58 . محمـــود
والمـــــيراث ( الفصل الاول)
كان محمود
يعمل بالتجارة ، وقد حدثت له هزة مالية شديدة فى الفترة الاخيرة ، فجعلته يفكر
كثيرا وفى حالة مزاجية وعصبية ولا يطيق ان يتكلم مع احد او يناقشه احد ، وحينما
كان يذهب للبيت ، يقعد فى مكانه ساكنا ساكتا لا يتكلم مع زوجته وحبيبته وام اولاده
، وحينما سالته عن السبب قال بعض المشاكل التى تخص العمل ، وحين طلبت منه معرفة
ماهى تلك المشاكل قال لها لا تشغلى بالك وربنا يفرجها ان شاء الله .
فى يوم من
الايام ذهب المنزل مبكرا على غير عادته ، فقد كان يشعر بالتعب والارهاق من كثرة
التفكير والقلق ، فوجد نفسه يذهب للفراش ويقول لزوجته قومى بايقاظى بعد ساعتين
فقالت له ان شاء الله أفعل.
نام
وحينما استيقظ وجد ضيفا بالبيت ولما سالهم من هذا الضيف ، قالوا له لا نعرف لكنه يسال عنك وبشدة ،
فتعجب وارتدى ملابسه ، وذهب وتحدث معه ، فساله الضيف هل انت محمود عبد الراضى
خليفة المشتهرى فقال له نعم ، وهو لا يفهم كيف تعرف على اسمه الرباعى فكل المحيطون
به يعرفونه فى السوق باسم محمود راضى فقط.
وضح له
الضيف قائلا انا محامى عمك عبد العزيز خليفة
المشتهرى
، وهو كان مهاجرا يعيش بالخارج ولم يراه محمود قط ولكن سمع عنه فقط عدة مرات فقط
من ابيه حينما كان صغيرا ، فقال له خيرا ، قال البقاء لله توفى عمك وانت الوريث
الوحيد له ، فلم يعرف صاحبنا هل يحزن لوفاة عمه ام يفرح لانه الوريث الوحيد لعمه .
أردف
المحامى سريعا ولم يترك امامه فرصة للتفكير ، لقد اوصى عمك بجميع امواله للهيئات
الخيرية ، فشعر بالصدمة ، ثم انتبه قائلا فلم اتيتنى اذن ؟ فاجاب صبرا يا استاذ
محمود وبدا يشرح ويتحدث ان عمه يمتلك قصرا ، وهذا القصر ستؤول ملكيته اليه ، بشرط
انه لايفكر فى بيعه واذا فكر فى بيعه يذهب ثمنه للجمعيات الخيرية .
تعكر مزاج
صاحبنا مرة اخرى ، فاوضح له المحامى ان عمه كانت بينه وبين والعائلة بعض المشاكل
لذا كتب تلك الوصية ، ثم انصرف المحامى ، وزادت حيرة محمود فهو لايريد قصرا ولكن
يريد مبلغا من المال كى يجتاز تلك العثرة المالية .
اشارت عليه زوجته براى شعر انه معقول ، اقترحت
عليه ان يذهبوا ويعيشوا بالقصر ثم يبيعون تلك الشقة التى يعيشون بها الان وهى سوف
تباع بمبلغ كبير بسبب موقعها المميز ومساحتها الجيدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق