يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق
الحـــــب الخــــالد
(( مقــــــــــــــدمة ))
* ان الحياة تكتظ وتمتلأ بالأحداث
والمشاهد الختلفة منها ماهو حلو ومحبب الى النفس ، ومنها ماهو مرير يتجرعه المرء رغما عن أنفه ويصبر على مرارته ،
فهكذا هو ديدن الحياة لاتظل أبدا على وتيرة واحدة ، وتلك الايام نداولها بين الناس
.
* وعلى العاقل دوما ان يعلم أن الله له
حكمة بليغة فى كل مايجرى من أموره ، أحيانا كثيرة قد تخفى علينا تلك الحكمة ، أو
أننا لا ندركها فى حينها ، ولكن تبقى دائما أرادة الله ، وعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تعلمون
* قرائى الاعزاء اقدم لكم هذه القصة بعنــوان ( يومــــــــــيات
عاشـــــــــــــــق) وهى رواية طويله ، وكل فصل له عنوان
خاص به ، وهى من عشرة فصول ، واننى أرجو
ان تنال اعجابكم وهى فى شكل مذكرات لانها تحوى
بعض الاسرار التى لم تكتب من قبل والامور التى حدثت معى او مع من حولى فشاهدتها عن
قرب ، وأسجلها بحذافيرها احيانا ، واحاول الاشارة اليها عن بعد احيانا اخرى ، حتى لا يكون هناك تعدى على الخصوصية .
&&&&& &&&&& &&&&& &&&&&
يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق
1 . اللقـــــــــــاء الاول
كان صاحبنا يعيش فى حى شعبى قديم وعريق
من أحياء القاهرة ، ومن اسرة رقيقة الحال وله العديد من الاخوة والاخوات ، وكان يحب
كتابة الشعر والزجل يقرأ الكتب الادبية ودواوين الشعر والازجال ، بل انه يلتهمها
التهاما مثل دودة القز عندما يكون امامها كثيرا من اوراق التوت الخضراء اللذيذة .
وفى احدى الايام صادف شاعرنا فتاة أخذت منه لبه
وتمكنت منه صورتها واستقرت فى قلبه ، يقول صاحبنا انه عندما رآها لاول مرة أخذ
قلبه ينبض بشده ، فهى مختلفه عن سائر الفتيات ، وكان يشعر بانجذاب شديد تجاهها
وشعور غريب ومختلف ، ثم أخذ يحدث نفسه ويؤكد لها لا .. ليس هذا ما يسمونه
الحب !؟
فهو توه قد أنهى دراسته ، وبدأ مشوار
طويل للبحث عن عمل ، مثله مثل سائر الشباب ،
وكلما يتقدم لاحدى الوظائف ، سواء
الحكوميه ، او الشركات الخاصه ، لايجد قبولا او
موافقة ، فتكون الاسئلة الاعتياديه ،
متى تخرجت يقول سنة كذا ، فيكون السؤال التالى ،
وهل لديك خبرة فى العمل ؟ فتكون
الاجابة كيف وقد انهت دراستى هذا العام !!!
مرت من أمامه ثم أقتربت نحوه فتدفق
الدم دفعات كثيرة فى عروقه ، وكان ذلك واضحا جليا
فى وجهه الذى تحول الى الحمره ، كأنها
عذراء فى خدرها ، وقالت له ان المدير سال عنك ؟
فبالرغم من فرحته باقترابها منه
وحديثها المقتضب عن العمل ، الا انه شعر بالسعادة ،
لكنها تمتزج بالقلق ، فلماذا كان يسال
عنى المدير ؟ وتذكر كل المقابلات السابقة ، والتى
باءت بالفشل ، بسبب شرط الخبرة اللعين
، حتى انه تمنى لو عمل بدون أجر لمدة ستة
اشهر او عام او بأجر رمزى حتى يتدرب
على العمل ويكون لديه تلك الخبرة ؟
حتى هذا المكان لولا انه كانت معه
واسطه لما تمكن من العمل ، فى هذه المصلحه الخاصة
، ذات الاجر الضئيل ، الذى لا يكفيه
سوى أجرة المواصلات ، لكنه قال فى نفسه هذه اول خطوة ،
والخطوات القادمة افضل ان شاء الله .
والمشكله انه تعمل معه عدة زميلات ، لم
يلفتن أنتباهه منهن سوى تلك ، فأخذ يراقب
تصرفاتها وحركاتها وسكناتها ، ومع مرور
الوقت شعر انه منجذب اليها بدرجة كبيرة ،
وصار التفكير فيها يشغل عقلة وقلبه معا
.
ثم أخذ يحدث نفسه ويؤكد لها لا .. ليس هذا ما
يسمونه الحب !؟ كيف يحب وهو لا يزال
فى اول طريق الالف ميل ، الذى يبدا
بخطوة واحده ، حتى هذه الخطوة يبدو انها ستبوء
بالفشل ؟ فلماذا يسال عنه المدير !؟
حدث نفسه انه لابد ان يتمسك بهذا
المكان ، وهذه الفرصه !!؟ فالفرصة لا تاتى الا مرة
واحدة ، كما ان هذا المكان فيه
ليــــــلاه التى صار يحلم بها فى صحوه ومنامه ، رغم انه
عندما يقارنها بزميلاتها ، يجدها
لاتختلف عنهن فى شىء ، فلماذا هذه الفتاه ، هل هى ليلاه
التى طالما كان يحلم بها ويقول فى نفسه
عندما سالها عن وصفها وملا محها ، فتجيبه نفسه
انها لاتعرف ، لكنها تخبره ، بأنه
عندما يراها سيعرفها ، ويتعرف عليها بمجرد النظرة
الاولى اليها ، وها هى قد لفتت انتباهه
وشدته بتلك القوة اليها ،هل كانت نظراتها نحوه
تخترق وجدانه ، وتمضى الى قلبه ، فتدخل
وتستقر داخله ، بل تجلس وتتربع وتستقر فيه ؟
ذهب الى المدير وهو متوجس ، ويقول فى
سره ربنا يجعلنى خفيف الظل عنده ولا يطردنى
قبل ان يمر الشهر الاول فى العمل ،
وكما ذكرت فأن الراتب ضعيف ولا يكفى شيئا ، حتى
أنه تردد فى قبوله قى البدايه ، لكن
الان لديه الدافع ويجب ان يتمسك بهذا العمل حتى لا
يحرم من رؤيتها .
بعد عودته من عند المدير أطمان انه كان
يريد أستكمال بعض البيانات عنه ، وانه كان
مشدودا ومتوترا دون داع ، وبعد خروجه
مباشرة من عند المدير ، شعر انه يطير فى الهواء
، وقدميه تكاد لا تلمس الارض ، وكأن له
جناحان يتجول بهما فى سماء الحب .
صادفها فسألته بأهتمام خيرا ماذا حدث
فأخذ يتكلم وهو واثق من نفسه لاشىء مهم ، فقالت
الحمد لله وانصرفت ، وانهت الحديث
سريعا معه والذى كان يود ان يطول ساعات وساعات
.....؟
فى كل يوم كان يعود لمنزله لا يفكر الا
بها وعندما يكلمه اخوته او والدته لا يسمع سوى
صوت ليــــلاه ، وأخذ يقرأ الشعر
الرومانسى وقصص المحبين قيس وليلى وعنتر
وعبله وكل العشاق والمحبين ، اخذ يحب السهر، ويحب ان يسرح فى ملامحها ، ويستحضرها
امامه
ويتكلم معها ولما سالته امه ذات يوم
انت متغير يا .... قيس فيضحك ويقول هل تلا
حظين
شيئا ؟ فتقول نعم انا اعرفك جيدا ما
الذى يشغلك ؟ فيسكت وينكر ويخبىء مشاعره ويقول لا
شىء يا ست الحبايب دعواتك لى ، ان
يوفقنى الله فى هذا العمل الجديد ، فتقول له ان كنت
لاتود الذهاب اليه لا تذهب فيقول لها
بالعكس ، انه عمل جميل للغاية ، ورقيق ومهذب ورائع
، فتتعجب من رده وتذهب وهى مشفقة على
ابنها الذى تغير بين ليلة وضحاها .
أخذ صاحبنا لا يستطيع ان يفعل اى شىء
الا ان يفكر فيها ! ؟ وقال لابد أن اراها خارج
العمل ففى العمل لا يتاح لى أن أكون
على راحتى ، لابد أن أطلب منها أن تقابلنى
بعد العمل
وليكن يوم اجازتنا ، فكر وأستجمع قوته
ليطلب منها ذلك الطلب الرهيب الذى يطلبه اول مرة
فى حياته من فتاه !؟ فماذا ستكون ردة
فعلها هل ستوافق ام سترفض وهل ستفرح ام
ستغضب منه ؟ ثم أخذ ينشد قائلا . . .
ضميــنى الــى صـــدرك
&&&&&&&&&&&&&
ضميــنى الــى صـــدرك ضمـــا . . . . .
. .
وأمـــــلاينــــى شــــوقا فــــــأنا
، ظمــــــــآن
وأرويـــــنى
من ثغــــرك عســـــلا . . . . . . .
فــــأنى الــى ثغـــــرك ، عطشـــــــان
وأعطــــــينى
القــــوة كــــى أســـــبح . . . . . . .
فـــى الامــــــواج لأصـــــــل
الــــى ، الشــــــطآن
وقربيــــــنى اليــــك كـــــى يصــــــبح . . . . . . .
جســــــدينا ملتصقــــــين
فــــأنا ، أنســــــــان
ولا تتركـــــينى أهيــــــم بحبـــــــك . . .
. . . .
وأعيــــش وحـــــدى ، فــى واد
من النســـــيان
وأمـــــــلأى نفســــى الحـــــــائرة . . . .
. . .
رحيـــــــق عطــــــــرك ، حبـــــــا وحنـــــــان
واجعــــــلى شـــــمس وجهــــك تضــىء لـــى .
. . . . . .
دربـــــى فـــــــــأنى تائــــــــه
حــــــيران
و ألهمـــــــينى الحكمـــــة فـــى القــــــول والفعــــــــل . . . . . . .
فـــــــــأنى قــد صــــــرت
" فيـــلســـــوف " الزمـــــــان
وأسمـــــعى نبـــــض قلبـــــــى
الثــــــائر . . . . . . .
يـــــدق طبـــــــول الحــــــرب
والعصـــــيان
فـــأنت
وطــــــنى الــــذى أعيـــــش
فيـــه
وجنـــــــتى ، وأنهـــــار بـــــــلا وديــــــان
يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق
الفيلســـــوف الشــــاعرمجــدى عيســـى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق