16 . عاشقة الكلمـــــــــات
سافر قيس وصرت لا اراه الا من خلال
رسائله التى يبعث بها الى وأتضوع شوقا ولهفة ان يجمعنا لقاء من جديد ، واخبرنى انه
يدخر القرش على القرش حتى يعود الطير المسافر الى وليفته سريعا ، ويلتئم الشمل
وتعود البلابل الى التغريد والمناجاة فوق الاغصان ، وتحوم الفراشات بالوانها
الزاهية فى التحليق نحو النور والضياء ، فهو لا يقدر على فراقى فنارالبعاد تؤرقه
وتقض مضجعه .
كانت الرسائل التى يبعثها هى السلوان
الذى يصبرنى ويطمأننى عليه ويخفف من وحشة الايام التى صارت كئيبة مملة الى اقصى حد
، فهو كان يلطفها بنظراته الحانية وهمساته الرقيقة ، وابتسامته التى لو وزعت على
اهل الارض لصاروا سعداء فرحين ، اصبحت انتظرت خطاباته بفارغ الصبر وصرت أعشق
كلماته التى يبثها لى عبر موجات واثير حبه الدفاق الذى ينمو مع الايام .
ظللنا على هذا الحال ما يقرب من ستة
اشهر ، يراسلنى واراسله دون اية منغصات ، ولكن تأبى الايام الا ان تذيقنا كدر
ماءها بعد الصفو وتنغص اوقاتنا وتزيدها مرارة والم بعد السكون ، فهكذا هى الحياة
لا تصفو لانسان ، ودائما تذيقنا العلقم والاحزان والمر والحنظل ، فقد جاء لى خاطب ثان وثالث وفى كل مرة ارفض فهذا
محامى وانسان محترم فلماذا ترفضيه يا ليلى ؟ فيكون ردى المعتاد : انا لا افكر فى
الزواج .
ثم جاء ذلك المحاسب الذى يعمل فى احدى
البنوك وهو شاب ناجح بكل المقاييس ، فعز على اهلى ان ارفضه وثار اخى ولوح لى بيد
الغضب وامور اخرى اننى اذا لم اتزوجه فاكيد هناك سر أخفيه عنهم ، وكنت خلال تلك
الفترة لا اذكر شيئا لقيس حتى لا أنغص عليه احواله فتكفية الغربة والم الفراق .
لكننى وجدت انه لابد من اطلاع امى على
الامر بعدما استشرت صديقتى ناديه وقالت ان والدتك تريد لك الخير فاطلعيها على
الامر لعلها تطمأن وترشدك الى الصواب وتخرجى من دائرة الحيرة والقلق والتوتر الذى
اصابنى .
بالفعل فاتحت امى واخبرتها بالحقيقة فى
بداية الامر ثارت وغضبت وقالت لى لو كان يريدك لكان تقدم اليك هو لاشك يتلاعب بك
ويتسلى بك ، لكننى اقسمت لها انه انسان على خلق ويحبنى كثيرا ويخاف على ويقدرنى
ويحترمنى لكنها تشبثت برأيها وأصرت انه يتسلى بى ، فاخبرتها اننى سوف انتظر عودته
ولن اقبل زوجا غيره حتى لو تأخر الى آخر العمر .
كان اخى بدا صبره ينفذ ، واخذ يحاول
الضغط على للزواج من هذا العريس وحقيقة هو انسان يبدو عليه دماثة الاخلاق لكن قلبى
يملا كيانه شخص آخر ، فطلبت منى امى بداية
ان اتوقف عن مراسلت قيس وقالت لو كان يخاف عليك ما كان يراسلك ، ايرضى هو لاخته ان
يراسلها شخص غريب عنها ثم طلبت منى ان اقسم لها على ذلك وانها سوف تساعدنى قدر
استطاعتها فوافقت وأخذت انظر من شباكى على الطريق والهواء يرعد ويأن مثلى وطفقت
قائلة .....
عاشـــــــقة الكلمـــــــات
&&& &&& &&& &&& &&&
العمـــــــر يمضـــــى وشـــــارعنا
القديـــــم صـــــــار بعضـــــا من
ســــــــــــــــــــــــــراب
على الرصـــيف يرقـــــد بعـــــض
انســـــان أو خيـــــال فـــــــــوق
الـــــــــــــــــــــــتــراب
قــــــــط يبحـــــث فى بقايـــــا
الطعـــــام يفتـــــش وهو ينظـــــر فى
أرتيـــــــــــــــــــــــــاب
واللــــــــيل يلتـــــهم ألاجســـــاد
المنهكـــــة يغطـــــيها بعد طـــــول
غيـــــــــــــــــــــــــــاب
&&& &&& &&& &&& &&&
أتســـاءل هـــــل جـــــئت فى زمـــــن
خطــــأ تظللنـــــى غيمـــات
الشــــــــــــــــــــــــــتاء
تتســلل الأحـــــزان فـى صـــــدرى
وبـــــين جوانحـــــى صــــوت
البكـــــــــــــــــــــــــــاء
أشـــــتاق عطـــــرك فأضـــــيع كما
تضـــــيع النجـــــوم فى قلـــب
السمـــــــــــــــــــــــــاء
لـــــم أبتســـــــــم من الـــــف
ليــــــلة واخـــــاف عـــــندما يأتـــــى
المســـــــــــــــــــــــــاء
&&& &&& &&& &&& &&&
صرخـــــــة مكتومـــــة تزلزلنــــى
تخـــــبرنى انه قــــد أقــترب
الرحيــــــــــــــــــــــــــل
مازلــــت فـــــى صمـــــت أقـــــاوم
وأتشـــــبث بــــذاك الحلــــم
الجمــــــــــــــــــــــــــيل
والخـــــوف يلفـــــنا كضـــــمادة
تغلـــــف أجســـــادنا فى صمـت
طويــــــــــــــــــــــــــــل
وأسمـــــع صــوت البوم ينعـــــق
يـــــتردد فى الفضـــــاء مثـــــل
العويــــــــــــــــــــــــــل
&&& &&& &&& &&& &&&
ترى حبيبـــــــى هــل يحســـــب
المحـــــبون العمــر بالدقــــائق
والســــــــــــــــــــــنين
نظـــــرت الى الزجـــــاج المكســـــور
بشـــــباكى فــى صــمت
حزيـــــــــــــــــــــــــن
وخـــفت الشـــــيب فى رأســـى
يرســـــــم مســـــارات فـــــوق
الجـــــــــــــــــــــــــبين
قالــت المـــــــــرآة بأننــى
عاشـــــــــــقة للكلـــــــمات تشـــــــعر
بالحـــــــــــــــــــــــنين
&&& &&& &&& &&& &&&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق