27 . يابركة دعاء
الوالدين
كان
محمود يحب والديه كثيرا ، ويدعو لهما بطول العمر والجنة ، وكان يحب ان ينصت
لوالديه ويستمع لنصائحهم الغالية على الدوام ، وكان والديه يمنون ان يعطونه عمرهم
فوق عمره ، فقد كان تقيا يخاف الله ورعا طيبا حنونا هادئا حكيما ، وكانت تلك الصفة
الاخيرة يصفه بها معظم من يخالطونه من الاصدقاء والاقارب والجيران وكان هو سعيدا
بها .
كانت
الحياة لاتخلو من ابدا من المشكلات التى تنغص المرء وتكدر صفوه ، فقد كان يعمل فى
التجاره وهى فن التعامل مع الاخرين ، وتحوى الكثير من الغش والكذب والخداع لكنه
كان يعامل الناس بالحسنى فكان يربح القليل لكن الله يبارك فى هذا القليل .
فى
احدى الايام كان يزور والديه وكانا يتكلمان عن قريب سوف يذهب الى الحج فدمعت
عيونهما شوقا لزيارة بيت الله الحرام ورسوله الكريم ، وكان قد أدخر مبلغا من المال
لزواجه حيث انه تاخر بالزواج لانشغاله منذ صغره وعمله بالتجاره ، كان يعمل مع احد
التجار ثم استقل بنفسه وصارت له تجارته الخاصة .
عزم
محمود ان يقوم بدفع كل ما ادخره لسفر والديه للحج وان يؤجل زواجه ، فرفض والديه
تلك الفكرة ثم مالبث ان اقنعهما بذلك وان العمر طويل امامه ليتزوج ، وبالفعل جهزا
اشياءهما وتوكلا على الله وذهبا للحج وعادا بسلامة الله .
فى
يوم من الايام عرض عليه تاجر وصديق له مشروع تجارى سوف يكون عائده المادى كبير جدا
يكاد يصل الى خمسون بالمائه ، ففكر ولكنه لايجد السيولة الازمة كى يدخل شريكا فى
هذه الصفقة ، وحاول بكل الطرق ان يتصرف لان هذه فرصة لاتعوض لكن محاولاته باءت
بالفشل فأعتذر وقال قدر الله وماشاء فعل .
كان
محمود يملك ارضا زراعيه قد اشتراها من فترة ويؤجرها للزراعة كل عام ، حتى وجد
الاتصالات تنهال عليه من البلد تريد شراء تلك الارض باى ثمن يحدده ، فتعجب ، ولما
سال عن الاخبار قالوا له ان الارض التى تملكها قد دخلت كردون المبانى وصار ثمنها
باهظا ، فحمد الله انه سوف يتاجر مع صديقه فى تلك الصفقة ولم يتعجب وقال هذا بفضل
رضاء والدى عنى ودعواتهما لى ، وكان يردد دوما يابركة دعاء الوالدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق