33
. كل شىء قسمة ونصيب
كانت
رحمه فتاه نشيطة ومهذبة تعيش فى اسره متوسطة الحال تتكون من اب وام وخمسة اولاد ،
وقد رباهم ابوهم على تحمل المسؤولية ، ومواجهة ظروف الحياة والمشاركة فى شئون
الاسرة وان يكون كل منهم له دور ايجابى وفعال فى المجتمع والبيئة المحيطة به .
ذات
يوم فاتحها شقيق صديقتها عن رغبته الملحة بالارتباط بها وبالرغم انها لاتعرفه جيدا
فقد وافقت على ان تتعرف عليه اكثر فى فترة الخطوبة ، وبعد فتره صارحتها صديقتها ان
الموضوع باء بالفشل الذريع لان والداها واسرتها رفضوا ذلك الزواج بدون ابداء
الاسباب ، ولما اصرت ان تعرف السبب ، قالت لها بسبب الفارق الاجتماعى للاسرتين ،
فكان رفضا جارحا ومهينا وتالمت له كثيرا فهى تكن الحب والمودة والاحترام للناس
كلها ولكل العالم .
مره
اخرى تقدم لخطبتها شاب فتذكرت ما حدث فى المرة السابقة ولكن والدها اقنعها انها لن
تخسر شيئا فى ان تقابله ، وبعد المقابلة الاولى تاخر الرد ثم أعتذر ولما سالوا عن
السبب قال انها ذكيه زيادة عن الازم وطموحه ومثقفه جدا وهو لا يريد فتاه فى نفس
مستوى ذكائه ، فتعجبت مره اخرى من الاسباب الخطيره والعيوب التى رفضها بسببها .
قررت
ان تعتصم بحبل الله المتين وتصبر فكل شىء قسمة ونصيب ولا يدرى المرء اين يخبىء له
الله الخير ، وفكرت ان تنمى مهاراتها فتعلمت الحياكه واخذت دورات تدريبية فى
اللغات ودورة اخرى فى كيفية التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصه والاهتمام بهم ،
وفكرت أن تبحث لها عن عمل كى تشغل نفسها ولاتفكر كثيرا فيما حدث لها من غدر بعض
الاشخاص وظلمهم وتفكيرهم الغث الاحمق .
فى
يوم من الايام تقدم لها طبيب فى اول الطريق يريد الزواج منها فقد رآها اثناء
التدريب فى المستشفى واعجب من ذكاءها ونباهتها فقالوا سنعرض عليها الامر لكنها
رفضت لانها ليست مستعدة لان تجرح كرامتها مرة اخرى ، فقال سوف انتظر فى حالة اذا
ماغيرت رايها فى اى وقت .
بعد
فترة بدأت تفكر فى الزواج من هذا الطبيب خاصة انه اصر مرة تلو الاخرى فى الارتباط
به وطلب منها ان تعطيه فرصه فقالت فى نفسها لم لا ؟ وبالفعل قابلته وتمت الخطبة
فقد كان شابا مهذبا ومحبا لها ومشابها لها فى امور كثيرة فى الطباع وطريقة التفكير
وتم الزفاف سريعا وكانت رحمه فى قمة السعادة والفرح .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق