34 .لله ما
أعطــــــــــى ولله ما أخذ
يقولون
ان الحزن لا يفيد فهو لن يرد غائبا ولن يعيد راحلا ، لكن لا بأس منه اذا كان ذلك
فى حدود المعقول الذى يشفى الصدور ويهدىء النفوس ، فالدنيا دار ابتلاء لاشك فى ذلك
والانبياء والصالحون أكثر الناس أبتلاءا ثم الامثل فالامثل .
كان
حسن شاب فى مقتبل العمر توه قد تخرج من الجامعه وكان قد أعجب بفتاه زميلة له
بالدراسه رائعة الجمال ، وارتبط معها بعاطفة قوية صادقه فقرر ان يوثق ذاك الرباط
المقدس ويتزوجها ،لكن الامر لم يكن سهلا عليه وعليها ، فان كلا الاسرتين قد رفض
ذلك الارتباط لانه فى اول الطريق وليس معه شىء من متاع الدنيا .
اصر
كلا منهما على موقفهما فدعاه ابيها يوما حين حدثه على الهاتف وطلب مقابلته واخذا
يتبادلان الحديث فاعجب به والدها وحين قرر الانصراف قال له الاتريد ان تتعشى معنا
ومع خطيبتك ، فكان وقع تلك الكلمة كالسحر على مسامعه .
أصر
حسن على اسرته ان يوافقوا ويباركوا تلك الخطوبه فوافقوا على مضض وحين ذهبوا معه
لخطبتها وعندما دخلت خطيبته بجمالها الهادىء وبشرتها العاجيه وعيونها الملونة لم
يستطيعوا الا ان يقولوا تبارك الخلاق ، وسبحان الوهاب .
تمت
الخطوبه والزواج بعد ذلك بمساعدة كلتا الاسرتين للعروسين ، وبعد فتره رزقهما الله
بنتا مثل امها رائعة الجمال صورة طبق الاصل مع براءة الاطفال وروعتهم ، فكبرت
وكانت كل يوم تزداد محبتهم جميعا لتلك البنت اصبحت الطفله محور اهتمام الاسرتين
يرقبون ويتابعون نموها وحركاتها وافعالها وشقاوتها وبراءتها .
كان
حسن يحتم عليه عمله احيانا ان يسافر الى احدى المحافظات والمكوث بها اسبوعين او
ثلاثة كل فتره ولكنه كان ياخذ بدل سفر وبدل عمل جيد يعينه على تربية ابنتهما ،
وكان فى كل مرة يغيب عنهم اول مايرجع يسال عن ابنته ويقبلها وحتى احيانا تكون
نائمه يوقظها كى يسلم عليها ويعطيها هدية كان قد احضرها معه من اجلها .
وفى احدى المرات سافر وعندما رجع وجد زوجته على
حال غير الحاله ولما سالها عن السبب سكتت فقال هل هناك خطب ما ، هل ابنتنا مريضة ،
ثم توجه الى غرفتها فوجد الغرفة فارغة فتعجب ولما سالها قالت انها مرضت وارتفعت حرارتها كثيرا ورغم كل المحاولات
لانقاذها الا انها توفت فجاه فى اليوم السابق لعدودته وكان من المقرر ان ياتى فى
اليوم التالى ففضلت زوجته الصابره عدم ابلاغه حتى لايصاب بشىء فى سفره .
هكذا
شاءت الاقدار وحكمة الله تعالى ان يخيم الحزن على عالمهم الوردى ، والزمن وحده كفيل
ان يداوى الجراح ، فلله ما أعطى ولله ما أخذ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق