الزوجــــــــه والرومانسية
قالت شمس النهار: أريد أنْ أسالَك يا فيلسوف الزمان، هل الزوجةُ تحتاج مِن زوجها إلى الكلامِ المعسول أكثر؟ أم إلى التقدير والاحترام؟
قال الفيلسوف: الحقيقة أنَّ كل ما ذكرتِه ضروري بالنسبة للمرأة، غير أنَّ هناك ترتيبًا لاحتياجاتها، فقد أُجريتْ دراسة متخصِّصة في العَلاقات الزوجيَّة على شريحة كبيرة مِن الزوجات؛ لمعرفة كيف تنجَح تلك العَلاقات؛ أهمها تحمل المسؤولية، وهي أنَّ أخوف ما تخاف منه المرأة أن تتزوَّج من إنسان مستهترٍ لا يُقدِّر المسؤولية الملقاة على عاتقه ولا يرعاها.
قالت: نعم، تحمُّل المسؤولية من الزوج مطلوب، والاستهتار بالمرَّة غير مرغوب، وماذا أيضًا؟
قال الفيلسوف: أيضًا تفهم الزوْج لوجهة نظر الزوجة واحترامها، فهناك بعضُ الأزواج عندما يتكلَّمون مع زوجاتهم حسبتهم يتحدَّثون مع جوارٍ، فالمطلوب منها أن تُؤمَر فتُطيع، أو يعاملها كأنها قطعة مِن الأثاث ليس لها الحقُّ في أن تُبدي رأيها!
وأيضًا: إشعارها بالحب، وإظهار مشاعر الرُّومانسية، فهي تميل دائمًا إلى ترديدِ عبارات الغزَل، وتشتاق إلى سماعها، وتسعد عندما يُشعِرها زوجها بأُنوثتها، ويتفنَّن في إظهار مشاعِر الحب لها، مما يلهب مشاعرَها ويجعلها تعيش حالةً من السعادة الغامرة، وأن يجهرَ بمحبَّته لها.
قالتْ شمس النهار: ما أحْلَى الكلامَ في الحب والرومانسية! زِدْني بربك يا فيلسوف، فإني إلى حديثك متلهِّفة ومُصغية؟
قال الفيلسوف: أيضًا تحتاج الزوجةُ إلى الأمان، فالزوجة مخلوقٌ ضعيف، تركتْ بيتها الذي تربَّتْ فيه ووالدها، وأتتْ بيتَ زوجها تنشد عندَه الأمان والدفْء، وعندما يشهر زوجُها سيف الطلاق تُصبح في حالةٍ من الاضطراب النفسي.
أيضًا: التسامُح والصفح؛ فالزوج الذي لا يَصْفَح هو زوجٌ مريضٌ، عليل النفْس والطبْع، وقد يكون على الزوج في بعضِ الأحيان أن يتَّخذ قراراتٍ حاسمةً، ولكن يجب ألاَّ يتمادَى في العقاب أو القسوة؛ لأنَّ أثرَهما يكون مذمومًا، فليكن حانيًا ليكون محبوبًا.
قالتْ شمس النهار: وهل هناك صفاتٌ أخرى على الزوج كريمِ الأخلاق أن يَتحلَّى بها ويتقنَها؟
قال الفيلسوف: هناك صفاتٌ أخرى؛ كالتشجيع والثِّقة، والمشاركة في تربية الأولاد، لكن تظلُّ الخمس الصفات الأولى على قِمَّة هرَم مطالب المرأة من الرجل.
قالت شمس النهار: جميلٌ هو الإيثار، وأن يُعامل كلا الزوجين الآخَر ليرضيَ ربَّه ليلَ نهار!
قال الفيلسوف: نعمْ، فلا شكَّ أنَّ الحب تجربة حية، لا يُعانيها إلا مَن يعيشها، ولتتذكري أجْرَ الصبر على الزوج، وأجْر حسن طاعته عندَ الله، ولا تنسَ المؤمِنةُ أنَّ المرأة إذا صلَّت خَمْسَها، وصامتْ شَهرها، وأحصنَتْ فرْجَها، وأطاعَت بعْلَها، فإنها تدخل مِن أيِّ أبواب الجنة شاءتْ، أدام الله عليك وعلى الجميع السعادة في الدنيا والآخرة.
قالت: سعدتُ بحديثك يا فيلسوف، إلى الغدِ إذًا وأنا قلبي للحديث شغوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق