55 . الزوجـــــــــة
الثانيــــــــــة
اخذت تنظر
الى صورة ابيها وهى معلقة على الجدار ، تقول رحمك الله يا ابى فقد حذرتنى ولكن
لاينفع الندم ، كانت تكلم والدها المتوفى كأنه حاضر معها وكانه سوف يخرج من الاطار
الزجاجى ويرد عليها.
تقول كنت
متزوجة ويحبنى زوجى وكنت احبه ومضت ثلاث سنوات لم نرزق فيها الاولاد لكن زوجى كان
يصبرنى ويقول الصبر جميل ، وكنت راضية بقضاء الله تعالى وكان الاطباء يقولون اننى
وهو بخير لكن النصيب لم يات بعد ، وعموما ليست تلك هى المشكلة .
فالمشكلة الحقيقة ان زوجى جاءنى فى احد الايام
وهو يريد ان يخبرنى امرا بالغ الخطورة فقد كان ذلك واضحا من ملامحه وجديته فى
الحديث ، ثم قال سوف اتزوج ابنة عمى ، وقد كانت له ابنة عم توفى زوجها واردف اخبرك
بهذا لاننى أحب الصراحة والوضوح ، ولان ماسوف افعله ليس بحرام او شىء عيب اشعر
بالاحراج منه .
وقع كلامه
على مسامعى مثل الصاعقة وكأن سيفا بتر جسدى الى شطرين ، فصرت لا اسمع ولا اعى ما يحدث حولى ، فاردت
الاستفسار منه فاشار براسه ماسمعت صحيح ، فشعرت اننى افقد توازنى ، بل واننى اترنح
من هول المفاجأة وصحت باعلى صوتى ماذا فعلت كى تتزوج باخرى وتحشرج صوتى وصرت غير
قادرة على الكلام .
فقال بهدوء لم تفعلى شىء يغضبنى لكنها ابنة عمى
ولا يصح ان تعيش بمفردها وليس لها عائل ، فقلت اعطها كل شهر مبلغ تعيش منه ، فقال
كيف اجرح كرامتها ولم لا اضمها الى زوجة ثانية ، وانا احبك واقدرك ولكنى سوف اتزوج
بها وافقت ام لا ، شئت ام ابيت .
طلبت من
الطلاق طبعا لان هذا هو الرد الطبيعى من وجهة نظرى ، وذهبت الى بيت ابى فنصحنى والدى
ان اتريث ولا أستعجل الامر ،واحاول ان اتقبل الوضع الجديد لان زوجى انسان لا باس
به فهو على خلق وشهم وبه كل الصفات الكريمة ولم يسىء معاملتى يوما من الايام .
لكننى لم استمع لنصيحة والدى ، فطلقنى زوجى بعد
اصرارى ، ثم توفى والدى ، وتركنى وحيده فى هذا العالم اشعر بالفراغ الكبير وكلما
اتذكر زوجى السابق احن اليه والى عطفه وادبه فقد كان يعاملنى كأميرة وهو فارسى
الذى طالما انتظرته ان ياتينى على حصانه الابيض لولا ما كان منه .
لا شك
اننى وقتها كنت اشعر بالضغط الكبير ، وكنت لا اتقبل فكرة ان تكون المرأة زوجة
ثانية وكنت اصف كل من تسول لها نفسها ان تسرق زوجة غيرها بالجشع والطمع والانانية
، وانها تبنى بيتها على حطام بيت غيرها
غير عابئة بالاخريات .
والمشكلة الان اننى لازلت شابة ويتقدم لى من
يريد الزواج منى لكنهم للاسف لهم اهداف اخرى فيكون من يتقدم لى يطمع ان يعيش معى
فى شقة والدى، واخر كان يعتقد ان والدى ترك لى مبلغا من المال ، وثالث يريد ان
يتزوجنى سرا او زواجا عرفيا وهكذا .
حتى جاء عبد الحكيم والذى شعرت منه انه انسان
بمعنى الكلمة ورجل خلوق اطمئن معه على ماتبقى من العمر ، لكن المشكلة انه اخبرنى
انه متزوج وزوجته مريضه ويريد ان اكون زوجة ثانية ، وعندما سالته وهل تعلم زوجتك
قال نعم لاننى ما افعله ليس بحرام او شىء عيب اشعر بالاحراج منه ، تماما مثل رد
زوجى السابق .
حقيقة شعرة بالحيرة الشديدة لاننى رغبت ان اتزوج
منه بشدة ، فكيف اوافق ان اكون زوجة ثانية وقد طلبت الطلاق من زوجى وكنت حينها
زوجة اولى .
ورغم محاولتى ان اطرد تلك الفكرة عن ذهنى لكنها
كانت تطاردنى وتلح على ، فانا اريد من يؤانسنى واؤنسه ، واهتم به ويهتم بى ، واكون
له عونا على كدر الحياة ويكون هو عونا لى حتى آخر العمر، فوافقت ان اكون زوجة
ثانية .
وحينما
نظرت لصورة والدى وجدته ينظر الى نظرة عتاب قائلا : تطلبين الطلاق من زوجك وانت
زوجة اولى ، وها انت توافقين ان تكونى زوجة ثانية .
تمـــــــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق