4.مذكرات قيس وليلى ـ قيس وليلى يظللهما طائر الحب

يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق

4 . قيــس وليــلى يظللهما طائر الحب

فى اليوم التالى كنت مشتاقا لرؤيتها اكثر من كل مرة ، انتظرت قدومها لكنها تاخرت ،

فاخذت الظنون تتلاعب بى ، وحدثتنى نفسى ان اخيها رآنا وقام بالاعتداء عليها ومنعها من

الذهاب الى العمل !!! فشعرت بالخوف عليها ، ماذا افعل  ؟ حتى اننى نسيت ان أأخذ رقم

تليفونها !!؟

لكن مالبثت ان جاءت وطلع البدر فى سماءى ،وغردت البلابل على اغصانى ، وأخذ طائر

الحب ينشر جناحيه فى الفضاء حتى أظلنا وكل المحبين وغمرنا بعطفه وشملنا بحنانه ،

جاءت وقد تفتحت الورود على وجنتيها ، فصارت حمراء بلون الورد الاحمر البلدى .

 ، وجدت ان الشمس أشرقت من ثناياها ، عندما فتحت فمها  وسلمت على ، كان صوتها

مختلفا هذه المرة فقد كلمتنى باسمى ، ولم تبدأ باستاذ ... كما العادة مع بقية الزملاء ،

وتسالت لماذ تاخرت ؟ فاجابت انها لم تتأخر ، لكننى انا الذى حضرت الى العمل مبكرا !؟

مضت الايام والاسابيع سريعة وجميلة ، وفى يوم اجازتنا من كل اسبوع نلتقى ونتقابل فى

نفس المكان ونفس الميعاد ، الى ان اخبرتنى ذات اسبوع انها لن تحضر . . . . !!؟

فانزعجت كثيرا ما الذى حدث حتى ترفض الخروج معى ؟ فاجابت ان عمتها قد قدمت من

البلد ، وستمكث عندهم عدة ايام ، ومن الصعب ان تتحجج وتركها ، فشعرت بالضيق قد ملأ

نفسى ، والمرارة غصت حلقى ، فقالت لى نحن كل يوم نرى بعضنا فى العمل ، وما الضرر

من لقاء واحد فقط لا نتقابل فيه ، فقلت مبتسما ولو عمتك اعجبتها المكوث عندكم ماذا افعل

؟ فضحكت وقالت لا انها لا تمكث عندنا اكثر من اسبوع فقط .

مر هذا الاسبوع على وانا اشعر اننى مثل النبات العطشان الى الماء ، مثل العصفور المبتل

جناحيه بالماء ويتوق الى الشمس لتدفىء اوصاله ، مثل البلبــــل الذى كان يغرد لمحبوبته

وفقدها وفقد معها الرغبة فى الحياة .

ثلاثة اشهر كانت من اجمل ايام العمر حتى جاء ذلك اليوم الذى لن انساه ابدا ، لانه غير

مجرى حياتى ، وجعلنى اشعر ان الحياة تكتظ بالمنغصات ولا تخلو من الكدر والمشكلات ،

فقد اتت ذات يوم ليلاى على غير عادتها ، فقد وجدت ان السراج الذى يشع من وجهها قد

انطفات جذوته ، وكسى الحزن ملا محها الرقيقة الهادئة ، فلم استرح حتى هدأ الجو

وسالتها مالذى حدث هل اسرتك بخير ، فقالت نعم ، هل انت بخير ، فقالت نعم ، اخبرينى

ماذا حدث ، فسكتت ولم تفتح فمها وارادت ان تنصرف قائلة لا شىء .....!؟

استوقفتها وقلت لها بالله عليك اخبرينى ماذا حدث ، فسكتت برهة ، ثم قالت لقد تقدم

لخطبتى امس شاب يريد الزواج منى ، فنزل كلامها على نفسى كالصاعقة ، وتجمدت انا

ايضا من هول الخبر ، وقلت فى نفسى هذا مالم اعمل حسابا له .

فسالتها حدثينى عنه كيف رآك ومتى تعرف عليك ، ليتقدم ويخطبك ، فقالت انه صديق اخى

الاكبر ، وقد رآنى عدة مرات واعجب بى ، لا سيما انه صديق مقرب لاخى ، فعرض عليه ان

يتقدم لخطبتى ، فاخبره اخى انه سيأخذ رايى ثم يرد عليه .

فبدات اتنفس قليلا بعد ان كدت اقع على الارض من دوار المفاجاة ، وقلت لها وانت ما رايك

؟ فاجابت رفضت على الفور بدون ان ابدى اسبابا وجيهة مما جعل اخى يشك ويقول هل

هناك احدا فى حياتك ، لذا رفضت صديقى هذا ، فاجبته بلا احد ولكننى لا افكر فى الزواج

الان .

فسالتها وماذا كان رد اخيك ؟ فقالت اخذ يشرح لى الا اتعجل فهذاالشاب لديه شقه وهى

مشكله كبيره عند معظم الشباب ، كما انه يعمل منذ سنوات وقد ادخر مبلغا من المال ،

ووالديه سوف يساعدونه ايضا ، بالاضافة انه على خلق كريم ، واخى يعرف والديه واخوته

جيدا، ثم قال لى اخى اعطى نفسك الوقت للتفكير ، ولا تتعجلى بالراى الان !!!وانا لا اعرف

ماذا افعل ؟

شعرت ان الارض تدور حولى واكاد اقع مغشيا على ، لكننى تماسكت وقلت لها لابد ان

تصرى على الرفض ، وسوف احاول ان اتصرف او اجد حلا لهذه المشكلة .

عدت الى البيت وانا شارد الذهن ، مشتت الافكار ، ريقى قد جف واشعر بالمرارة ، ولا  اجد

رغبة فى الطعام او الحديث مع اخوتى او اى انسان ، ذهبت الى سريرى واردت ان اهرب

الى النوم ، لكن كيف ؟ وانى لى ان اذوق طعم الراحة ، فقد جاءنى هادم اللذات ومفرق

الجماعات والاحبه ذلك الشاب ، الذى لا عيب فيه ولا ينقصه شىء .

نظرت الى نفسى وسالتها ، بتعجب من انت ؟ وماذا عندك ؟ هل لديك شقة ؟ هل تعمل

وراتبك يكفيك ان تعول زوجة وتصبح مسؤلا عن اسرة ، اهلك ووالديك ينتظرون منك ان

تساعدهم ، لا ان تطلب منهم المساعدة ، وحتى لو طلبت المساعدة فمن اين !!؟

تساؤلات كثيرة ، جعلتنى اصطدم بارض الواقع المرير، وجعلتنى ايضا افيق من الحلم الوردى

الذى صحوت منه على هذاالخبرالمشؤوم ، شعرت بالدونيه واننى غثاء ، شىء مثل الريشة ! أو كائن لا وزن له ولا حجم له ، ماذا افعل ياربى اهدينى الى سواء السبيل ، فانت الملجأ وانت المستعان . وشعرت اننى مبعثر مثل حبات العقد وقد انفرطت حباته .

وتبعــثرت حبــات النجــوم

&&&&&&&&&&&&&&

رفعــت يدى الى الســماء أدعــو ربــى

 بعدما قلبــى أنفطــر

فنظــرت الى النجــوم وقد تبعــثرت حباتها

 مثـل حبـات المطــر

وتاهـــت فـــى الســماء بعد تفـــــرق

 الاصحـاب وأنفـض الســمر

  *****  *****  *****

وتلفــح البدر وشــاحا أسودا ، وبكـــى

 فصار بقــايا حلم ينتحـــر

وكانت المحـبين ترتــوى الحــب رحيقــا

 صــافيا فى ضوء القمـــر

فضـاعت الكلمـات منا وهوت فى قـاع بئر

 عمـيق ليس له مفـــــر

  *****  *****  *****

وصـادفنا بسـاتين خلــت من احبــاءنا

 فكانت كأعجــاز نخـل منقعــر

ووجدنا مأقينــا تذرف الدمــــع شــلالا

 كمــاء ســيل منهمــــــر

فنادينا عليهـم بصـوت مرتفـع فضـاعت

 ألاصــدء وأنشــق الحجــر

  *****  *****  *****

انا قتـلنا الحـــــب بأفعــــالنا ثم تباكينـــا

وقلنـــا قضــــاءا وقـــــدر

وطـارت العصافير بعيدا وجـاءت مكانهـا البوم

 تنعــق فوق الشــجر

فأليت على نفسـى أن أفتـش عنه وأضمـه

 الى صـدرى مهما طال السـفر

نتعرف على البقية فى المرة القادمة ان شاء الله

يومــــــــــيات عاشـــــــــــــــق

الفيلســـــوف الشــــاعرمجــدى عيســـى