20 . من رضى فله الرضـــــى
مرت الايام سريعا وبعد الحاح من امى
واخى رضيت ورضخت لرغبتهما ، وكنت اشعر كاننى فى حلم بل كابوس مزعج ومخيف ، وكأننى
ورقة ذابلة تذروها الرياح فى الهواء ، وسقطت من السماء السابعة على الارض ، ووجدتنى
قد تزوجت من طارق ورزقنى الله منه بنتا غاية فى الروعة كبرت وكبر معها الامل من
جديد ، وصارت امنيتى الوحيدة ان اسعدهما .
لكن ظل ذلك السؤال كان يؤرقنى ويراودنى
لماذا فعل قيس هذا بى ، وكيف خدعت بتصرفاته ، وفى احدى المرات جاءتنى نادية وأخبرتنى
بتفسير تلك التساؤلات التى طالما قضت مضجعى ، فقد تقابلت مع قيس صدفة وعندما اخذت
تلومه وتوبخه على فعلته وموقفه السلبى المتخاذل ، علمت منه ما حدث من سوء فهم وانه
حضر الى بيتنا ليتقدم لخطبتى ولكنه رآنى مع طارق وأنا عائدة معه ذلك اليوم حين كنا
نزور والدته بالمستشفى ؟
وحينما سأل البواب واخبره باننا قد
خطبنا وسنتزوج قريبا ، فاثر ذلك فيه وآثر الهروب والسفر بعيدا لانه ظن اننى خنته
ونقضت المواثيق والعهود التى كانت .
كان طارق يعاملنى بحب وروعة فى المشاعر
، فلولاه ماكنت استطيع ان اثق فى نفسى من
جديد ، فقد كان انسانا بمعنى الكلمة وحينما اردت ان افاتحه فى حكايتى مع قيس
الماضى وضع يداه على شفتاى وهمس لى انا لا اريد ان اعرف شيئا من الماضى فأنت
الحاضر الجميل الرائع والمستقبل المشرق السعيد وهذا يكفينى ويرضينى.
مرت السنوات سريعا ومضى العمر وصارت
تلك الاحداث مجرد ذكريات بحلوها ومرها ، بما تحويه من الم وامل ، من فرح وحزن ، من
عذاب ونعيم ، واخذت اقول لنفسى لا شك ان الله يريد لنا الخير ونحن لا نعلم اين هو
" وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم " !؟
ووجدت ان الله له حكمة فى جميع ما يقدر
لنا ، وقد تخفى علينا تلك الحكمة ولا نعرفها ، ولكن الله المدبر ، يريد لنا الخير
فى النهاية ، ويبتلينا ليمحص قلوبنا ،
ويختبرها ليعرف الذى يصبر والذى يشكر ، ليجزى الذين آمنوا بما كانوا يعملون ثم نظرت الى زوجى وهو
يلعب مع أبنتـــنا بوجهها الملائكى البرىء ، وهى تعتلى ظهره كانه فرس وهى فرحانة
مسرورة ، وتمسك بتلابيبه بكلتا يديها الصغيرتين ، فطفقت أنشـــــد .....
زهـــــــــــر الربيـــــــــــع
&&&&
&&&&
&&&&
يافـــــؤادى ابشـــر فقـــد أبتســـــمت الليـــالى وجـــــاء السمــــــر
وعـــــدوت وراء الفراشــــــات اداعبـــــها فحــــبيبى حضــــــــر
والفـــــرح وقـــــف على بابـــــى بعد غيـــاب وذهــب الضجـــــر
&&&&
&&&&
&&&&
&&&& &&&&
ورأيـت الكــــون يسبــــح الخالـــق ويعــزف أطــــيب الالحـــان
ونظـــــرت الى القمـــــر فوجدتـــــه بــــدرا يبهـــــج الوجــــدان
وســـــافرت ابحـــــر فــــى مراكـــــب الشـــــوق الى الاوطــان
&&&&
&&&&
&&&&
&&&& &&&&
أخذت أمـــــواج البحــــر تحكــى لــــى عن لحظــــات اللقـــــاء
وأحتضـــــنت الفـــــرح نديـــا فخـــــافت البـــــــوم والعنقــــــاء
وناجـــــيت حـــبيبى فبــــدى من ثنـــــاياه البشــــر والضيـــــاء
&&&&
&&&&
&&&&
&&&& &&&&
وتركــت الاحـــــزان خلف ظهــرى والهــــم ذهــب وأستسلــم
وأمسكــت بالنجــــم فى راحتى والوجــــود بالفــــرح ارتســـم
ونبت الســـــوسن والقرنفــــل على صدرى والزهــــر ابتســـم
&&&&
&&&&
&&&&
&&&& &&&&
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق