يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق
5 . تاتى الريـــــاح بما لا تشــــتهى الســـــــفن
أخذت الامور تسير فى اتجاها آخر عكس
المتوقع ، انتظرت اترقب ماذا سيحدث فليس
بيدى حيلة ، والامر فى يد ليلاى ان
ترفض ذلك الخاطب ، وبالفعل رفضته ولم يلق
آية
ترحيب من طرفها واجابت اخيها انها
لاتفكر فى الزواج الان ، وان يخبر صديقه انه كل
شىء نصيب وانها لم ترفضه لعيب فيه !؟
كنت انتظر يوم الاجازة التى نتقابل فيه
بفارغ الصبر ، واشعر انه الغذاء الروحى لى ،
والذى يشحذ عزيمتى ويعيننى طيلة
الاسبوع على مواجهة كافة العقبات والمشكلات ، وكلما
مر الوقت يزداد تعلقى بها ويزداد
تعلقها بى ، لكن عاداتنا كما هى نشرب العصير،
وننظر
الى النيل الخالد ، الذى قهر كل الصعاب
، وكان شاهدا على العديد من الاحداث والمواقف
التى قهرها ولم تنال منه .
اصبح منظر الغروب يخيفنى ولا ارتاح
اليه ، فقد اصبح يذكرنى بالفراق والالم والمعاناة ،
وبعد بعض الوقت تهب ليـــلاى فجاة
وتقول لى لقد تاخرت ، واشعر ان الوقت يعاندنى ، بل
ويسابقنى ، وكنت فى النهايه ارضخ له ،
فأقوم بركوب التاكسى وتوصيلها قبل شارعها ،
ثم انزل منه واستقل الاتوبيس ، عائدا
الى بيتى .
كان الحزن يتسلل الى قلبى فى اليوم
ويعتصرنى الف مرة ، كيف السبيل حتى تضمنا انا
وهى عشه صغيرة ، ولو فوق شجرة بجوار
العصافير والبلابل !!! لابد من التفكير والسريع
ايضا ، فلعل الشهر القادم ياتى من
يخطفها منى ، وهى لن تصمد كثيرا بسبب الحاح
اسرتها ، وقد ترضخ لرغبتهم ، فهم غير
مقتنعين بتلك الحجه انها لا تفكر فى الزواج الان
! ؟
فكرت ان اتكلم مع والدتى واصارحها
بالحقيقة واطلب منها الرأى والمشورة ، فهى كانت
تتكلم بالحكمة وتتسم بالهدوء والتريث ،
لكننى اعلم جيدا انها سترشدنى ان انساها ، ولا
افكر فى هذا الامر حتى اقف على قداماى
واكون جاهزا للارتباط !!! الحيرة صارت تؤرقنى
وتتجاذبنى هل اشترى خاتمين من فضه
واتقدم لاهلها واعرض عليهم ان يمنحوننى فرصة
عام لاتقدم اليها بشكل رسمى واخطبها ؟
حتى لو وافقوا وهذا امر مستبعد تماما
اذا لم يطردوننى ، وهل بعد عام استطيع ان اوفى
بوعدى معهم . . . . ؟ اعلم تماما اننى
لن استطيع الا اذا حدثت معجزة .
نعم المعجزة هى الحل ، فرحت كثيرا
وسالت نفسى لماذا لم افكر فى السفر للخارج كى
احصل على المال الذى يعيننى على
الارتباط بمن يهواها قلبى ؟ ولكن كيف ؟ هناك مكاتب
للعماله فى اماكن كثيره ! لكنها تطلب
المال فى المقابل ، واحيانا يكونون غير صادقين ،
المال سهل اقترضه من اى احد ، وابدا
بالبحث عن مكتب سمعته طيبه ، لان هذه هى
البداية الصحيحة ، فلو ظللت فى هذا
العمل عشرون عام لما استطعت ان اتقدم خطوة واحدة للامام
. . . .!! ؟
قمت بالحديث مع ليلاى فرفضت الفكرة فى
البداية تماما ولكن حاولت اقناعها لان هذا هو
الحل الوحيد ، ثم تكلمت مع والدتى
فارشدتنى الى عدم العجله والصبر ، ولا زال الوقت
امامى ، لكننى اصررت فوافقت وقالت ومن
اين لك المال الذى ستدفعه للمكتب ، فقلت هذه
هو الطلب الثانى والبركه فيك ياست
الحبايب ، فسكتت صمتا لا يريح ولا يشفى الغليل
ولكنها قالت " تبات نار تصبح رماد
" ان شاء الله .
بحثت عن مكتب سفريات ، ودبرت امى المال
وباعت بعض ماتملك من ذهب ، وتم تحديدي موعد
السفر ، الى احدى دول الخليج ، براتب
ضئيل لكنه افضل من هنا ، وقلت فى نفسى سوف
اذهب عام واحد فقط ، وادخر كل مليما
احصل عليه حتى ارجع واتزوج بمن احب
اتزوج ليـــلاى ذات العيون العسليه ، التى عندما
انظر الى عيناها لتى اشعران فيهما طوق
النجاة ، و اننى كالغريق ؟ واشعر
اننى كالطفل الذى لا يريد ان يترك ثوب امه
، ويلتصق بها خوفا من الضياع .
حان موعد السفر وتجاذبتنى وقتها مشاعر
مختلفة ومتضادة ، اقول فى آخر لحظه كيف
اسافر برغبتى ولا استطيع ان ارى
محبوبتى التى يهواها القلب ؟ ثم تراودنى الفكرة ان
الغى سفرى لاظل بجوارها ! ثم احدث نفسى
بأن هذا هو السبيل الوحيد ، نبتعد كى نقترب ،
نعانى ونتالم كى نفرح ونسعد بعد ذلك .
عرضت عليها هل اتقدم لاهلها واطلب منهم
مهلة لمدة عام حتى ارجع ؟ فقالت سوف
انتظرك ولو ألف عام ، اطمئن ولا تخشى
شيئا فان العالم كله لو حاولوا ان يغيروا من
رايى فلن يقدروا ، حتى لو وصل الامر ان
اقدم على الانتحار ، فى حالة اصرارهم سافعل !!!
،
فقلت لها لا أبعدى فكرة الانتحار هذه
عن خاطرك تماما ، اذا كنت حقا تحبيننى .
و اتفقت معها ان اراسلها باسم صديقه لها وتقول
لاسرتها ان صديقتى تزوجت وسافرت
مع زوجها للخارج ، ولن اكتب لها فى
رسائلى اى شىء قد يلفت انتباههم اذا قراء احدهم
رسالتى ، ويكفى ان يطمئن كل منا على
الاخر انه بخير حتى يمضى العام ، ويعود الطائر
المهاجر الى ارضه والى عشه والى وليفته
التى يتمناها فى هذه الحياة .
وسافرت وأخذت اراسلها وتراسلنى لمدة
ستة اشهر كامله ، وبعد ذلك انقطعت رسائلها
تماما ، فارسلت لها ثلاثة رسائل بعد
ذلك ، لكن لم يصلنى رد فشعرت بالنار تأكلنى
وتحولنى الى هشيم ورماد ، رباه ماذا حدث وماذا افعل ، أخذت الحيرة تؤرقنى
وتقض
مضجعى ، واصبحت لا اعرف كيف الخلاص من
هذه الحيرة والضياع الذى لحق بى ، واننى قد رحلت ولكننى تركت قلبى معها بعدما وضعته فى راحتيها .
ســـارحل وأتــرك قلــبى فى راحــتيك
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
سأترك قلبى وحـيدا فى راحتيك وأرحل
عنــك لارض بعـــيده
وتصبح همسـات عينيك ماضى وأصبح ذكرى
كلمات وئـــيدة
الملم حروف نثرتها على شاطئيك وأرحل
هناك لارض جديدة
وتبقين بلقيس وجه القمر وأذهب أفتش عن
معانى القصـــــيدة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ويجـف على خدى نهر الدموع يكفـينى فخرا
ان تكونى سعـيدة
ويأتـــى الشــتاء ويمر الزمــــان وأنت
تظـلى هنـاك وحـــــيدة
ويأتـــى الخريف وتهب العواصـف تزمجــر
وتعزف نشـــــيده
ويرخـــى الليــل أستــاره وينزل من
مقلتى قطــرات عديـــــدة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
ألمح وجهـك قمرا منيرا فتدفق الحياة
والروح فى وريــــــــــده
سأرحـل عنك لانى تعبت من الشوق اليك
فكونى شـهــــــــــيدة
وأصبح ذكرى وعبق المكان وتصبح نفسى
تائهة شــــــــــريدة
وأنت رغم مرور الزمـان أميرة على عرش
قلبى عنــــــــــيدة
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أحبك رغـم المسافات التى بيــننا ورغم
توقف النهر وجموده
أحبك رغـم أحتضــار الهوى ، أحبك رغــم
الامانى الوئــيدة
أفر من لوعة الاشتياق اليك فأهرب من
المكان والغى حدوده
وسأترك قلبى وحـيدا فى راحتيك وأرحل عنك
لارض بعـيده
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
نتعرف على البقية فى المرة القادمة ان
شاء
يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق
الفيلســـــوف الشــــاعرمجــدى عيســـى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق