5 . نبضـــات قلـــــــب ـ قصة قصيرة
كلمــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
أخذا ينظرا معا اليه من خلف الزجاج وكادت أنفاسهما تتوقف وهما ينظران اليه وهو ممدد لاحراك فيه ، راقد على السرير ومثبت فى أطرافه الانابيب التى توصل المحاليل المغذية الى الشريايين وبجانبه الممرضة تفعل ما فى وسعها وتبذل جهدها للاهتمام بابنهما .
عندما خرجت الممرضة من تلك الغرفة الزجاجية وهى ترتدى القفازات والملابس الخاصة بالمشفى وتغطى راسها ، وتضع كيسا من البلاستيك المعقم فى قدميها ، سألها الابوين فى لهفة عن حالتة أبنهما صمتت قليلا ثم قالت والحزن ظاهر على تقاسيم وجهها الملائكى ، ربنا كريم وقادر على كل شىء .
كان عبد الرحمن وليدهما الاول الذى انتظرا قدومه بعد خمس سنوات من الزواج والذى لم يمض على مولده سوى سبعة ايام امضى ستة منها فى تلك الغرفة الزجاجيه المعقمة والتى بها اكبر قدر من الرعاية المركزة ولكن الاطباء تصف حالته انه يحتاج الى معجزة فحالته متأخرة ولكن الامل فى الله دائما موجود .
كان الاب والام يتمنيان لو يستطيعان ان يلمسانه بيديهما او حتى ينظران اليه ليس من خلف ذلك الزجاج الغليظ البارد الذى يحول بينهما وبين قرة عينيهما ، كانا يتمنيان لو مسحا على رأسه الصغير وشعره الاسود الناعم وأن يحتضنانه ويحوطانه داخل القلب ولكن قدر الله وقضاءه حال دون ذلك .
عاد الزوج من عمله وبدل ملابسه سريعا كى يأخذ زوجته ويذهبا للمشفى كعادتهما كل يوم ولكنه وجد زوجته تجلس على الاريكة فى سكون كالعادة ولكنها غير مستعدة للخروج فظن فى بداية الامر انها متعبه ولن تذهب معه اليوم ولكنه وجد الدموع تسح على خدها فى هدوء فجلس بجوارها ومسح تلك الدموع الدافئة راحة يديه .
لم تتحدث بل كان الصمت والدموع يتواصلان فأخذ يصبرها ويقول لها هذا ابتلاء من الله والصبر عاقبته خير ، وان الله يبتلى عبده ليطهره من الذنوب ويرفع له الدرجات ، وينظر هل يصبر ام يجزع من قضاء الله ، فتكلمت بعد طول صمت وقالت لله ما أعطى ولله ما أخذ ، ان الطبيب اتصل ليبلغنا ان وليدنا نبضات قلبه الصغير قد توقفت وأسترده الله وصار عنده فى مستقر رحمته .
تمـــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق