فحـــــــم فواكــــــه
عندما كنت أذهب لزيارة أحد اقـــاربى ، كنت اركب عربه كي توصلني إليه ، وفى هذا المكان ، يوجد محـــل كبير ، يمتلاء بالفحــم الأسود ، وتنبعث منه رائحــة غريبة ، وغير محببـــة أيضا ، ومكتوب على واجهته بخـــط أســود أيضا ، فحــــم فواكــه ولـــوازم شيــــشة
و كان دائما يشدني دائما منظــر ذلك الرجـــل، الذي كـــنت دائما أجده جالســــا وفى حالة استرخاء شــديدة وخمــول، كـــأنه غائب عن الوعي والحيـــاة أيضا، ويمســـك في يده تلك العصـــاة التي لا أعرف اسمها ؟؟؟ في أدب شديد جم، كمـــن يمسك بشيء عزيز عليه وذو قيمــة كبيرة، كأنه يمسك ياقوتة ثمينــة، أو جوهرة نادرة، أو سبيكة من الذهب الخالص، أو كنز من الكنوز النادرة !!! يمسكها بحنان في حب وتودد كمن يمسك بيد محبوبته بل معشوقته ، ويلثمها في خشـــوع وأدب وتذلل !!!0
كان منظر ذلك الرجل الذي يمسك بالشــيشة في يده، دائما يتكـــرر، كلما أردت أن أزور والدي أجده في نفس الحالة كأنه يمثل فصلا أو دورا في أحدى المسرحيات الهزلية، مع الفارق أنه لايمثل بكل تأكيد، وأيضا إن ذلك المشهد قد تكرر للعديد من السنوات الطوال !!!0
أشاهد ذلك المنظر الذي يلفت أنتباهى في كل مرة، وأتعجب لان الأدلة الشرعية قد دلت على حرمة شرب الدخان لما تشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ماكان طيباً نافعاً، أما ماكان ضاراً لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيراً لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره فلا يحرم شيئاً عبثاً ولايخلق شيئاً باطلاً ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة
لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وارحم الراحمين وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل كما قال سبحانه: إن ربك حكيم عليم وقال عز وجل إن الله كان عليماً حكيماً
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث... الآية . فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات وهى الأطعمة والأشربة النافعة
أما الأطعمة والأشربة الضارة كالمسكرات والمخدرات وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض كالسرطان وموت السكتة وغير ذلك.....!!!0
فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه، ووجوب الحذر منه فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه فقد قال الله تعالى في كتابه المبين وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله. إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون
وأن من فـــوائد ترك التدخيــن الكثير والكثير ، فوقوفك بين يدي الخالق في صلاتك تائبا طائعا، و برائحة طيبة.. أليست هي أهم ألأشياء ؟؟؟ بالإضافة إلى انبعاث الرائحة المقيتة من هواء الزفير سوف يتوقف، والغضب الذي صار سمة من سماتك سينتهي أن شاء الله ؟؟؟
والعصبية بلا مبرر والتي تجعلك تدخن المزيد ستزول أن شاء الله ؟؟؟ والإرادة التي هي سمة الرجال ستصير من صفاتك أن شاء الله ؟؟؟ كما أن بسمة الزوجة و الأطفال و الأهل فرحا بك و بقرارك ستشجعك أن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق