38.كالفراشة
تهفـــــــو الى الضياء
كانت
ازهار أمراة متفجرة الانوثة وكان كل من ينظر اليها لا يملك الا ان يعجب بها
وانوثتها الطاغيه وجمالها البديع ، فقد وهبها الله سبحانه وتعالى روعه فى الملامح
وابداع فى الصنع فسبحانه الوهاب ،وكان صاحبنا دائما مايراها فتثور مشاعره ويتدفق
الدم فى اوردته وشراينه ويدق قلبه بسرعه فلا يجد نفسه الا منجذبا اليها والى
جمالها الاخاذ مثل الفراش يسبح فى الضوء.
وعندما
اراد الزواج منها حذره اهله انها امراة سيئة السمعة لكنه ابى الا ان يتزوجها ، ولم
ير فيها عيبا واحدا ، فدوما المحب لايرى الا مميزات محبوبه فعين الحب لاترى العيوب
ابدا فتزوج منها رغم تحذير الجميع له وتحذير اهله منها انهم سيقاطعونه اذا تزوج
بها.
كان
فواز الابن الاكبر لابيه فلم يهتم لاهله فقطع جذوره وترك اهله واصحابه من اجل
ازهار وانتقل للعيش معها بمحافظة اخرى بسبب لقمة العيش وانقطعت اخباره عنهم
وانقطعت اخبارهم عنه ، ومالبث الا قليلا حتى تاكد من تحذير والديه من زوجته وتكشفت
الحقيقة ولكن بعد فوات الاوان فقد رزق منها بطفلة وبالرغم من ذلك كان الطلاق هو
الحل الوحيد لاصلاح ذلك الخطا الذى ارتكبه عن حماقة وجهل منه.
مضت
الايام وهو لايستطيع ان يجد البديل الذى يربى ابنته ولم يجد بدا غير ان يعيد ازهار
الى عصمته مرة اخرى بعد الحاحها وانها سوف تتغير وسوف تحافظ على بيتها وسمعة زوجها
وانها خير من يربى أبنتهم وانها نادمة على سلوكها السابق واخذت تنصب شباكها حوله
مرة اخرى ، فقد كان موظفا له دخل كبير وكريما معها وفى بيته ولايقصر ابدا فى
طلباتها وحاجاتها ففعل وتزوج بها بعد طلاق دام عام كامل.
حتى
جاء ذلك اليوم الذى عاد فيه من مامورية الى بيته مبكرا وحينما اقترب من الشقة سمع
صوتا غريبا كانه صوت رجل ففتح الباب بهدوء وعندما دخل اذا به يجد رجلا فى غرفة نومه
مع زوجته فاستشاط غضبا وحينما اراد ان يمسك به فر هاربا ، فانهال عليها ضربا حتى كادت
تموت بين يديه وفكر ان يقتل زوجته لكنه قال من سوف يربى ابنتى ، فهى جزاءها عند
الله سيعاقبها على افعالها ، وكظم غيظه واعصابه الثائرة فطلقها وخرجت نهائيا من
حياته ، بعدما تركته بائسا نادما على قطيعة اهله اكثر من عشر سنوات لم يكلف نفسه
حتى بزيارتهم او السؤال عنهم.
عاد
الى بلدته بعد انقضاء تلك الفترة ومعه ابنته وكانت الصدمة هائلة عندما علم بوفاة
امه وهى تلعنه وغاضبة عليه فتزلزل كيانه كله وحاول استرضاء ابيه لكنه ابى الا ان
يتحمل مسؤلية فعله وهجران اهله تلك الفترة الطويلة ليتركه تائها فى دروب الحياة
بعدما ضيع نفسه وجرى وراء السراب والدمار والنار مثل الفراش ينجذب الى النار يحسبه
نورا وضياءا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق