47 . قال الفيلسوف : النفس البشرية والنفس الانسانية
قالت : حدثنى يافيلسوف عن البشرية والانسانية ، اعرف ان هناك فرق ولكن القضية اننا بشر نعيش الحياة بمتناقضاتها فكيف نوفق بين الحالتين دون ان نهضم الاخرى حقها
قال الفيلسوف : اعلمى سيدتى ان الله خلق الإنسان ضعيفاً و أساس هذا الضعف إنما يكمن في التناقض بين النفس البشرية و النفس الإنسانية ، و قد يتعجب المرء و يسأل: و هل هناك فرق بين نفس بشرية و نفس إنسانية ؟
إن النفس البشرية هي المكون الأول للطبيعة الإنسانية و لا تصح هذه النفس إلا إذا أكل صاحبها الحلال و لم يتعد بالظلم على الغير و الله عز و جل عندما خاطب آمراً و ناهياً خاطب النفس الإنسانية المتمثلة فى الإنسان الذى ارتقى بسلوكه و خلقه إلى الآفاق السامية لم يقل رب العباد يا أيها البشر بل قال: يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ
ان كل الصفات المذمومة من طغيان و بخل و بطر و عجلة و هلع إذا اتصف بها إنسان صارت نفسه بشرية فليراجع كل واحد منا نفسه متى يريد أن يرقى نفسه إلى لوامة أو مطمئنة لتصير نفساً إنسانية تتطلع لتحقق خلافة أبينا آدم في هذه الأرض .
أما النفس الإنسانية التى نريد أن نتصف بها جميعاً تجدها و تجد صفاتها فيما زكاها رب العباد فى مفتتح سورة المؤمنون قد افلح المؤمنون .........
فعلى المرء ان يعرض نفسه على هذه الصفات فإن رأيت أنك تتصف بها فلله الحمد و المنة أن نفسك نفس إنسانية أما إن كانت الأخرى فاجتهد أن تزكيها
ايضاح : أما العجلة في الأمور فلا تستحب إلا في مواطن محددة ، في تزويج البكر و سداد الدين و الاستغفار من الذنب و أداء الصلاة في وقتها و دفن الميت و بعد ذلك فالعجلة غير مستحبة بداية من اتخاذ القرارات المتعجلة ، وإن الإنسان الذى يتريث في صغير الأمر و كبيره انسان يملك أمره و له بصيرة و روية فَيَسعَد و يُسعِدُ من حوله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق