته البنات مهما كانوا فانهن يحتجن الى شقيق حتى لو كان اصغر منهن لكى يستندن عليه فى الحياة ويمثل لهم الحماية النفسية والاجتماعية ، فالانسان لو تعثر أواصابه مكروه او شىء يؤلمه يقول اخ ، وهو طلب الحماية باسم الدم والاخوية .
 

45 . آفـــــــة البخــــــل قصه قصيرة




45 . آفـــــــة البخــــــل

البخل مرض عضال وآفة خطيرة على النفس بل ويتعدى خطرها على المجتمع ايضا ، وصدق من قال ان السخاء غطاء لكل عيب ، ولكنه مكلف جدا بالنسبة للبخلاء ، فالبخيل حين يعطى من ماله فكانما يعطى من نور عينيه .


تقول كنت قد تزوجت برجل اعطاه الله المال ، وطمحت ان بزواجى منه سوف اعيش حياة رغيدة سعيدة ، حياة تخلو من المشكلات ومسرورة طيلة حياتى ، بسبب ما يملكه من اموال ، ولكن الحقيقة غير ذلك فقد يجلب المال السعادة وقد يجلب ايضا الشقاوة ، هذا ما حدث معى ولنبدا قصتى من البداية .


تقدم لى سليم وهو رجل يعمل بالتجاره ابا عن جد يعمل فى مجال المقاولات العامة ، وكان قد رآنى عدة مرات عندما كنت امر على صديقتى حين ازورها احيانا فقد كان اخيها الاكبر  ، فوقع اختياره على لاكون شريكة عمره ، فوافق ابى على الفور ووافقت ايضا ظنا منى اننى سوف اعيش حياة هنيئة يملاؤها الفرح وتملؤها السعادة ، كانت هناك بعض المقدمات لكننى لم التفت اليها ، حينما طلب الاقتصاد وعدم عمل فرح كبير بل نكتفى باهل كلا من العروسين فوافقنا وغيرها من الاشياء التى قلت ياليتنى اخذت حيطتى وحتى لانقع فى المحظور  .


بدأت المشكلة حينما افقت بعد الزواج واصطدمت بارض الواقع انه شديد البخل ، فكان دائما يقول من وفر غداءه ضمن عشاءه ، فقد كان بخيلا فى ماله وانفاقه يقتر تقتيرا شديدا ، رغم ان ربنا سبحانه يامرنا الا نجعل ايدينا مغلولة الى عنقنا ولا نبسطها كل البسط ، فقد كان سليم بخيلا ايضا فى مشاعره كأنه يخاف ان يقول كلمة حلوة يطيب بها خاطرى فيكون ذلك تشجيعا منه وافكر مجرد التفكير فى طلب منه شىء او يثنى على فاطلب منه المال .


حينما صارحت ابى باستحالة الحياه معه كان يقول لى اصبرى لعله يتغير ، او لعله لما يشعر بحبك له لا يبخل عليك بماله ، او لعله يكون كريما حين ياتى الله لكم بالاولاد ، فلاولاد رزق من الله ، حتى رزقنى الله منه بنتا وولدا لكنه كما هو فالطبع لا يخرج من المرء الا بعد الموت ، وهذا ما حصل لسليم حينما تعرض لضربة فى السوق وخسر بعضا من امواله ، ارتفع الضغط عليه ومرض مرضا شديدا ثم توفاه الله تعالى ، فوجدتنى لا ادرى هل احزن على موته ام افرح اننى تخلصت من تقتيره وبخله الشديد وورثت جميع امواله وكانت من نصيبى انا واولادى.

44 .ســــفينة الحيـــــاة قصه قصيرة




44 .ســــفينة الحيـــــاة

كنت طالبة فى كلية التجارة وكان لى زميل بالكلية هادىء وسيم كنت اشعر معه بالارتياح الشديد ، ثم وجدته يتقرب الى ويحاول ان يبثنى مشاعره الصادقة ، ثم تطور الامر ومالبث ان فاتحنى برغبته فى الارتباط بى رغم اننا كنا لانزال فى السنة الثانية وامامنا مشوار طويل ولكنه قال يمكن ان يتقدم لخطبتى وبعد التخرج يفعل الله مايشاء.


تقدم لى احمد ودخل البيت من بابه كما يقول ، لكن والدى نهره ورد عليه ردا مؤلما وقال له ، كيف تجرؤ ان تتقدم لابنتى وانت لا تملك من متاع الدنيا شيئا ولا زلت طالبا ولازال المشوار امامك طويل ، ولا شك انك تود الزواج من ابنتى لانك تعلم ان لها اب ظروفه الماديه جيده وانها سوف تكون لقمة سائغة لك وهذا بعيد ومحال.


خرج أحمد من بيتنا وهو مطأطأ الرأس وجهه اصفر اللون ، وقدميه يجرهما من المفاجأة ومن رد ابى الذى لم يتوقعه سيكون بهذه الصورة ، ولا يدرى ماذا يقول لابى او كيف يرد عليه ، حتى اننى فوجئت بردة فعل ابى الذى كنت أظنه يحبنى ويريد اسعادى ، وبعد انصرافه اخبرنى والدى ان هذا الموضوع مرفوض تماما ويجب ان اقطع علاقتى به  وحينما اخبرته انه زميلى قال اذا رايتيه يوما لاتنظرى اليه ولا تسلمى عليه ولا تخالطيه فوعدت ابى.


حاولت ان اكون الابنة البارة بوالدها رغم تعلقى الشديد والكبير بزميلى أحمد فقررت ان اهتم بدراستى ومرت السنون حتى تخرجت ، ثم عرض على والدى شابا ، وتمت اجراءات الزواج سريعا ، فتزوجت به ارضاء لابى ، والذى بدأت المشاكل تنمو من اول يوم من زواجنا واصبحت الحياة بيننا لاتطاق بل مستحيلة حتى تطلقت وعدت الى بيت ابى مرة ثانية .

حدثت بعد ذلك ازمة مادية لوالدى خسر من جراءها صفقة كبيرة ومبلغا كبيرا من الاموال ، فعرض عليه صديق ان يقترض مبلغ من المال من احد البنوك ، وبالفعل ذهب ابى الى بالبنك وعندما اراد ان يقابل المسؤول عن القروض وجده أحمد الذى طرده من بيتنا منذ اكثر من ثمانية سنوات . 


شعر والدى بالحرج منه ، لكن أحمد أستقبله بالود والترحيب وسهل له اجراءات القرض وعامله بالحسنى بل وسال عنى ، فأنتهز والدى الفرصة واخبره اننى تزوجت ولم يكن زواجا موفقا ، ثم طلقت بسبب النصيب ، فاخبره انه لم يتزوج لانه كان لايفكر الا بمستقبله وعمله حتى ترقى فى تلك الفترة القصيرة .

ندم ابى على خطؤه فى رفض أحمد ذلك الشاب المكافح وحاول ان يصحح الخطأ فطلب منى ان اذهب اليه لتعود المياه الى مجاريها مرة اخرى فرفضت ، وحدثت المفاجاة عندما جدد أحمد طلب يدى من ابى مرة اخرى ،فتلك هى مشيئة الله ، قد تجنح سفينة الحياة بنا فترة من الزمن ولكنها تبلغنا شاطىء السعادة فى النهاية والله يجزى الصابرين خير الجزاء.

43 . على بركــــــة الله قصه قصيرة




43 . على بركــــــة الله

تقول كنت ادرس بالجامعة فى كلية الهندسة وكنت فتاه حباها الله الجمال والمال فقد كان والدى من رجال الاعمال ،وكنت لا اهتم سوى بدروسى ومحاضراتى حتى نبهتنى صديقة لى ان شابا يطيل نظراته نحوى ويراقبنى دون أن أشعر به وقد أخبرتنى أخريات بولع هذا الشاب بى رغم انه زميل لنا لكنه لم يحاول الاقتراب منى أوالتعرف على عن كثب كما يفعل معظم الشباب مع الفتيات .


حاولت ان اتلصص وانظر اليه فوجدته شابا وسيما مهذبا يبدو عليه الادب والاخلاق ولكن يبدو عليه ايضا الحزن يكسو ملامحه والهموم تراكمت عليه حتى صارت عبئا ثقيلا عليه ، وشعرت انه يرانى بعيدة المنال لان جمالى يغرى من هم افضل منه واننى من اسرة ميسورة الحال وهو يبدو عليه من هيئته انه متوسط الحال .
ظللت أراقبه عن كثب وبدأ يشغلنى حتى اننى تعلقت به ووجدت قلبى يدق سريعا كلما أراه حتى اننى اردت ان افاتحه بمشاعرى ولكن هذا دور الشاب وليس الفتاه ، حتى غاب لمدة أسبوعين ولم اره حتى كدت اشعر اننى سأجن ، ولما حضر توجهت اليه وسالته عن غيابه الفترة السابقة ولعل المانع خيرا، فاخبرنى ان والدته كانت مريضة ثم توفاها الله ، وانه فقد اعز أنسانه على قلبه.


تطورت العلاقة بيننا وصرنا نتحدث بين المحاضرات ، او بعد الانتهاء منها وشعر كل منا انه قريب من الاخر ، وشعرت انه يريد ان يخبرنى امرا او يطلب منى طلبا لكن هناك شيئا يلجمه ويعقد لسانه . 


حاولت ان اشجع حسن حتى يبوح بما اراد فاخبرنى ان يريد الارتباط بى والتقدم لخطبتى ولكن الفارق بينى وبينه كبير ، وانه لن يستطيع ان أعيش معه فى نفس المستوى الذى اعيش به عند والدى ، فحاولت ان اوضح له ان ليس هناك فارق بيننا واننى ابادله نفس الشعور والرغبة فى الارتباط .


بالفعل تقدم حسن لخطبتى وكانت معه اختى الكبرى وكنت قد مهدت لوالدى ، فاستقبله والدى واستمع له لكنه لم يقوم بالرد عليه وطلب منه مهلة للتفكير والمشاورة ، ولم يبل ريقه بكلمة واحده يطيب بها خاطره او يعرف منها ما هو مصيره .


اخبرنى والدى ان هذا الشاب حسن ظروفه صعبة ولن يستطيع ان اعيش معه كما فى بيت والدى ، واشار الى ان له صديق تاجر كبير لديه ابن ثرى يود ان يتقدم لى ، فاخبرت والدى ان المال ليس كل شىء والحياة انما هى كفاح ، واخبرته الا تذكر حينما كنت تقص  علينا انك عصامى وبدات من الصفر ولكنك نحت فى الصخر وتعبت واجتهدت حتى وصلت لما انت فيه ، فشعر ابى بالفخر عن حديثى عنه وقال على بركة الله تعالى يا ابنتى .

42 أحب الله اكثر من اى مخلوق قصة قصيرة




42 أحب الله اكثر من اى مخلوق

كانت سلمى فتاه فى سن المراهقة وتعيش مع اهلها فى الغربة حيث يعمل والدها بالخليج ، وكانت فتاة محبوبة لطيفة خفيفة الظل مرحة تحب الجميع ولا تحمل فى قلبها كرها او غلا لاحد ، وكانت لا تقتنع ولا تعترف بشىء اسمه الحب ، رغم ان معظم صويحباتها قد وقعن به ، فهذه تحب ابن الجيران وتلك متيمة برجل فى عمر ابيها واخرى ترتبط بعلاقة مع شاب تعرفت به صدفة بالمول التجارى .


كانت سلمى مثل كل الفتيات والشباب ايضا متعلقة بالانترنت بشكل كبير ، وكانت دوما تهوى الموضه والمواقع الفنية والتاريخية ايضا ، وغيرها ،وكانت تحب الدردشة مع الفتيات من جميع البلدان فقط على النت دون الشباب لانها تعتبر ان العلاقة بين الشاب والفتاة غير مقبولة ولا يقره الدين والاخلاق .


كانت لها صداقات كثيرة هنا وهناك لكنها كانت تشعر بارتياح كبير وهى تتحدث مع صديقاتها خاصة صديقتها ماجده ورغم انها لم تشاهدها على الطبيعة الا انهما كانا يتحدثان باستمرار فى مواضيع مشتركه عن الهوايات التى تجمعهما، لانها وجدت فى ماجده الفتاة الخلوقة المهذبة التى تخاف الله ، وسلوكها الجميل وادبها وغيرها من الصفات الحميدة فاعجبت بها ايما اعجاب وتوطدت العلاقة بينهما حتى جاء يوم واخبرتها صديقتها انها عندها سر وتود ان تبوح به ولكن بشرط الا تقطعى علاقتى بك بعد الاعتراف به .


تعجبت سلمى من هذا التطور المفاجىء واى سر تود ان تبوح به صديقتى وان العلاقة التى تجمعنا هى حب الهوايات المشتركة والاتفاق فى بعض الاراء لكننا لم نتقابل يوما ، فارادت ان تخرج من تلك الحاله فقالت لها خيرا ، فقالت لها ان الصورة التى على صفحتى ليست صورتى انها صورة اخذتها من الانترنت وانا شاب لكننى فعلت ذلك رغبة منى فى محادثة فتاه لان غالب الفتيات يرفضن التحدث والدردشة مع الشباب .


اخبرها الشاب انه وقع حبها فى قلبه وتمكن منه ولايستطيع ان يفكر الا بها ، وهو يفكر بها ليلا ونهارا ويود ان يقضى عمره كله معها ، لذا فهو قد باح لها بالحقيقة رغم انه يخاف ان تتركه وتلغى صداقته ويخسر بذلك خسرانا مبينا ، واخذ يقسم لها انه لا يستطيع العيش بدونها .


 شعرت باحساس غريب يسرى فى جسدها وقلبها فتلك اول مرة يبوح أحدهم لها بالحب ويفصح عن سريرته ، لكنها استجمعت شجاعتها وجرأتها وقالت له انه انسان مخادع مثل الذئب أو الثعلب الماكر ، ثم قالت له أننى أحب الله اكثر من اى مخلوق ، فالله ربى حرم هذه العلاقات الا فى الاطار الشرعى ثم قامت وألغت الصداقة واقفلت الجهاز.

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر &&&&&&&&&&&&&a...