الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

أبو بكــــــر الصغــــــير







قالت  شمــس النهـــار: قص على حكـــاية ، فأنـــى أحــب ان أســمع منك روايــــــه

قال الفيلســوف : سـلى مابدا لك يا شمــس النهـــار ، فأنت لك فى القــلب مكــان مختــار


قالت : اننــى أحــب الاطفــال كـثيرا  ، فهـل صــادفك يومـــا  شـــيئا  من افعــالهم ؟

قـــال الفيلســوف : نعــم لقــد حدثت معى قصـه منذ وقت ليــس بقصــــير ،  لكــننى لم انــس ذاك الولد  " ابوبكــــر  الصغــير  " ...!!!0

قالت : ابوبكــــر هــذا الاســم جميـــل وغريـــــب ، أكيد له معك حديـــث عجيــــب


قال الفيلســوف : فى مرة من المــرات ذهـبت للعمــرة الى بيت الله الحـــرام ، وبعدما انتهيـت من عمــرتى  بالتمــام ، كان جســدى قد انهــك والله المسـتعان ، لاننــى كنت قد طفت وســـــعيت ،  ودعــوت ربى لكــافة المسـلمين وأسـتغفـــرت  ، غير اننى لم اضع فى جوفــى الطعـــــام ،   لاننى كنت اؤدى عمــرتى فى صيــــام ، وعندما اذن المغرب شــربت   ،  من ماء زمــزم وارتـــــويت ، وبعدما  أذن للعشـاء صـــــليت  ، ثم بالتراويــح  اننى قــد ختمـــــت، وجدتــنى أذهب الى عامــود من الاعمـــدة بالمســجد فاســـتندت عليه من شــدة التعـــــب ، واســندت ظهـــرى اليه وانا فى غاية النصـــــب ، ثم اخذتنى غفــــــوة ؟ لا ادرى كم مر على من فتـــــرة ؟ حتى  أفقت عندما أخـــذ يهزنى صـبى صغـــير ،   وقال لى اتشـــرب الشــاى ايهـا الشيخ الكـــبير ؟



فنظـرت اليه وانا لا اعرف هل انا فى حقيقة ام خيــــال ، واذا بالصــبى يكرر على الســــؤال ، فاجـــبته نعم بالطبــع ياوجه الخـــــير ، وجزاك الله عنى كل خـــــير ، فقد كنت اشعر بصداع شــــــديد ، وراســـى يكاد يسقط على الارض كأنه قطعـــة من حــــــديد ، فاحضر كوبا من الشاى ســــاخنا، وجلس بجوارى يتحدث الى وانا ســــاكتا ،  ثم سـالنى اتشرب القهــوة المـــــرة ، فقلت نعـم أشـــربها هذه المــــــرة ، فغاب فترة يســـيرة واحضر لى واعــاد الكـــــره ، وكنت قد نويت الاعتكــاف ، فســالته هل تعتكـــف يابــنى قال نعــــم !!!  ، فقلت ساعتكــف بجوارك هنا ، واذا استطعت ان توقظـــنى قبل الفجــــر بســــتون دقيـــــقه ، فيكــون لك جزيل الشــــكر منى فى الحقيـــقه



قالت  شمس النهــــار : وماذا حدث بعد ذلك من امر الصــبى ، قص لى وهــات باق الحكــــاية ؟
فقلـــت : وبالفعــل ايقظـنى ذلك الصــبى ذو العشـــــرة اعوام فقمت وتوضـــئت ، ثم الى ذلك الصبى نظـــرت ، فوجدت من ينادى عليه وابصـرت ، يا ابو بكــر اريد من فضــلك بعض المـاء فيذهب ويحضــر له كوبا من ماء زمــزم فى ود  وولاء ، وآخــر ينادى يا ابو بكـــر اريــد مصحـــــــف ، فيذهـــب فى هــدوء جم وهو بالادب يتلحــــــف ،  فقلت فى نفســى هل انا مت وصرت فى الجنـــه ، وهــذا الصــبى من الولدان المخــــلدون ، اللهــم اجمعنــا ياربنا بالصــحب والاهـــــلون ، واحشــرنا مع النبيـــــون ، وعبــادك المفلحـــــون



ثم انه  وجدتنى لازلت فى الحيـاة الدنيـا ولم اموت ، فاخذت اتزود من العمل الصــالح بالذكــر والتســـبيح والتوبة والاستغفــار ،  وأقول ياربى اغفر لامتك انك غفــــــار، حتى صلينا الفجر فى سكينة ووقـــــــار ، وجلست ادعو الله حتى بانت الشـمس وطلع النهـــــار ،  وذالك الصبى بجوارى ينـــــام ،  وقد فرش تحته وتغطــى بلباس الاحـــــرام ،  وكأنـــه قد تكفـــــن ، وفى انتظــار ان يدفـــــن ، وانا اتســائل عن سـر هذا الولد فلا أعــــــلم ،، ولم اجد معه احد من اهلــه ، ولا ابـــوه او جـــده . . . . .!!!؟


قالــــت : اكمـل لى من فضـلك بقيتـــــهـا ، فانى أشــعر اننى ارى ابو بكر امامـــى ، وقد أشتقــت الى نهـــايتها

فقلـــــت  : وفى اليوم التالى اخذت اتجــاذب معه اطــراف الحديث ، فقال انى اعتكـــف ولوحــدى ليس معى أحد من أهـــــلى ، وكــــا يبدو عليــه انه ســـعودى الجنســـيه ، من لهجتــه الغريبــة عنى والاجنبيــــة ، فسالته وكيف تاكل ؟ فاجاب ببســاطه اذهب الى المطعم واطلب احدى الوجبـــات ، فقلت له الا تخـــــاف  !!!    فاجاب مم أخـــــاف ؟؟؟ فقلت هل اعتكفــت من قبل واصبح الامر يسيرا علـــيك ؟   فقال لا هذة اول مرة وهــون ياســـيدى الامر عليـــك !!!  ، فقلت له هل لك اخـــوة ؟ قال نعم لى اخوة ذكورا كبــــارا ، فقلت وهل اطمـــأنت امك ان تترك وحـــدك ؟، قال نعم فانى كل يوم اكلمها عـدة مــــرات ، فوددت وقتها لو كان  "  ابو بكــــــر الصغـــير  "  هذا أبنا لى  من صلبــــى ، كى اتقـرب به الى ربـــــى ، فهو نعم الولد الصــــالح



كان فى خدمــة الجميــع صغــيرا وكــبيرا ، وكان ايضــا فى خدمتــه الجميـــع ، ويدعــون له ولوالديـــــه ، على ادبه الجم وتدينه وخلقــه الكريــــــم ،  وحفظـــــه الجميـل للقــــرآن الكريــــــم ،  يقوم احدنا فيجــده نائمــا فيغطيــــه ، واخر معه وسـاده يضعها تحت راســه  فيعليــــه ، وهذا معه فطــائر محـــلاه فيعـطيـــــه، ولكنه كان مثل نسـمه رائعة فى صيــف ، ومــاء بارد فى يوم حــار، ثم اننى انصرفت الى بلــدى وودعته ، وقال لى ســلم لى على عيـــــالك ، فدعوت له كــثيرا وقلت له اصــلح الله بالـــــك



قالت شــمس النهـــار : لقــد ســـعدت والله بالقصـــة وتلك الاخبـــــار ، زدنــى بربك يافيلســـوف
قال الفيلسوف  : يكفى الليلة ياشمس النــــهار  فقد مضى اكثر الليل  ، وقارب طلوع النــــهار
قالت  : سانتظر وانا قلبـــى شــــغوف ، والى الغد اذن يافيلســــوف





ليست هناك تعليقات:

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر &&&&&&&&&&&&&a...