18 . يا من فى القلب سكـناه ـ مذكرات ليــلى

18 . يا من فى القلب سكـــــناه

أنتظرت ان تمر الايام سريعه ، حتى يأتى الصيف وتحديدا فى منتصف شهر يوليو حيث ياتى قرة عينى وبهجة قلبى ويتقدم لى ويخطبنى ، والحمد لله امى كانت عندها علم  بالامر، وايضا فى اخر رسائله اخبرنى انه ادخر بعضا من المال يمكنه من شراء الشبكه ومصاريف الخطبة .

مرت الايام بطيئة ممله وغاية فى السخف فالانتظار دائما من الامور البغيضة على النفس ويرهق الاعصاب ويكون مؤلما ويكرهه البشر ، وهاهو طارق يرتبط بى اكثر رغم معاملتى له العادية ويتمسك بى ويقول لى ان الله قد رزقنى اياك ، فانت الفتاة التى كنت اتمناها زوجة وشريكة لى فى هذه الحياة .

ارتباط طارق بى زاد الامر تعقيدا ، فقد كنت اتمنى الا يعجب بى وتحدث المشاكل كما تحدث عادة بين المخطوبين وتتم فسخ الخطوبة ، لكن تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن ، وها انذا انتظر مرور تلك الاشهر الباقية بفارغ الصبر حتى ياتى قيس فهو الغمامة التى تظلنى فى قيظ ايامى والنسمه الباردة فى اليوم الحار ، والماء الزلال الذى يروى الارض العطشى .

بعد جهد جهيد جاء الموعد المنتظر وهو منتصف يوليو ومر يوم واثنان واسبوع ولم يحضر قيس يسال عنى او يتقدم لخطبتى وبدات امى تلح على فى السؤال اين هذا الشاب الذى تحدثت عنه وانك تتمنيه زوجا وشريكا لك !؟

أحسست بمشاعر كثيرة ومتناقضة فقد مر اسبوعان ولم يحضر ويتقدم لى فقلت فى نفسى لعله تأخر لاسباب خارجة عن ارادته ، فهكذا المحبون دائما يلتمسون الاعذار لمن يحبونه او لعل اصابه مكروه وهو بلا شك مريض ، فالغربة مريرة وكل من ذاق الغربة يخبر بذلك فلا احد يهتم به او يرعاه اللهم اجمع شملى به كى احافظ عليه واضعه فى عينى واغلق عليه .

وأحيانا اخرى اشعر بالغضب واقول لعله كان يتسلى كما تقول امى ، او لعل اصبح معه مال ويفكر فى امراة اخرى غيرى ، وصرت لا اعرف ماذا افعل حتى جاءتنى تلك الفكرة التى كانت غائبة عن ذهنى لماذا لااطلب من ناديه ان تستفهم من زملاءنا عنه فقد كان هناك شخص يعرفه من بعيد يعمل بنفس الشركة.

وبالفعل سألت ناديه وجاءت تبشرنى بانه بالفعل نزل اجازه فى الموعد المحدد ، واخبرتنى ايضا انه بخير وليس مريضا ففرحت ولكننى انزعجت كثيرا من هذه الاخبار !؟ فلماذا اذن لم يحضر ، اليس هو مشتاقا الى مثل شوقى له ، وهل عيونى العسلية التى يتغنى بها دائما لم تعد تعجبه !؟ وفكرت ان اجمع رسائله واذهب اليه وانهى علاقتنا وبالفعل صممت على ذلك وشعرت بالغضب والحنق على تصرفه هذا الابله السخيف ، المقيت الكريه الذى اشعرنى بغصة شديدة فى حلقى وأخذت أنظر الى المرآة واسالها واحاورها وتجاوبنى  ، وطفقت أقول لها ....

يـامــن فى القلـب سكنــــــــاه

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&& 

وقفت أمام المرآة أســألها هل أقابلـــــــــــــه ؟ أم أنــى لســــــــت أهـــــــــواه !؟

فأ جابتنى أذا جــــاء أعطـــيه رســــائله وأزيلـــــــــى من حنـــايا القلــب ذكـراه

أما تحــدثت بأن النفــس تكرهـــه ، وهل تأمـــــنين بعـــــد الصــد دعـــــــــواه ؟

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&&

فقلت نعم صدقت فأنت نعـــــــم الناصح فكـــــيف تســــرح عيناى فى محــــــــياه

لقد مضت قصتنا الى نهايتـــها فكـيف توافــــــــــق خطايـــــــــاى خطــــــاياه ! ؟

وصرت المـلم ســنوات من عمـــرى مضت وقد تركـت بعضـــــا من بقــــــــاياه

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&& 

فتسـآلت اى لــون من الالــوان أختــاره اذا قابلتــه فى الغــــــــــد حـــين القـــــاه

فذاك الاسـود يحـبه أكثر أم الاصفـر ام الازرق بلــــــــــون مـوج البحــر يهــواه

وأى منديــل أضـعه على كتفـى هل الابيض كلون القلب وعطــــر الفـــــــل ليراه

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&& 

فقالت اما كســرتى كــؤوس الود ســـيدتى فلا تبكــى على ماقــــد كســرنـــــــاه

وأغلقـــت أبواب القلـب فى دربـــــه ، وأسـدلت الســــــتائر علـى محيــــــــــــاه

وجمعت أشيــاؤه  كانت مبعـــــثرة واحرقـت أوراقا وحــرفا كنــا قد قرأنــــــــاه

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&& 

فقلــــــت غدا  أخــبره بأنى اكرهـــــــــــه .. أبغضــه وأنــى لســـت أهـــــــــــواه

وأعطــيه رســــائله بعدما أعطـــرها  .. أضمــها الى صـــــــدرى وأقـــــول أواه

وأغــلق الباب الحـــــديدى بمفتــاح .. لكن أشيــاؤه تعذبنــــــــــى ساعدنى يا رباه

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&& 

فقالت لاتقــــدرين على البعــــد فكيف تكرهـــــين من كـان بالقلب ســكنــــــــــــاه

ولو جاء  بالـود والوصـل يسألك فقـــولى أشتقــت الى الدر يبـــدو من ثنايـــــــــاه

فمن كان على الجبــين قد خطـت محــبته وهل يمــــــلك البحـــــر تغـييرا لمجراه؟

&&&&    &&&&    &&&&    &&&&    &&&&