حين كنت صغـــــــــــــــيرا

حين كنت صغـــــــــــــــيرا
.
.
.

1 ـ فى قريتنا
حين كنت صغيرا
كنت امشى
فوق نجيل أخضر
أذهب الى جدى بالحقل
احمل له خبزا ناشف
وقطعا من الجبن
وبعض المش الاصفر
كنت سعيدا
انى ساركب فوق
ظهر حمار
يمشى بى
 يتمخطر...


2 ـ فى قريتنا
حين كنت صغيرا
كنت ارى
مد البصر
من الزرع الاخضر
وارى الكل يعمل
هذا يجر المحراث
وهذا يقلب الارض
وهذا يسقى
وهذا يبذر
كنت سعيدا يملأ
صدرى عبق الزهر
ورائحة اشجار الكافور
ورائحة الطين
بشكل لا يتصور...


3 ـ فى قريتنا
حين كنت صغيرا
كنت أرى الناس
وأشاهد الحيوانات
تروح وتجىء
تعمل دوما لا تتذمر
وارى ابو قردان
يلتقط الديدان من الارض
بلونه الابيض
ويقف بجواره الهدهد
فى احلى منظر
يدور الثور فى الساقية
يمشى الماء بالجدول
يروى الارض العطشانه
طعمة احلى من السكر


4 ـ فى قريتنا
حين كنت صغيرا
كان كل أهل البلدة اقاربنا
هذا أحمد
وتلك شيماء
وهذه مريم
كلنا اولاد العم
فى العيد نفرح نخرج
نلبس احلى
ملابس ونتعطر
نخرج بعد الفجر
الى الساحة فرحين
نهلل ونكبر
كنا نمر على القرية كلها
بعد صلاة العيد
دارا دارا
لانتعب ولا نفتر


5 ـ فى قريتنا
حين كنت صغيرا
كنا نجرى
وراء الفراشات البيضاء
بلون القلب
نمسكها ثم نفتح راحتنا
فتطير ثانية
نحو النجم الازهر
كنا ننام
بكورا لا نسهر
تصحو امى قبل الفجر
تعجن فى الماجور
تخبز ارغفة
فى التنور
وتضع والزبد
فوقه ناكله لانشبع ابدا
صغارا لا نكبر...

6 ـ لكن بلدتنا
جثمت الاطباق فيها

فوق الاسطح
صارت تسهر
امام التلفاز

 تقلب القنوات
وعلى الشات 

والماسنجر
تلعب جيمز 

فى الســـــايبر
تنام بعد صلاة الفجر
حتى ا لظهر
صارت مثل البندر
وامى صارت تاتى لنا
ببعض ارغفة العيش
الآتى من البندر
بيوتا أسمــنتيه
من الطوب الاحمر
وغرسوا أسياخ حديد
فى الأرض كالخنجر
وترك شباب القرية
الزرع يموت
وتبور الارض

وتجف الانهـــــــر ...؟