41 . طلقنى من فضـــــلك
عندما ذهبت سميرة الى البيت وخلعت ملابسها على عجل وارتدت ملابس البيت ، ثم توجهت مسرعة الى المطبخ ، حتى انها ارتطمت قدمها برجل الكرسى فاثر فى اصبعها فتورم وتحول الى اللون الازرق ، كانت تقف فى المطبخ كى تعد الطعام لزوجها بعدما عادت من عملها مسرعة قبل زوجها بنصف ساعة فقط .
فى البداية اشعلت النار على الموقد ووضعت عليه بعض الطعام الذى كانت قد اعدته بالامس كانت قد اخرجته من الثلاجة ثم اشعلت النار ، واخذت تتذكر التوتر الذى حدث اليوم مع رئيسها بالعمل بسبب اختلاف وجهات النظر احيانا او بسبب تمسكها برايها لانها تعتقد انها على صواب وتحاول بشتى الطرق اثبات ان وجهة نظرها صحيحة وذلك دوما يسبب لها المشاكل ، وبعد فترة وجيزة انتبهت ان الغاز قد نفد من الاسطوانة وان الشعلة قد انطفات .
شعرت بالغضب وصارت حالتها النفسية تحت الصفر كيف تتصرف الان لكنها تذكرت ان زوجة البواب عندها اسطوانات مملوءة وسوف تستبدلها فى وقت قصير ، وبالرغم من ذلك زادت عصبيتها لان ذلك سوف يهدر بعض الوقت ، ووقتها ثمين للغاية والدقائق القليلة لها قيمة كبيرة .
بالفعل تم استبدال اسطوانة الغاز ورغم انها لم تاخذ سوى عشر دقائق على الاكثر الا ان سميره كانت تشعر بضغط شديد وحالتها النفسية كانت فى الحضيض واخيرا وضعت الطعام على الموقد ثم مالبثت ان اخفضت الشعلة وخرجت من المطبخ .
عاد الزوج من العمل وكانت هى تقوم بنشر الغسيل فى البلكونة وكان هو معه مفتاح الشقة فدخل بعدما دق جرس الباب حتى تطمئن اولا ولا تشعر بالخوف او الرعب حين يفتح الباب دون طرق الباب كما حدث من قبل .
سلم عليها فاشارت عليه وهى غير عابئة به وله فهو ياتى دائما متاخرا بعدما تكون قد انتهت من معظم الاعمال ونادرا ما تسمح الظروف له ان يساعدها ، دخل غرفة النوم وعندما بحث عن ملابسه التى يرتديها لم يجدها فى اى مكان بالغرفة فنادى عليها يسالها ، هل تعلمين اين ملابسى يا حبيبة قلبى .
نظرت اليه شزرا والنار تكاد تحرقه من شدة الغيظ ، وانت ايضا لك مزاج يسمح لك بالهزر وانا منذ حضرت البيت وانا مثل الثور المعلق بالساقية ، واكاد اهوى على الارض من شدة التعب ، فقال لها ماذا فعلت هل اخطات حينما ناديتك حبيبة قلبى طيب اناديك بنور عينى ام حب العمر .
صرخت فى وجهه وايضا تتمادى لقد سأمت هذه الحياة فانت لا تعرف مدى تعبى وكمية الارهاق والاجهاد الذى اشعر به الان والمشكلات التى تحدث يوميا فى العمل ، فرد عليها انه مقدر تماما المجهود الكبير الذى تبذله ولا يقلل من قيمته ولكن كيف انادى عليك وبم تحبى ان اناديك او اصفك ، حينئذ انفجرت فيه واخذت تنتحب وتبكى وتقول له كنت فى بيت والدى معززة ومكرمة تاتى امى الى بالطعام وانا فى غرفة نومى ، وكان ابى يعاملنى مثل ألاميرة ثم قالت طلقنى من فضلك فلقد سأمت هذه الحياة .
لم يصدق ماسمعه منها فقد تزوجا منذ فترة فى خلالها توطدت علاقة الحب بينهما بشكل كبير كأنهما يعرفان بعضهما منذ ولادتهما ، فشعر بكمية الاحباط والتعب اللذان تشعر بهما فقال لها انت الان متعبة نتكلم فى هذا الموضوع مرة اخرى فوقفت على باب الغرفة ووضعت يداها على حلق الباب وقالت لن اتزحزح من مكانى حتى تطلقنى .
حاول ان يهدئها او يثنيها عن رايها فلم تقبل فقال لها لسانى لا يطاوعنى على ان الفظها لكنى سوف اكتبها لك، واخرج ورقة وقلم من الدرج وكتب بها انا فلان ابن فلان اشهد الله اننى احب سميره زوجتى وصديقتى وحبيبتى وسوف اظل متمسكا بها الى اخر العمر، ثم أطبق الورقة وهى لاترى ماكتب ووضعها داخل مظروف وتركه على الطاوله وارتدى ملابسه مرة اخرى وخرج.
ظلت الزوجه بعد خروج زوجها فى حالة ذهول ، تقول ماذا فعلت فى ثورتى لقد افسدت حياتى وضيعت الرجل الذى اشعر معه بالامان وانه يحبنى ويقدرنى ووبخت نفسها ،وندمت لكن لا ينفع الندم ، عاد الزوج فى المساء فارادت ان تعتذر له وانها تسرعت وتطلب منه ان يستفتى عالما حتى يعودا ثانية ، فطلب منها ان تفتح الورقة ولما فتحتها اخذت تضحك وتكركر ثم اسرعت نحوه وتعلقت به فى فرح ولهفة شديدين فقال لها انت شريكة عمرى وحبيبة قلبى فقالت له تكررها وتقولها فهل تحب ان اطلب منك الطلاق مرة ثانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق