السبت، 9 نوفمبر 2013

8 . السيارة السوداء ـ قصة قصيرة




8 . السيارة السوداء ـ قصة قصيرة
كلمــــات الفيلســـــــــوف الشـــــاعر
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

كانت تمسك رشاش الماء بيدها وتسقى الزهور وهى تستمع الى تلك الاغنية التى تحبها لفيروز ذاك الصوت الجبلى الرائع ، ثم تتحسس الورود برقة بأناملها وهى ترتبها وتصنع باقة ورد جميلة ، فقد كانت ندى تعمل فى محل الازهار ومعها صديقتها ساره باحدى الاحياء الراقية بالمدينة .

رغم صغر المحل الا انها كانت تنظم المكان وتستغل كل زاوية فيه وتنسق الزهور كانه معرض للجمال الذى يسبح بقدرة الله سبحانه وابداعه فى كل شىء فتلك الورود لها الوان مختلفة وعطر مختلف واحجام مختلفة وشكل اوراقها متباينه رغم انها جميعا تسقى بماء واحد وتنبت فى أرض واحدة .

وقفت سيارة سواداء امام المحل ونزل منها شاب انيق ثم تحرك تجاه ندى وهى ترتب الازهار بالفازة بعناية وتتخير الالوان المناسبة وتمسك فى يدها مقص صغير تشذب به الشوك من ساق الورود ، وبينما هى منهمكة فى عملها اذا بذاك الشاب يتأمل تنسيقها لتلك الورود ، وعندما التفتت بالمصادفة تفاجأت به فدخلت شوكة فى راحة يدها فتألمت بصمت .

اعتذر لها بأدب ورقة وقال لها آسف لم أقصد أخافتك ، فأرجو المعذرة ، وهل تسمحين ان أشترى تلك الباقة ، ام تخص زبون آخر ، فقالت على الفور ، لا من مشكلة سوف اوضب غيرها لذلك الزبون ، فهل راقت لك تلك الصحبة فقال نعم فقد تناغمت الازهار مع بعضها كأنها عرس ربيعى يعلن قدوم البهجة والفرح .

دفع ثمنها وزيادة ثم أنصرف فى سيارته الفارهة الحديثة وعادت الرتابة مرة اخرى والحديث الذى لا ينتهى ب ندى وصديقتها ، عن فتى الاحلام ، ثم قالت لها اليس جميلا ان يتقدم مثل هذا الشاب لاحدانا ويتزوجها وتعيش معه وتتمتع بالرفاهية والمستوى الاجتماعى الراقى ويشترى لها اغلى الثياب ، وتركب احدث السيارات وتتفسح فى ارقى الاماكن ؟

قالت ندى لصديقتها لاتطيلى الاحلام حتى تصحين وتقعين على أرض الواقع المرير  ، فمن الذى يفكر فى الزواج ببائعة ازهار حتى لو كانت جميلة وعلى خلق لن يفكر الا بالزواج من فتاه فى نفس مستواه ، فقالت ساره حتى الاحلام ممنوعة علينا !؟ ولكن كان من المعتاد لتلك السيارة وهذا الشاب ان يقف كل عدة ايام ويسال عن ندى ويطلب منها ان تصنع له باقة .

فى أحدى الايام وقفت تلك السيارة السوداء ونزل ذلك الشاب وسال عن ندى وعندما سالته عن طلبة ، أجاب فى ثبات أطلب يدك وأريدك أن تكونى زوجة لى  فبهتت وشعرت أنه حلم وليست حقيقة وكانت صديقتها تسترق السمع ، فغمرتها الفرحة لان أحداهن أخيرا سوف تتمتع بالحياة وزينتها ، الا انه أتبع كلامه قائلا : ولكن سوف تكونى زوجة ثانية لى !؟ وعلى أن يكون الزواج سرا من أجل مكانتى الاجتماعية ؟ فأنت طبعا تعرفين الظروف ، صمتت قليلا ثم أجابته قائلة أعتذر لك فأنا مخطوبة ، ففتحت صديقتها فاها على كذبها عليه وعلى رفضها تلك الفرصة النادرة .


تمـــــــت

ليست هناك تعليقات:

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر &&&&&&&&&&&&&a...