يومــــــــــيات عاشــــــــــــق
7 . عروســــــــــــــه دليفــــــــــــــرى
رفضت الفكرة من اساسها ، فكيف يرتبط
المرء بفتاه ، فقط لانها تعمل معه فى نفس
البلد ،
وانها سوف تساعده فى المعيشة ، وبدلا
من يكون هناك راتب واحد ، سيكون راتبين !! ؟
ومضت الايام لكن صديقى أخذ يلح على
ويقول لى جرب ماذا تخسر ؟ سوف تذهب للموعد
وتقابل فتاه ان اعجبتك كان بها ، واذا
لم تعجبك فلن تخسر شيئا تدفع الحساب وتنصرف !؟
فوافقت محدثا نفسى انها تجربه على ان
اخوضها ، ولن اخسر شىء .
حددت زوجة صاحبى موعد فى نهاية الاسبوع
، كى اتقابل مع تلك العروسة الدليفرى ،
فتذكرت ليــلاى وهاجت وماجت نفسى من
الذكرى الاليمة ، وكدت اتراجع لكن صديقى
اخبرنى انه ليس من الشهامة ان تذهب
الفتاة واتقهقر انا واخذلها ، فهذا ليس من المرؤة
فى شىء ، فوافقت وتوكلت على الله .
ذهبت الى المكان المحدد الذى تم
الاتفاق عليه ، قبل الوقت كعادتى فانا اكره ان اتاخر على
مواعيدى ، وهذا ديدنى ، واعتبر ذلك من
خصائص شخصيتى الاصيله والثابته ، المهم بعد
قليل حضرت زوجة صديقى وتلك الفتاه ، وسلما على ثم جلسا ، ثم بدات زوجة صاحبى
بالتعارف هذا فلان صديق الاسرة وهذه فلانه زميلتى بالعمل ، ثم استاذنت وتركتنا ،
وانا اشعر اننى فى مأزق ، وفى حيص بيص !! ؟
مر بعض الوقت فى صمت ثم تذكرت ان الرجل
هو الذى يبدا الحوار ، فتحدثت اليها قائلا
كيف حالك فقالت الحمد لله ، ثم سكتت ، وهى
ايضا سكتت ، ثم بادرتها قائلا انت تخرجت من
اى كلية ، فانكسر الحاجز وبدات تتكلم
عن دراستها وايام الجامعة ، واسترسلت فى الحديث
ثم سكتت ، فبادرتها وانا تخرجت من كذا
وتخصصت فى كذا ، ثم تحدثنا بعد ذلك عن اسرتها
واسرتى وهوايتها وهواياتى ، ومواضيع شتى من هنا وهناك
.
فكرت بالمنطق والعقل وقلت ماعيبها انها
فتاه جيده ، بها مميزات كثيرة ، وانها سوف تعمل
بالطبع ويكون راتبها معينا لنا وتساعد
فى المعيشة حيث الايجارات هناك مرتفعة جدا ،
والحياة مكلفة للغاية .
انتهت المقابله وكنت اشعر فيها بالبرود
، والجمود ولم يدق قلبى لها ، فقلبى قد مات منذ
سبع سنوات وتركته مع ليلاى ، فذبحته ولم
يتبق لى سوى قطعة من اللحم المعذب
المهترىء تستقر داخل تجويف صدرى ، ساكن
بين ضلوعى ، لكنه يعمل بكفاءة فى ضخ
الدم البارد لجسدى وجميع حياتى البارده
، والتى صارت تخلو من المشاعر بالحب او الكره
لاى انسان ، فى هذه حياة .
عدت للسكن وانا فى حيرة من امرى لا
اعرف ماذا افعل ؟ فأخذت انظر الى المميزات
والعيوب كما افعل عادة ، فهى سوف تساعد
فى الانفاق ، وتخلصنى من الحاح امى بالزواج
، وايضا الاجازة قصيرة ولو انتظرت قد
لا اتمكن من العثور على انسانه الا بنفس الطريقة ،
اتقدم لاى فتاه لاتربطنى بها اية
مشاعرواطلبها للزواج ، ويكون على بعدها تاثيث شقة دون
مساعدة منها ، ودعوتها للقدوم ان
استطعت ، او تظل بمصر، وانزل اليها فى الاجازه فقط .
أقنعت نفسى ان تلك الفتاة جيده ومناسبه
، رغم اننى لا حظت انها تهتم بالمادة بشكل كبير،
فتقول مثلا هذا اوفر ، وهذه السلعه فى
المكان الفلانى ارخص ، وماهو المبلغ الذى ادخرته
منذ قدومك هنا ، وحاول ان تمسك يدك فى
الانفاق ، لاننا سوف نحتاج لكل قرش فى الزواج
، لانه مكلف هذه الايام ، حتى اننى
تسالت هل هى الرجل ام انا ، ثم كانت الاجابة الساخرة
، يبدوا ان كل منا سيكون رجل البيت ورب
الاسرة !!! ؟
بعد يومين سألنى صديقى ما رايك ، نقول
مبروووك وعلى بركة الله ، فسكتت ، وقلت له هى
فتاه جيده ، فرد سريعا ، الحمد لله ،
ربنا يتمم على خير ، لكننى اردفت قائلا ، لكننى لا
اشعر تجاهها باى عاطفة ، كأنها زميل لى
بالسكن ؟ فاخبرنى اذا اردت ان اتقابل معها ثانية
، ليس هناك مشكلة ، فطلبت منه فرصة
وسوف ارد عليه بالخبر اليقين .
مر اسبوع تقريبا وانا لا ادرى ماذا
افعل ، واخبرنى صاحبى ان الفتاة قد اعجبت بى كثيرا ،
ومدحت فى خلقى ، وليس لديها مانع ان
اتقدم للزواج بها فى الاجازة المقبلة ، وانها سوف
تمهد لاهلها ذلك الامر ، وسوف يكون
موضع ترحيب واهتمام ، فشعرت ان الموضوع أخذ
منحنى جديد ومرحلة خطيرة .
فكرت واخذت اتضرع الى الله واستخيره
ماذا افعل ياربى ، فانا فى حيرة من امرى هل
اتزوج تلك الفتاة والايام كفيله ان
احبها واكن لها الاحاسيس الصادقة ودفء المشاعر ؟
وفى النهاية اتخذت قرارى باننى غير مستريح لهذا
الامر ، وصارت المشكله الحقيقية كيف
اخبرها بذلك ؟ وماذا سوف تكون حجتى !!!
وانا لا اريد ان اكسر قلبها ، فهى لاذنب لها ،
وانا الذى غير مؤهل حاليا لهذه
الخطوة ولاتخاذ هذا القرار !! ؟
سالنى صاحبى ماذا نويت فاعتذرت له
قائلا ، هى انسانه رائعه ويتمناها اى رجل واى شاب
لكننى لا اشعر تجاهها باية مشاعر،
واتمنى لها التوفيق والسعادة مع انسان آخر افضل منى
!!! فانزعج صاحبى واستاذن وقال انه سوف
يخبر زوجته ، وتقوم بدورها باخبار زميلتها ،
لكنها ستكون فى موقف صعب لا تحسد عليه ،
وأخذت أتحدث الى نفسى واتمتـم وأقول أين أنت يا وجه القمـــر ؟.
وجــــــــــــه القمــــــــــــــــر
&&&&&&&
ومضيت ابحث عنك فى الطريق
بين الغريب والعجيب من البشر
لا اجد من يؤنس وحدتى ولا صديق
واخذت انادى عليك ياوجــه القمر
**********
وارسل الاهات والكلمات تعلوها بريق
واكتب حروف اسمك على اوراق الشجر
واطلق العبرات والزفرات وادق على الباب العتيق
لعل هناك من يفتح اويرد على او يجيب ؟
**********
ومضت ايام عمرى ساعة بعد شهر بعد عام ...
ولا زلت افتش عنك فى كل الدروب
ونظرة عينيك صرت منها انا غريق
واحلم براحة يديك فى يدى تذوب
**********
واخذت ابحث عنك فى شمس الغروب
ومع تنسم الصبح فى وقت الشروق
واحدث الطير واناجى الحجر
هل راى احدكم محبوبتى وجه القمر ! ؟
**********
فقالت الطرقات لى .. ارض بالقدر
وهمست فى اذنى تصبرنى وقالت لاتنتظر
فالعمر يمضى بعيدا وقد طال بك السفر
فقلت انا مشتاق وبى لوعة فهل يجمعنا القدر
**********
يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق
الفيلســـــوف الشــــاعرمجــدى عيســـى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق