28
. الفشل ليس نهاية الطريق
تقول
توفيت والدتى بعد صراع مع المرض ، وكنت انا واخى ووالدى الذى بالمعاش فى ظروف
ماديه سيئة للغاية ، فوجدتنى انا سيدة البيت والمسؤلة عنه وانا بالمرحلة الثانوية
، وكان على ان ادبر حياتنا بمعاش ابى البسيط الذى لا يتجاوز المائة جنيه .
كنت
اذهب للمدرسة كل يوم وانا عائدة اذهب الى السوق كى اشترى الطعام ، ثم اعود لانظف
البيت واجهز الغداء ، وارتب البيت واغسل الملابس
واقوم بكل شىء حتى ياتى الليل فاجدنى قد استهلكت كل قواى والنوم قد أثقل
جفونى والتعب قد نال منى وطرا كبيرا ويظل الحال هكذا كل يوم ، وانا صابره وشاكره
وحامده لا اتذمر من قضاء الله وقدره .
كان
اخى يدرس فى مدرسة الصنايع وكان يعمل بمحل بعد الانتهاء من المدرسة يوميا ثم يرجع
البيت وهكذا دواليك ، فكنا احيانا لانجد مانقتات به سوى الخبز نضعه فى الشاى
ونأكله، واحيانا اخرى ننام بدون طعام .
كان
ابى المرض قد بدأ يتسلل الى جسده الواهن الضعيف وكان المعاش ننفق معظمه على العلاج
والدواء والاطباء ، وكان يشتكى من حساسية الصدر على الدوام .
مضت
الحياة تضربنا العواصف وتزمجر فوق رؤوسنا وغابت الشمس عن حياتنا لكن كان هناك دوما
الامل فى غد افضل وحياه جديده ، وحصل اخى على دبلوم الصنايع بعد جهد جهيد وبعد
كفاح مرير بسبب صعوبة الحياه ، وظل يعمل فى نفس المحل ، ورسبت بالمدرسة بالثانويه
اكثر من مرة حتى تركت المدرسة .
لكن
يشاء الله ان تتبدل الاحوال فقد تقدم لى شاب ملتزم يخاف الله وله بنتا صغيره تحتاج
الى الرعاية بعد وفاة امها وكان يعمل فى
احدى الدول العربية ، فوافق ابى وكذلك اخى فوافقت على بركة الله .
كان
زوجى نعم الرجل يحبنى كثيرا وقد وفقنى الله فكنت نعم الزوجه والام وكان لى نعم الزوج والحبيب والصديق ، فتذكرت قدرة الله تعالى ، وانه اذا غابت
الشمس عن حياتك يوما فسوف تشرق فى الغد ، واذا امطرت السماء صواعق فسوف فسوف تصحو
السماء ، واعلم ان مهما ضاقت بك الدنيا فعند الله منها المخرج ،وان الفشل ليس
نهاية الطريق بل بدايته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق