37 . قال الفيلسوف : حــــــــب الدنيــــــــا
قالت : تعرف قلمى لا يكتب الا بالنبض ودقات القلب
ونبضى متأرجـــــــــح حتى انه يكاد يتوقف
حدثنى يافيلسوف عن الحزن ، وهل ينقى الروح والقلب
وهل الحـــــــــزن اعتراض على القدر؟؟؟
وكيف نخــــــــــرج من قلوبنا حب الدنيا
فقد قيل ان حـــــــــــــب الدنيا راس كل خطيئة
وهل الحـــــــــــب واقع فى دائرة حب الدنيا
وقل لى ماهو الفرق بين اليقين ، وحق اليقين ، وعين اليقين
انا تلمــــــــــيذة اقف على بابك ، و انتظر جوابك
قال الفيلسوف : أعلمى يا اميرة ان الحزن هو ذلك العالم الذى يمتلاء بالاشباح وتريد ان تجذبنا بداخله ثم تنال من ارادة المرء وعزيمته فتخور قواه وتضعف روحه ، وهو ليس اعتراض على القدر فالحزن مطلوب !؟ ولكن بقدر ، بمعنى اذا فقد المرء عزيز عليه فيحزن لفقدانه لكنه لا يظل حزينا طول العمر ، وانما يتخفف من الحزن ويتصبر ، ومن يتصبر يصبه الله ، ومن يريد ان يحزن فقد كتب على نفسه الشقاوة والهموم ، والمؤمن ليس كذلك ، انما هو متفاءل ان الله سيقدر له الخير ، ويرزقه اياه حيثما كان .
اما حب الدنيا فهو بلا شـــــــك مذموم لانها فانية وليست باقية ، والاخرة خير وابقى ، فالاخرة هى دار الخلود ينعم بها المؤمن بالجنات ، ويعذب فيها الكافر بالثبور والويلات ، وقانا الله واياك شر الزلل والعثرات ، اما عن الحب فقد تكلمنا قبل ذلك انه هو ماء الحياة و سرها، و هو لذة الروح بل روح الوجود ، فالحب إخلاص وصفاء ونقاء .
والمراتب ثلاثا ، علم يقين يحصل عن الخبر ثم تتجلى حقيقة المخبر عنه للقلب أو البصر حتى يصير العلم به عين يقين ثم يباشره ويلابسه فيصير حق يقين فعلمنا بالجنة والنار الآن علم يقين فإذا أزلفت الجنة للمتقين في الموقف وبرزت الجحيم للغاوين وشاهدوهما عيانا كان ذلك عين يقين كما قال تعالى:{لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} فإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فذلك حق اليقين
أن يقال: {عِلْمَ الْيَقِينِِ}ما علمه بالسماع والخبر والقياس والنظر، و{عَيْنَ الْيَقِينِ} ما شاهده وعاينه بالبصر، و{حَقُّ الْيَقِينِ} ما باشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتبار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق