36 . الصحة تاج لا يراه
الا المرضى
تخيل
معى انك تمتلك مال قارون ولكن تشتكى من المرض ، فالصحة تاج على رؤوس الاصحاء لا
يراه الا المرضى ، ولقد اعطانا الله من النعم الكثير والكثير ، وان تعدوا نعمة
الله لاتحصوها ولكن كثيرا من الناس
لايحمدون الله على نعمته .
كان
يونس قد نشا فى اسرة ميسورة الحال فوالده كان يعمل بالتجارة ، وكان هو بالمرحلة
الثانوية ويعمل مع والده خلال الاجازات وفترات الفراغ حتى احب عمل والده ورغم صغر
سنه اصبح ماهرا فيه ويعرف كل صغيرة وكبيرة وكافة تفاصيل سير العمل والتعامل مع
التجار .
يقول
كنت قد تعثرت فى دراستى بسبب اهتمامى بالعمل مع والدى وفكرت ان اترك الدراسة ولكن
والدى اصر ان احاول من جديد وابذل جهدى فى الاستذكار ، فوافقت لاننى لا احب ان
اعصيه وطاعته احب الامور الى قلبى ، وعندما نجحت وحصلت على الثانوية العامة واراد
ابى ان يكافئنى وطلب منى اى شىء وسوف يلبيه لى ، طلبت من الزواج من زهرة ابنة احد العاملين فى تجارة والدى .
كانت زهرة تاتى لاى ابيها احيانا تمر عليه
بالعمل تخبره شيئا او تطلب منه شىء، وكانت العلاقة بيننا قد توطدت وشعرت بانجذاب
نحوها، فوافق ابى على طلبى بشرط ان ادخل كلية التجارة انتساب واعمل معه ، لكنه سوف
يعاملنى كأى موظف فى العمل وليس كأبنه من حيث المعامله المادية والمميزات ، فوافقت
وفرحت على موافقته وتم الزواج من الفتاة التى كانت تبادلنى عاطفتى ، وكانت تساعدنى
فى دراستى بالجامعة بعد انتهاءها من الحصول على مؤهل متوسط ، كنا نعيش فى شقة
بسيطة انا وهى وبعد فترة رزقنا الله ولدا وبنتا رائعين .
فى
العام الاخير لى بالجامعه كان وزنى ينقص بشكل غريب وملحوظ وبشرتى يتغير لونها ويبهت
وفى احدى الليالى شعرت بألم شديد فى بطنى فاخذتنى زهرة وذهبت بى الى المستشفى لكن
الطبيب هناك اخبرنا بان الحاله ميؤوس منها والعلاج فقط بالخارج ويكلف كثيرا ،
فسلمت امرى الى الله غير ان ابى اصر ان اسافر لعمل العملية مهما تكلف الامر ،
وبالفعل سافرت وظللت هنا اكثر من شهر وانا امكث بين جدران المستشفى وحيد وغريب بين
الاطباء والممرضين.
عدت
الى ارض الوطن والى اهلى وزوجتى واولادى وانا سعيد ، فسبحان من يحيى العظام وهى
رميم ، لكننى بعد فترة انتكست فكان لزاما على ان اعود للخارج مرة اخرى وبالفعل
سافرت حتى تحسنت حالتى واستقرت ورجعت مرة اخرى الى بلدى واهلى ، هكذا هى الحياة
بافراحها واتراحها ، تمنح وتحرم ، وتسخو وتبخل ، وتعطى وتمنع ، فتتساوى الاقدار فى
النهاية لكنها ابدا لاتروى ظمأ احد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق