الأحد، 30 أبريل 2017

29.الطلقـــــة الثالثـــة ــ قصة قصيرة







29.الطلقـــــة الثالثـــة

كانت سعاد تعيش مع اخيها الاكبر بعد وفاة والديها فهى الابنة الصغرى ، وكان اخيها يعمل موظفا فى احدى الشركات وكانت زوجته تعتبر اخته الصغيرة ابنة لها لانها لم يكن الفارق بينها وبين اولادها فى العمر كبير ، فكانت تحبها وتعطف عليها وكان اولادها لايعتبرونها عمتهم بل اختهم الكبرى فكانوا يستشيرونها وياخذون برايها ويلتفون حولها .

كان اخيها الاكبر يحتضنها مع اولاده حتى جاء ذلك اليوم الذى تقدم اليه زميل بالعمل يطلب الزواج من اخته سعاد وكان انسانا معروف بالطيبة وحسن الخلق فوافق على الفور ورحب بهذه الخطبة وتم الزواج سريعا حيث كان زميله يعمل بالتجارة ايضا وظروفه المادية ميسره .

كانت سعاد قد حرمت من عطف امها وابيها منذ الصغر فقد توفيا وهى فى الثالثة من عمرها ، وبعد الزواج بدأت تظهر على السطح فقاعات من المشاكل بينها وبين زوجها مثل بقية البيوت وكل المتزوجين ، لكنها كانت تمر بسلام بعد تدخل اخيها الاكبر خاصة انه زميل لزوجها  .

ففى احدى المرات طلقت ثم عادت ثم طلقت مرة ثانية ثم عادت للبيت حتى تربى اولادها وينشؤا الاولاد مستقرين نفسيا ، وكان اخوها لايعرف كيف يتصرف ، وبالاحرى لايعرف من المخطىء منهما !؟ فكلها اشياء صغيره لكنها تتحول فى النهاية الى كابوس مرعب يهدد بالانفجار وتشتت الاسره.

استمر الحال هكذا لخمس اعوام ثم مالبثت بعد حدوث مشكله واستشاط الزوجين غضبا بسبب امر بسيط لكنه تعقد وصار مثل الجمل ، واخذ كل منهما يسب الاخر ويتبادلا التهم بالاهمال والاسراف حتى تطلقت الطلقة الثالثة .

طفقا ينظر كل منهما الى الاخر فى ندم ولكن لاينفع الندم فقد كانت الطلقة الثالثة والاخيرة ، فرجعت الى بيت اخيها وهى لاتعرف كيف وصلت الامور بينها وبين زوجها الى هذا الحد ، فظلت تؤنب نفسها انها لو صبرت على زوجها وسوء عشرته من اجل الاطفال ، فقد كان زوجها به العديد من الصفات الجيدة ، ولكنه كان عصبى المزاج شديد الغيرة .

ظلت ببيت اخيها ثلاث سنوات وحمدت الله على انها ارتاحت من المشاكل اليوميه مع ابو اولادها ، لكنها فى الحقيقة شعرت بفراغ كبير ، فبعدما كانت تقضى جل وقتها فى الاهتمام باولادها واطعامهم ودروسهم وشؤون بيتها اصبحت ، لاتفعل شيئا الا السهر امام التلفاز ليلا والاستيقاظ متاخرة لانه ليس لديها ماتفعله.

كان شهر رمضان على الابواب فدعتها اختها الكبرى ان تاتى عندها وتقضى شهر رمضان معها فوافقت ، وكانتا تذهبان لصلاة التراويح باحدى المساجد الكبيرة حتى شعرت بالسعادة والانس ، وفى ليلة سالتها احدى الجارات عن اختها فاجابت انها مطلقة وتزورها وتقضى معى بعض الايام .

حتى جاء ذلك اليوم فى اخر رمضان تفاتحها جارتها ان لها اخ زوجته مريضة ويريد الارتباط بزوجة كريمة فرشحت له اختها ، وبعد انقضاء الشهر الكريم تقابلا الطرفان وشعر كل منهما بارتياح للاخر حتى تم الزواج وكان رجلا رقيقا كريما شهما يعاملها بالخير ويحنو عليها وظلت السعادة ترفرف عليهما.

ليست هناك تعليقات:

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر

16 . أحلم أوعــــــى الحلم يضيع كلمـــــــات الفيلســـــوف الشــــاعر &&&&&&&&&&&&&a...