61 . مبروك كسبت جنيه دهب
كانت
الحاجه فتحيه تسكن فى شقتها وحيدة بعدما كبر اولادها الثلاثة ، فقد رزقها الله من
زوجها ولدان وبنت واحده ، كان ابنها الاصغر يعمل فى السعودية وكان شابا ولا يزال
غير متزوج فالزواج هذه الايام يكلف مبالغ طائلة لايقوى عليها احد .
كانت
الحاجه فتحية من الامهات الاتى ترتاح اليهن عندما تتكلم معها ، فتشعر انها امك انت
او اختك ، تحب الجميع وتدعو للبشر كلهم وتدعو دوما ربها ان يرحم جميع الناس ، وكان جميع جيرانها يحبونها ولا
يتاخرون ابدا فى اى شىء تحتاجه ، لانها
كانت تعيش وحيدة فى تلك الشقة الكبيرة ، فهى الشقة التى تزوجت بها ، ذات المساحة
الكبيرة والسقف العالى ، وليست مثل تلك البنايات والابراج الجديدة والتى تقول ان
الشقق بها مثل علب الكبريت .
كانت
ابنتها تزورها فى الاسبوع مرتين يومى الاثنين والخميس ، رغم انها لا تسكن بالقرب
منها ، الا انها كانت تمر دوما على امها فى نفس الموعد كل اسبوع لترتب لامها البيت
وتصنع لها الطعام ، وتغسل ملابسها وتجلس معها بعض الوقت لتطمئن على امها الحاجة
فتحية .
وكان
ابنها الاكبر يزورها فى فترات متباعدة بسبب ظروفه وانشغاله بالعمل ، ولكنه كان
دائما يسال عنها يوميا تقريبا بالتليفون ليسلم عليها ، ويسالها اذا كانت تحتاج اى
شىء ، لكن اولاده كانو يذهبون لزيارة
جدتهم ( تيـــتى ) كما كانوا يسمونها ،
ويستمتعون بالحديث معها .
كانت تحدثهم عن ايام الزمن الجميل والاشياء الحلوة
التى اختفت هذه الايام فى عصر السرعة والحوسبة والانترنت ، وغزو الفضاء ، كانت
تحكى لهم عندما نزل التلفزيون اول مرة فى الاسواق وكانت القنوات اثنان فقط احدهما
تعمل بعد العصر والاخرى بعدها بساعتين ، حتى الساعة الثانية عشرة فقط مساء ثم
القران الكريم .
كان ابنها
الاصغر يجهز نفسه ( كما يقولون ) يعنى يشترى بعضا من الاجهزة الكهربية وغيرها من
السجاد والتحف والستائر وغيرها ،ويضعها فى الشقة عند والدته ، حتى انه كانت الحاجه
فتحيه قد خصصت له غرفة تضع بها جميع الاغراض التى تخصه ، وبعدما تضعه امه تغلق على
الباب بالمفتاح ذو الخيط الازرق وتعلقه فى رقبتها .
وفى يوم من
الايام جاءها من يقرع الباب يخبرها انها كسبت جنيه من الذهب لان عندها ثلاثة من
اكياس مسحوق الغسيل ، فلم تصدق نفسها من الفرحه ، لانها اول مرة تكسب شىء منذ ان
جاءت هذه الحياة ، وطلبوا منها ان تصنع لهم الشربات الذى احضروه معهم حتى لا
يكلفوها شيئا وبالفعل شربوا جميعا الشربات بعدما وضعوا لها مخدرا فى كوبها ،
وسرقوا جميع الاغراض بالغرفة بعدما اخذوا المفتاح المعلق فى رقبتها .
كانوا تلك
الجماعه المحتالة على ما يبدو يراقبونها ، وعلموا مواعيد زيارة ابناءها وقصة
الغرفة التى بها أغراض ابنها الذى يعمل فى السعودية ، فسرقوا كل شىء ونقلوها فى
عربة معهم ، وعندما سالهم الجيران قالوا ان ابنها استاجر شقة وطلبت ان ينقلوا
اغراضه اليها .
تمــــــــــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق