الجمعة، 22 نوفمبر 2013

16 . الجــزار والغريب ـ قصة قصيرة





16 . الجــزار والغريب ـ قصة قصيرة
كلمـــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&


كان الحاج عبد الله يعمل فى مهنة الجزارة وكان رجلا طيبا كريما شهما ، لذا كان أهل البلدة يحبونه كثيرا بسبب كرمه الزائد ، وكان اذا حل ضيف غريب بالبلدة دلوة على دار الحاج عبد الله ، فكان يستقبله بالمودة والترحيب ، والكرم وحسن الضيافة .

كان الحاج عبدالله اذا اراد ان ياكل طعام الغداء يطلب من زوجته ان تضع الطعام على باب الدار ولا ياكل منه وينتظر حتى يمر عليه احد الجيران او المعارف او الذين يعملون بالاجرة وهم من خارج البلدة يطلب منهم ان يشاركوه الطعام ويحلف عليهم اغلظ الايمان فيجلسون يتغدون معه ثم يشربون الشاى وينصرفون فى امان الله وكذا عندما يريد تناول طعام العشاء نفس الامر يضع الطعام ويجلس ينتظر حتى يمر عليه احد يشاركه الطعام .

كان زملاءه فى نفس المهنة أحوالهم رائجة فمنهم من عنده اموالا كثيرة ومنهم من يشترى بيوتا ودورا ومنهم من يشترى ارضا ويؤجرها ومنهم من يتزوج الثانية والثالثة والرابعة ، اما هو فكان رقيق الحال كل مافى يده ليس له وانما يخرجه لله وينفقه فى مساعدة الناس وعلى اليتامى والمحتاجين ، حتى جاء يوم ودخل غريب البلد واخذ يسال عن احد يضيفه الليلة فدلوه على منزل الحاج عبد الله  .

رحب الحاج عبد الله بالضيف الغريب وساله عن اسمه فقال له اسمى رجب وقد حضرت الى هنا كى أعزى احد المعارف ودخل الليل ولا يوجد مواصلات أعود بها ولا اعرف اين ابيت ؟ فاستقبله بالبشر والترحاب وتناولا معا العشاء ، ثم امر زوجته بتجهيز مكان المبيت للغريب ، وقال له البيت بيتك ، وانا سوف اصلى الفجر واخرج الى السوق مبكرا وانت حينما تصحو ستجد الافطار فوق الطاولة .

فى اليوم التالى استيقظ الغريب ولم يجد صاحب الدار وانما وجدا الافطار بجواره فأفطر ثم اراد ان ينصرف ولكن حدثته نفسه ان يسرق شيئا من البيت !!!؟ وقال فى نفسه ــ  هذا الرجل طيب وعلى نياته ــ فبحث فى المكان فوجد صندوق بزاوية الغرفة ، فتوجه اليه وفتحه فلم يجد فيه سوى جلباب جديد كان يدخرة الحاج عبدالله للمناسبات المختلفة فأخذه وانصرف .

لم يكن مع الغريب شيىء يضع فيه الجلباب فبرمه وحاول أن يخفيه فى يده ، وعند ناصية الطريق رآه احد الجيران وشعر ان الغريب يمشى وهو يتلفت بصورة غير طبيعيه فامسكه وقال له ماهذا الذى فى يدك ؟ فتلعثم الغريب وقال لاشىء هذا جلباب لى فأخذه الرجل وتفحصه ثم قال له انما انت سارق فهذا جلباب الحاج عبد الله وكلنا نعرفه جيدا وانت سرقته من داره فقال بل هو اعطانى اياه .

لم يصدق الجار مقولة الغريب واخذ يوبخه قائلا هل هذا جزاء الامانة والضيافة والكرم الذى اولاك به صاحب الدار ولم يفلته حتى حضر الحاج عبد الله من السوق واخبره انه امسك بالغريب وهو يحاول ان يهرب ومعه جلبابه ولما امسك به ادعى انك اعطيته اياه ، فلم نصدقة ومنعناه من الذهاب حتى تحضر وتتصرف معه ، فنظر الى الغريب نظرة حسرة فهل هذا جزاء الاحسان ثم قال لجاره نعم لقد أعطيته اياه ، فلماذا تمسكون به وتمنعونه من الذهاب لحال سبيله ، فلم يصدق الغريب و انكب على يده يريد ان يقبلها ويشكره على صنيعه ومعروفه الذى لن ينساه ابدا ، وندم على فعله الذى سول له الشيطان أن يقوم به .

تمــــــــــت

ليست هناك تعليقات:

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر &&&&&&&&&&&&&a...