40
. وصيـــــــــة والدى
كان
ابو الدهب من رجال الاعمال والذين لديهم شركات واموال كثيرة وكان قد رزقه الله
احمد وثلاث بنات ، فخاف رجل الاعمال ان يرث امواله من بعده ازواج البنات وان بناته
تنساق وراء ازواجهن دائما فقرر ان يكتب شركاته وامواله لابنه احمد على ان يعطيهم
اخيه حقهم بعد ذلك دون ان يتحكم ازوجهن فى ذلك المال.
توفى
الاب وبعد ذلك تم قراءة الوصية وعلمت البنات وازواجهن بالخبر الذى كان كالصاعقة ،
وفوجىء الابن ايضا لان ابيه لم تسنح له الفرصه كى يوضح له سبب تلك الوصية لمرض
مباغت فاجأه واودى بحياته، ولم تعرف الام لم فعل زوجها وكتب تلك الوصية فصارت
حائرة بين اولادها الاربعة ، والذى بدا الخلاف والتوتر ينشا بينهم والمشاحنات بل
والعراكات احيانا.
قرر
الابن ان يوزع تركة اخواته عليهن غير عابىء بوصية والده الا ان المحامى قال له
بهذا سوف تخالف وصية ابيك ولن يكون راضيا عنك يوم القيامة ، وحاول بكل جهد طمأنت
اخوته انه لن يخذلهم فى اى شىء يحتاجونه وانه لم يكن يعلم بتلك الوصية ، فيردون
عليه اذا اعطنا حقنا فى ميراث ابينا.
كان
ازواج اخواته البنات دائما يثرن المشاكل حتى صارت الشركات فى حالة يرثى لها من
الضياع والتخبط والاهمال ، وبدا المستثمرون ينفروا من التعامل معهم بسبب عدم جدية
التعامل وسؤء المنتج والتاخر فى مواعيد تسليم الطلبيات من ناحية اخرى.
كانت
اخواته البنات قد سلمن امرهن لله وقرروا الامتثال لوصية ابيهم حتى لايخسروا اخيهم
وتقربا الى الله لدوام صلة الرحم ، راضيين وهم مكرهين بوصية ابيهم ،رغم انهم
يتالمون فى قرارة انفسهم فالحياء شعبة من الايمان، حتى جاء يوم من الايام مرض اخيهم بسبب كثرة الاعباء والضغوط عليه ، فوجد
اخوته وقد سارعن بالوقوف بجانبه يحطنه بالرعاية والحب والاهتمام والعناية رغم حجبه
حقهم عنهم بسبب وصية والدهم .
وبعد
ان مرت تلك العثرة الصحية قرر ان يفاجاء الجميع بانه نوى ان يعطى اخواته البنات
عطيه هبة منه تعدل حقهم الشرعى حتى تتوازن الكفة ، وينتهى عمل الشيطان ووسوسته لهم
، وعادت الفرحه الى القلوب ، والبسمة الصافيه من جديد الى الشفاه وقال فى نفسه ان
الله قد اختبره بذلك المرض حتى يرجع الى اخواته حقوقهن المسلوبه ، وعرض عليهن
الذهاب معه الى بيت الله الحرام تعويضا لهم فمن يرحم الناس يرحمه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق