" الليــــلة الثـالثــــة ـــ هــل يتـــزوج الرجـــــل من المــــرأة القبيحــــــة ؟؟؟ "
قالت شمس النهـــــار : اخبرنــــى يافيلســـوف هل تتزوج المــرأة اذا كــــانت غير ذات جمـــــال ؟
فقال الفيلســوف : اعلمــى ياشمــس النهار ، انه اذا كانت المـــراة غير جمـــيله ، رغم انـــه ليــــس فى يدها حيـــله وانما ذلك من قدر اللــــه ، واختبـــار له فيما اصطفـــاه ، حتى يتفكر الخلـــق فى دنيــاه ، ويتعظ الناس من بـــلواه!!!
انما المراة الجميلة فمنها من تتزوج ، واخريات لا يتزوجـــن ، وبالمثل غير الجميلة فبعضهن لا يتزوجن ، واكثرهن يتزوجن ، وسبحان الله الذى لايحمد على مكـــروه ســواه ؟؟؟
قالت شمس النهـــــار : زدنى بربك يافيلســـوف ، كيف يكـــون ذلك الحال ، والذى يظن المرء انه محال ، فهل من الممكن الا تتزوج صاحبة الجمـــال ، وتتزوج الاخـــرى وتنجـــب العيـــال !!!0
فقال الفيلســوف : اعلمـــى يرحمــك الله ، ان الفتــــاة اذا كانت جميـــلة فان الرجـــل يحبهـــا ، لكنـــه عــادة لايتزوج بها !!! مخافة ان تتكبر عليه ، او تعامله على اساس انها لديها نعمة الجمال ، وايضا صاحبة المال قد يخشى بعض الرجال من زواجها ، حتى لاتغتر وتتكبر عليه بمالها ، وتمن عليــه بصنيعــها
وتقول له انا رضيت بك وانت فقيـــر الحال ، واعطيتك كل ما تطلبـــه من المـــال ، وانت لاتشكر لى مهما صنعت ، وقد انجبت لك العيال ، ولاتحمد الله على مافى يدك من الجمال والدلال ، فينفطر قلب الرجل فى الحال ، وينفر منها ومن العيال ، ويشتكى الى الله ذى الجــــلال
قالت شمس النهـــــار : هكذا اذن تحصل الامور ، وان الله يحب عبده الصبـــور ، ولايحب المتكبر المغــرور
فقال الفيلسوف : سأقص عليك قصتان ، واروى لك حكايتان ، حدثتا بالفعل فى قديم الزمان ، وسالف العصر والاوان ، فاقــول والله المستعــــان
القصـة الاولى ــ كان هناك رجل عابد زاهــد ، يحب ربه ويذهب للمساجد ، وكانت احدى النساء تراقب ، وهو الى الصلوات ذاهب ، وفى احدى المرات كان رائحــا للصلاة ، فمشت وراءه ونادته ياعبد الله ، وقالت انى اريد ان اتزوجك على شرع الله ، وكانت تلبس النقاب ، واريد ان تاتى بيتنا وتقرع الباب
وبالفعل ذهب لخطبتها ، فقال له ابيها انظر اليها ، فقال سافعل ولكن بعد ان اعقد عليها ، وتصير فى بيتى وابنى بها، فقال له لك ماشئت ؟ وبعدما اخذها الى بيته رفع عنها سترها ، ونظر الى وجهها ، فوجدها اشد ماتكون من ....قبيح الخلقه ، فلم يشأ ان يحزنها ،او يكســـر بخاطرها ، وهش فى وجهها وبش ، ورزقه الله منها بالعيال ، وعاش معها الايام الطوال ، ورأى منها جميل الطبع والخصال ، وهكذا كان الحال !!!0
قالت شمس النهـــــار : هات من فضلك يافيلسوف القصة الثانية فان قلبى اصبح ملهـــوف
فقال : كان هناك رجل له زوجه وذهب الى الجهاد ، وأخذ معه السلاح والعتاد ، ، وانتهت بعد فترة تلك الحرب اللعينة ، واراد ان يرجع الى زوجته المسكينه ، فعلم ان اصابها مرض فى وجهها ، فحزن على ماكان من مرضها، ففكرعقله فى حيلة ، واستعان بالله فى الوسيلة ، فربط عينيه واخذ يتحسس كانه اعمى ، وذهب الى داره فحسبت زوجته انه اصابته الحرب بهذا الشىء ، فلم تخبره عن مرضها بشىء
وظل صاحبنا هكذا ست سنون ، ولما ماتت زوجته الحنون ، ففك رباط عينه وقال الناس عنه انه مجنون ولما ساله احد الاصدقاء ، هل فعلت ذلك ليكون منظر وجهها الجميل ، مطبوعا فى مخيلتك يازميــل ، فقال انما احببت ان تظن اننى لا اعرف ما أصابها به الكريم الحنــان ، حتى تعيش وهى لاتشعر بالذلة والهــوان
قالت شمس النهـــــار : وفى هذه الايام ، هل يفعـــل الرجل ماكان يفعـــله الناس ايام زمــان ؟؟؟
فقال : نعـــم يغفر الله لك ، ويجعلك ممن وفقه وهداه ، فان حسن العشرة ، وجميل الطبع والخصال ، ينور القلب والوجه ويحسن الافعال ، فالعبرة ما بداخل المرء وليس بظاهره فقط ، لان الحياة بها الكثير من المحن ، وقانا الله واياكم شر الفتن
قالت شمس النهـــــار : زدنى توضيحا يا فيلسوف ، فان قلبى للحديث شغوف
فقال الفيلسوف : يكفـــى الليلة ياشمـــس النهــار ، فقد مضــى اكثر الليل ، وطلــــع النهــر
قالت : الى الغــد اذن يافيلســوف ، فقد اطمان قلبى بما قلت من الكلمات والحروف
المصدر: مجدى عيسى
اسم السلسلة: عندما حدثنى الفيلسـوف..كان قلبـى للحديث شغوف