69 . الرقصــــة الاخــــــيرة
رســـــــــــائل القمـــــــــــــــــر
&&&&&&&&&&&&&
كنت أجلس على ذلك الكرسى الوثير ذو اللون الازرق الغامق وأغوص فيه وأشعر انه يمتصنى كما تمتص الاسفنجه الماء وأنا وحيدة لا افعل شىء سوى مزيد من السكون كأن غرفات قلبى الاربعة قد خلت من كرات الدم البيضاء والحمراء معا ولم يتبق لى الا الفراغ يرتع فى هدوء فباتت فى ثبات شديد ورغم اننى كنت بمفردى الا ان الصمت كان بصحبتى ضيف طالما أطل على يزورنى ...
فكرت أن أدير صوت الراديو عاليا كى يصنع ضوضاء تخرجنى من الحالة الخاصة جدا التى تحتوينى فتنزع روحى وتعلو بها فى السماء او تخطفنى الريح بعيدا وتفعل بى كما تفعل بالاوراق الذابلة فى يوم خريفى عاصف لكننى آثرت عدم الحركة والاندماج فى هذا الشعور والاحساس بالوحدة ...
تخيلت نفسى راقصة باليه فهببت واقفة من مكانى ثم فردت يداى فى الهواء ورفعت راسى بمحاذاة ذقنى وأخذت أنظر الى المدى البعيد فى تامل وعمق مثل تدريبات اليوجا بعد ذلك قمت بعمل عدة دورات فى الهواء شعرت بعدها اننى أكاد اقع على الارض ولكننى تشبثت وتماسكت ...
أخذت اتنقل من مكان الى آخر وانا ابتدع حركات غريبة وعجيبة وليدة اللحظة وأندمج فى الدور الذى اؤديه حتى صارت حبات العرق تلمع على جبينى وهى تحفر مجرى فى اخاديد وجهى وتلك الرقصة التى انتزعتنى من حالة السكون والصمت الى حالة من الانطلاق والحماس والحركة ...
أحسست بانى فراشة تحوطها غلالة من نور وعلى راسى تاج من اللؤلؤ وكان على ان انتهى من تلك الرقصة حتى يصفق لى الصمت فأخذت أضرب الارض بقدماى ثم الف حول نفسى وانا واقفة ثم اخفضت راسى وضممت الى جناحى مثل الجنين او الوردة حينما تضم اوراقها لتحتمى من نظرات الناس الجائعة ...
&&&&&&&&&&&&&
رســـــــــائل القمــــــــــــر
كلمات الفيلســــوف الشاعر
