57 . تلمـــــــيذتى ســـــــــــاره
تقول كنت
اعيش فى بيت والدى ولكن زوجة ابى كانت تريد ان تستحوذ على والدى لنفسها ، وتحتال
على حبه وقلبه لنفسها فقط ، وكانت تريد ان تشعل الحرب بينى وبينها ففكرت ان الخاسر
فى تلك المعركة سيكون انا رغم محاولة والدى العدل بينى وبين زوجته الا انها كانت
دائما تفوز بكل شىء واصبحت أشعر بالاهمال وكأننى قطعة من الاثاث ملقاة فى احد
زوايا البيت الذى ماتت فيه الحياة بعد وفاة امى رحمها الله .
انتهيت من
الدراسة وتخرجت ، وكنت احب التدريس فعملت فى احدى المدارس القريبة ، وصرت سعيدة
بما وصلت اليه من تحقيق جزء بسيط من امالى وطموحاتى ، فقد كنت اشعر وانا اشرح
للطلبة اننى شخص أقوم بدور مهم فى الحياة الا وهو تعليم الطالبات ، وتنشأتهم تنشئة
سليمة فكنت سعيدة بحب طالباتى لى واهتمامهم بى رغم صغر اعمارهم .
كنت ايضا
اعطى الدروس الخصوصية بالمنازل لبعض الطلبة ، ومن هنا بدأت حكايتى ، فقد ذهبت فى
احدى الايام لاحدى الطالبات ، وحينما وصلت لبيتها أستقبلنى ابيها كعادته كل مرة ،
ثم سالنى عن مستوى ساره فطمانته ان مستواها صار جيدا لكنها تحتاج فقط الى بعض
التركيز.
اخبرنى ان
والدتها توفت وانه هو الذى يرعاها ويهتم بها وانها قرة عينه ونسيم الحياة الذى
يتنفسه والماء البارد الذى يرتويه ، ولما علم ان مستواها قد تدنى فى التحصيل
والدراسة أصر ان يبحث لابنته عن مدرسة جيده تساعدها كى يتحسن مستواها .
أخذت ادرس
ساره طوال العام حتى جاء وقت الاختبارات ، طلب منى والدها ان اعطيها حصصا مضاعفة
فوافقت حتى انتهت من الاختبارات ، وظهرت النتيجه مبشرة وتعلن اننى نجحت ايضا معها .
تحدث الى
والدها انه يريد ان اباشرها وأظل معها حتى تنهى المرحلة الابتدائية ، فاعربت له
بالموافقه وان لاباس حيث اننى كنت احب ساره كثيرا وكانت تحتاج الى من يعطف عليها
مثلى فكنت اعتبرها أبنتى اواختى الصغرى .
كانت تتواصل
معى تليفونيا تسلم على واطمئن عليها خلال
الاجازة حتى جاء يوم اتصلت بى تخبرنى انها تود زيارتى لانها اشترت هدية وتود اهدائها
لى ، وسالت عن العنوان ، فاخبرتها ان لا داعى للتعب وشكرتها، لكنها اصرت وقالت
انها بالفعل اشترت لى الهدية ، كما انها تود ان ترانى .
حضرت ساره
مع والدها طبعا فى بيتنا وانا سعيده بقدومها ، لكن ما حدث بعد ذلك كان اغرب من
الخيال ، فقد قالت لى اريدك ان تكونى زوجة لابى فانا احبك كثيرا .
حقيقة كان
الخبر على مسامعى له وقعا غريبا وشعرت بالاضطراب من هول المفاجأة ، وحينما تلجلجت
وتلعثمت ، نظرت الى ابيها فوجدته يهز راسه قائلا نعم ياليتك تسمعى كلام ساره
وتوافقين على طلبها ، حتى لا تشعر بالحزن والح فى الطلب ، وقال ان فارق السن بيننا
ليس كبير ولن يكون عائقا وانه سيكون زوجى واخى وابى وحبيبى فوافقت .
تمــــــــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق