44 .ســــفينة الحيـــــاة
كنت طالبة فى كلية التجارة وكان لى زميل بالكلية هادىء وسيم كنت اشعر معه بالارتياح الشديد ، ثم وجدته يتقرب الى ويحاول ان يبثنى مشاعره الصادقة ، ثم تطور الامر ومالبث ان فاتحنى برغبته فى الارتباط بى رغم اننا كنا لانزال فى السنة الثانية وامامنا مشوار طويل ولكنه قال يمكن ان يتقدم لخطبتى وبعد التخرج يفعل الله مايشاء.
تقدم لى احمد ودخل البيت من بابه كما يقول ، لكن والدى نهره ورد عليه ردا مؤلما وقال له ، كيف تجرؤ ان تتقدم لابنتى وانت لا تملك من متاع الدنيا شيئا ولا زلت طالبا ولازال المشوار امامك طويل ، ولا شك انك تود الزواج من ابنتى لانك تعلم ان لها اب ظروفه الماديه جيده وانها سوف تكون لقمة سائغة لك وهذا بعيد ومحال.
خرج أحمد من بيتنا وهو مطأطأ الرأس وجهه اصفر اللون ، وقدميه يجرهما من المفاجأة ومن رد ابى الذى لم يتوقعه سيكون بهذه الصورة ، ولا يدرى ماذا يقول لابى او كيف يرد عليه ، حتى اننى فوجئت بردة فعل ابى الذى كنت أظنه يحبنى ويريد اسعادى ، وبعد انصرافه اخبرنى والدى ان هذا الموضوع مرفوض تماما ويجب ان اقطع علاقتى به وحينما اخبرته انه زميلى قال اذا رايتيه يوما لاتنظرى اليه ولا تسلمى عليه ولا تخالطيه فوعدت ابى.
حاولت ان اكون الابنة البارة بوالدها رغم تعلقى الشديد والكبير بزميلى أحمد فقررت ان اهتم بدراستى ومرت السنون حتى تخرجت ، ثم عرض على والدى شابا ، وتمت اجراءات الزواج سريعا ، فتزوجت به ارضاء لابى ، والذى بدأت المشاكل تنمو من اول يوم من زواجنا واصبحت الحياة بيننا لاتطاق بل مستحيلة حتى تطلقت وعدت الى بيت ابى مرة ثانية .
حدثت بعد ذلك ازمة مادية لوالدى خسر من جراءها صفقة كبيرة ومبلغا كبيرا من الاموال ، فعرض عليه صديق ان يقترض مبلغ من المال من احد البنوك ، وبالفعل ذهب ابى الى بالبنك وعندما اراد ان يقابل المسؤول عن القروض وجده أحمد الذى طرده من بيتنا منذ اكثر من ثمانية سنوات .
شعر والدى بالحرج منه ، لكن أحمد أستقبله بالود والترحيب وسهل له اجراءات القرض وعامله بالحسنى بل وسال عنى ، فأنتهز والدى الفرصة واخبره اننى تزوجت ولم يكن زواجا موفقا ، ثم طلقت بسبب النصيب ، فاخبره انه لم يتزوج لانه كان لايفكر الا بمستقبله وعمله حتى ترقى فى تلك الفترة القصيرة .
ندم ابى على خطؤه فى رفض أحمد ذلك الشاب المكافح وحاول ان يصحح الخطأ فطلب منى ان اذهب اليه لتعود المياه الى مجاريها مرة اخرى فرفضت ، وحدثت المفاجاة عندما جدد أحمد طلب يدى من ابى مرة اخرى ،فتلك هى مشيئة الله ، قد تجنح سفينة الحياة بنا فترة من الزمن ولكنها تبلغنا شاطىء السعادة فى النهاية والله يجزى الصابرين خير الجزاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق