24 . رجـــل اسمه حنفــى ـ قصة قصيرة
كان الاستاذ سعيد شابا فى مقتبل الحياة ويعمل محاسبا فى احدى الشركات وكان
متزوجا من أسماء منذ ثلاث اعوام ، وهى اخت زميله له بالعمل وقد حصلت على
دبلوم تجارة ، وعندما رآها شعر بالارتياح لها ، وشعرت هى بالانجذاب نحوه
ايضا ، ثم تطورت الامور وتقدم لخطبتها ثم تزوجها فى وقت قصير .
كان يبحث فى شريكة حياته عن انسانه يأنس لوجودها قربه وتحاول ان تخفف عنه مصاعب الحياة
، وهو ايضا يبثها مشاعره الفياضة بالمودة والحب ، يحترمها ويقدرها وياخذ
برايها ، فلم لا والمراة نصف المجتمع بل كل المجتمع فهى الام والاخت
والزوجة والابنة .
كانت اسماء تتحدث دائما عن حبها للرسم والديكور
ولها نظرة خاصة فى ترتيب البيت وتنسيقه ووضع الاثاث وهذه الامور ، وكان
سعيد يترك لها تفعل ما تشاء فالبيت مملكة المراة التى تشعر فيها بالراحة ،
وكانت ايضا تختار له ما يلبسه من ملابس والوان بحيث يكون مهندما امام
زملاءه بالعمل وامام الاصحاب والجيران .
بعد مرور الاعوام الثلاثة
اكتشف شيئا خطيرا فى زوجته فهى متسلطه ولا تحب ان يمشى شىء سواء بالبيت او
خارجه الا على مزاجها ورايها ، ودائما تضرب براى زوجها عرض الحائط فهو طيب
لا يعرف الناس والحياة وهى دائما ذوقها رفيع وعال وتنظر بطموح كبير
للمستقبل .
سالته مرة اين نقود الجمعية التى قبضتها اخيرا فاخبرها
انه وضعها فى حسا ب للتوفير ، وقد اخبرها من قبل برغبته فى شراء سيارة
صغيرة تريحه من عناء المواصلات وكى يذهبا بها لزيارة الاهل والتنزه ، لكنها
كانت تطالبه دائما ان يقتطع مبلغا لشراء ستائر جديده ، او نوع من السجاد
الفاخر والموديلات والنقشات الحديثة ، او استبدال الثريات بالشقة التى لم
يمض عليها سوى ثلاث اعوام !؟ واحيانا تروادها فكرة تغيير دهانات الشقة او
تغير الاثاث لان صديقتها او قريبتها اشترت اثاثا جديدا او غيرت الوان
الدهانات بالشقة او صنعت بعض الديكورات فهى تريد ان تكون مثلها وليس اقل
منها .
كان سعيد ليس سعيدا بهذه الامور ويشعر انه فى ورطة كبيرة ،
فهو يريد ان يسعد زوجته ويلبى طلباتها ، ولكن ظروفه المادية وامكاناته
المحدودة لا تؤهله كى يحقق لها رغباتها التى لا تنتهى فكان يعدها ويقول
اصبرى وقريبا الامور تتحسن وافعل ماتريدين ولكنها كانت تلح وتصر فيضطر ان
يتصرف ويسحب المال الذى أدخره من اجل السيارة .
فى احدى الايام
اثناء مشاهدتهما التلفاز وكان مشهد ذاك الرجل حنفى وامراته تتمسك برأيها
فيتنازل ويقول كلمته المأثورة الشهيرة " كلمتى المرة دى تنزل لكن المرة
الجاية لا ممكن ابدا " !؟ وهنا اخذ يضحك ويكركر ثم مالبث ان وجد مرارة فى
حلقة فهو اصبح مثل هذا الرجل وقال فى نفسه اننى اصبحت حنفى .
راودته تلك الفكرة كثيرا ماذا يفعل فهو يريد ان يحقق لها رغباتها التى لا
تنتهى لانه يحبها ولكن احيانا عندما لايستطيع فانها تثور وتغضب وتخاصمه ولا
تكلمه حتى يعدها انه سوف يفعل كل ماتريد وتقول له اذا كنت تحبنى حقا فلا
ترفض لى طلبا ؟ حتى جاء ذلك اليوم الذى طلبت منه شراء سجاده راتها باحدى
المحالات وذوقها جميل لكنها غالية الثمن فخيوطها من الحرير الطبيعى كما
اخبر البائع .
طلبت منه شراء السجادة فسكت ثم قال لها لن اشتريها
وهذه كانت أول مرة يعصى فيها طلبها ، فثارت وغضبت وقالت له انت لا تحبنى
فلو كنت تحبنى حقا ما كنت تدعنى أغضب وترفض شىء اطلبه منك ، ثم قالت له
طلقنى ياسعيد ، فنظر اليها طويلا ثم قال لها أسماء اذهبى فانت طا ....؟
فوضعت يدها على فمه وهى تبكى قائله اهانت عليك العشرة وتريد ان تطلقنى ،
فقال لها لا انما اردت ان اعلمك ان للصبر حدود ، وعندما البى رغبتك فهذا
بسبب حبى لك ولكن يجب ان تعرفى امكاناتى ولا تطلبى منى ما لا اطيق .
تمـــــــــــت