30
. الزوج الصـــــــــــــالح
كانت
توها قد انتهت من تعليمها المتوسط وكانت جميلة فمالبثت ان تقدم لها شاب ليتزوجها ،
فوافقت الاسرة وتم الزواج ، ثم مرت الاعوام الخمسة الاولى وقد رزقها الله منه بنتا
وولدا فى غاية الروعة والجمال ، وهى تحمد الله على نعمته وعافيته وستره عليها.
تغيرت
الامور بعد وفاة زوجها فجاة بدون سبب فالموت لا يعرف الاسباب ،فاصبحت اسرتها
يساعدونها ماديا لان ابو اولادها ليس له معاش ، ففكرت ثم قررت ان تبحث عن عمل حتى
تنفق على اولادها وتربيهم فوالديها لن يظلا ينفقان عليها حتى الابد ، واخيها الاكبر
كان يمر عليهم كل فترة يرعى شؤونهم ويهتم لامورهم .
وجدت
اعلانا بالجريده عن حاجة مستشفى لممرضات بعد اجتياز الدورة التدريبية التى تعدها
المستشفى ، ففرحت وتهللت ثم تقدمت لتلك الدورة ونجحت بها نجاحا باهرا لانها تحتاج
الى ذلك العمل ، حتى تعول اولادها ، ثم ما لبثت ان تم تعينها بالمستشفى فترة
تدريبيه لمدة ستة اشهر ، ثم بعد ذلك يتم تثبيتها بالعمل .
مرت
الايام والسنوات سريعا فقد كانت نشيطة تحب عملها ويحبها مرؤسيها بالعمل وزملاءها
ايضا ، وحتى المرضى كانوا لايريدون ان يشرف على حالتهم الا هى ، فكانت عند حسن ظن
الجميع وكانت سعيدة بتوفيقها فى عملها وحياتها .
فى
يوم من الايام تحدثت اليها زميلة بالعمل
وسالتها الا تفكرين بالزواج والارتباط فاجابت لا ، لانها تريد ان تربى
اولادها احسن تربية ، ولا تحتاج الى من يعيلها او ينفق على اولادها ، فتعجبت كيف
تعيش المراة بدون رجل فى حياتها لكنها آثرت ان تعيش على ذكرى زوجها الراحل ولا
تاتى لهم بزوج ام .
مع
مرور الايام شعرت بحاجتها الى رجل فتلك تتحدث عن زوجها وتقول لقد خرجت وزوجى امس
وتفسحنا فى المكان الفلانى ، واخرى تقول ذهبت وزوجى لزيارة والدى ، وهاهى الاخرى
تقول لقد احضر لى زوجى هدية بمناسبة كذا ، وكانت قد انتبهت انها تعيش وحيدة
والوحدة تمزقها اشلاء فبعد نوم الاولاد ، تظل هى فى فراشها تتقلب وتفكر فى حياتها
وما فرضته الظروف عليها ثم تدمع عيناها وتنتحب بالبكاء.
حتى
كان ذلك اليوم الذى تقدم لها قريب لهم يطلب الزواج منها فاخبروه اهلها انهم
سياخذون رايها ويقومون بالرد عليه ، رغم علمهم انها ترفض الزواج لكنها فاجاتهم
بموافقتها لانه كان شابا محترما يخاف الله وقالت انه خير ما تأمن المرأة على نفسها
الزوج الصالح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق