5.علامـــــــــــة النصـــــــرــ قصه قصيره
كان توه قد خطب أبنة عمه ثم استدعاه نداء الوطن كى يؤدى الواجب ، كان فلاحا بسيطا يعمل على بضعة قراريط يؤجرها فى أحدى قرى وصعيد مصر ، يزرعها ليأكل منها ، وكان من عاداتهم أن يتزوج الرجل أبنة عمه كى يصونها ويكرمها ولا يهينها ، فأختارتها أمه له ووافق عليها وتمت الخطبة ، ولما أستدعاه الجيش لثلاث سنوات أتفقا على أن يدخل بها فور الانتهاء من الجيش .
كان قد تعلق قلبه بها ، وعندما كانت تضع الكحل فى تلك العينان العسليتان ، وتخضب كفيها بالحناء ذاك اللون الاحمر بلون دم الغزال كان يطير عقله وقلبه ، كان سارحا بفكره يتذكر هنيه خطيبته وهو وحيدا فى الجيش فكانت أوقاته تطيب ويفرح فتبدو أسنانه البيضاء رغم بشرته السمراء وينشرح صدره ، ويتمنى أنها لو كانت تجلس بجواره تنظر اليه فى حياء ، ويبادلها تلك المشاعر ، ويخبرها بنظرات عينيه أنه سوف يصونها ويحافظ عليها ويضعها فوق رأسه حتى أخر العمر .
أنتبه الى صوت الضابط وهو يوجه اليه والى زملائه الامر بأن يتجهزوا يكامل عدتهم وعتادهم للخروج فى مهمة خطيرة ، فقد تجمع بعضا من البلطجية يؤذون المارة ويقطعون الطريق ، وكان هو فى فرقة فض ومكافحة الشغب ، فأرتدى ملابسه كاملة ووضع خوذته على رأسه وأمسك بالعصى التى تدرب على أستخدامها فى مثل تلك الحالات .
عندما وصلت المدرعة الى الموقع نزل بكل همة ليؤدى واجبه ، نحو تلك الفئة الضالة التى تريد أن تبث الخوف والهلع والرعب فى قلوب الناس ، ويؤدب كل من تسول له نفسه بالاساءة الى ذلك الشعب العظيم ، لكنه فوجىء أن هؤلاء الشباب لا يحملون فى أيديهم سلاحا أو حتى عصى ، لكنهم يهتفون ويرفعون أيديهم مشيرين بأصابعهم بعلامة النصر ، ويرفعون لافتات فتعجب ماذا يفعل !!؟
صدرت اليهم الاوامر بتفريق التظاهرات وأن لزم الامراستخدام الذخيرة الحية وكان هذا أول مرة يطلب منهم أستخدام الرصاص الحى ، فرفض بعض أصحابه الاوامر وعصوها بحجة انهم أخوة لنا وليسوا فئة من البلطجية يخربون ويكسرون ويحرقون ، مثل بقية اعمال الشغب الاخرى .
حار عقله ماذا يفعل فهذا أول أختبار له !؟ هل يعصى الاوامر أم أنه عبد المأمور ، ثم قال لنفسه أنا عبد لله فقط وأنما انا فلاح يزرع الارض ويبذر الحب يحب النماء والخير والحياة يكره الموت ويكره أن يزهق روحا دون ذنب وهبها الله لانسان ، فاذا به يشاهد رصاصة تأتى من خلفه تخترق جمجمة شاب أمامه فتصرعه ويخر قتيلا غارقا فى دمائه ، ويديه مخضبة بالدماء يرفعها مشيرا بعلامة النصر .
" تمــــــــــــت "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق