12 . صديقـــــــــتى ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&
كانت فرح تعمل بالحسابات فى أحدى الشركات وكانت تعمل معها صديقتها المقربة سارة والتى كانت لا تخفى عليها أى سر من اسرارها ، فهى تعتبرها أختها التى لم تلدها امها ، وأيضا كانت ساره تبادلها نفس الشعور ، لذا كانت تتقابل معها فى العمل وبعد العمل عدا يوم الجمعة الذى تقضيه فرح مع عائلتها ولا تخرج فيه الا نادرا .
كانت فرح تتحدث مع صديقتها بالساعات بعد العمل وتنتظر الصباح حتى تقابلها وتثرثر معها فى العمل عندما تسنح الظروف ، وكان يعمل معهما بالمكتب زميلهما سامح وهو شاب نشيط فى مقتبل العمر ، وهو جذاب ومهذب ورقيق فى تعاملاته ايضا .
لاحظت فرح انها منجذبة اليه ولكنها كعادتها تريثت فهى لاتحب ان تتسرع فى اى علاقة ، ولكن بعد فترة تأكدت من حقيقة مشاعرها نحوه ، وصارت تفكر به خاصة عندما تخلو مع نفسها فى المساء ، حتى انها بدأت تنشغل بالتفكير فيه عن الاتصال باعز صديقة لها ، وكانت سارة تتذمر منها وتقول لها انت صرت مشغولة عنى هذه الايام أكيد هناك سر فماهو ذاك السر الذى تخفيه عنى ؟
عندما كانت فرح تفكر فى سامح وياتى طيفه تسرح طويلا وتتخيل انها فى عالم آخر فى جزيرة بعيدة وانهما يجلسان معا على شجرة الجوز المائله ويشاهدان غروب الشمس على صفحة الماء ، وتتابع الامواج وهى تقبل الشاطىء فى رقة وهدوء ، أو تتخيل انهما معا يمسك بيدها ويحوطها بذراعه فوق ظهرها وكتفها ، ويتمشيان فى حديقة غناء تتشابك أغصانها وتصنع الشمس ثقوبا كثيرة بين الاغصان والاوراق كى تنفذ اليهما وتشدو بها البلابل ، او انهما يحلقان فى السماء ويطيران معا بدون أجنحة ويتوسدان السحاب ويلتحفان بالنجوم ، ويحكى لهما القمر الحكايات وقصص المحبين .
لكن سامح لم يظهر لفرح أنجذابه لها ، وحتى لعله لا يبادلها الحب أو لا يشعر بحبها أصلا !؟ فماذا تفعل فرح ، فشعرت بالحيرة والقلق والتوتر رغم انها لم تبوح لاعز صديقة لها بذلك السر حتى الان الا انها قررت ان تأخذ رايها حتى تساعدها فى حل هذه المشكلة التى تؤرقها ولا تجد لها حلا ، وبالفعل تكلمت مع سارة واخبرتها انها تريد ان تقابلها بعد العمل كى تخبرها بامر هام فوافقت سارة وقالت لها انا ايضا لى عندك مفاجأة ولكن لن اخبرك بها الا حينما نتقابل .
كانت كل منهما على أحر من الجمر لتعرف ماهو الخبر الذى تسره كل منهما وتريد ان تمر الساعات سريعا حتى يتقابلان ، وبالفعل عندما تلاقيا وتقابلا كانت كل منهما يأكل كبديها اللهفة والافكار والشوق لمعرفة ماذا سوف تسر الاخرى لها ، فقالت ساره لفرح ما الخبر ؟ فردت عليها أخبرينى أنت فى البداية ، وعندما اصرت ساره اصرت فرح بدورها هى الاخرى فكان لابد على سارة ان تبوح بما لديها أولا .
قالت سارة اليوم ونحن فى العمل حدث شىء لم أكن أتوقعه فقد جاء زميلنا سامح نحوى وبعدما سلم على قال أنه يود أخبارى بشىء ضرورى !! فقلت له تفضل خيرا ، فقال لى أنه يريد أن يتقدم لخطبتى هو وأسرته ويريد أن يعرف رايى أولا ، وحقيقة أنا لم أكن أتوقع طلبه هذا ، الا أنه شاب جذاب ومؤدب وعلى خلق ، فماهو رايك يا أعز صديقة لى ؟ ففتحت فرح فمها من الصدمة وغارت الكلمات فى بئر الاحزان ، وشعرت انها دفنت فى قرار بعيد وقالت : حقا انه شاب تتمناه آية فتاه .
تمــــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق