56 . أخـــى
الذى لم تلده أمــــــى
كنت اشتكى
دوما وبصفة مستمرة من الم فى جانبى الايمن لكنى كنت مهملا ولا اذهب الى الطبيب
بسبب ضيق ذات اليد ، كنت احاول ان أشرب بعض الاعشاب بعد غليها في الماء فكانت تسكن
الالم فترة من الوقت ثم يعود مجددا .
حتى نصحنى
احد معارفى بضرورة زيارة الطبيب والاهتمام
وبالفعل ذهبت الى احدى المستشفيات الحكومية لكنها لم تفعل شىء ولم تتحسن حالتى
فالاطباء هناك مشغولون دوما ويكشفون على المرضى احيانا وهم يتحدثون فى التليفون او
اثناء حديثهم مع الممرضات حتى ندمت لذهابى لطلب المشورة والعلاج عندهم .
زاد التعب
مرة اخرى فنصحنى احدهم بالذهاب لمستشفى خاص قسم العلاج الاقتصادى فكان الاطباء بها
ممتازون يعالجون ويهتمون بالمرضى ويخافون الله ، فذهبت وبعد التحاليل والاشعات
والفحوص المطلوبة ، تبين ان هناك بعض الالتهابات على الكبد ، ولكنه يمكن التعافى
منها سريعا اذا اهتممت بالعلاج ، وبالفعل بعد فترة وجيزة تحسنت حالتى وحمدت الله
على انه خلصنى من ذلك العذاب الذى كان يقض نومى ويؤرقنى .
وفى احدى
الايام وجدت الطبيب الذى عالجنى يتصل بى تلفونيا يريد مقابلتى بعدما سالنى عن صحتى
فشكرته وطمأنته ايضا على حالتى ولما سالته عن سبب طلبه منى زيارته قال الامر بسيط
ولكنه هام جدا ، لم اعرف طعم النوم فى ليلتى تلك فحقيقة كنت حالتى تحسنت كثيرا ،
ولكن بذور الشك نبتت فى قلبى وعقلى .
حدثتنى نفسى انه لابد ان يكون هناك امر جلل وهام
، وحدثتنى نفسى بالا اذهب ثم تراجعت خوفا من تحمل العواقب الوخيمة اذا اهملت
وامتنعت عن زيارة الطبيب المعالج ، فنويت ان اذهب اليه فى الصباح الباكر .
قابلت
الطبيب وانا فى غاية القلق ، وعندما رآنى متوترا ومشدودا طماننى وقال لم الخوف ؟
الم اخبرك انه لاداعى للقلق ، وانت حقيقة قد عافاك الله وصحتك بخير اقسم على ذلك ،
ولكن ...
عندما سكت
وقال لكن اجزمت ان هناك امر خطير ، فسالته بالله تعالى الا يخفى عنى شيئا ، فقال
لى هناك شابا فى مثل سنك يشكو من الكبد كما كنت تشتكى انت ، ولكن حالته متدهورة
جدا ويشتكى الما مبرحا لايستطيع العيش معه ويحتاج الى اجراء عملية لزراعة فص للكبد
ولكنه لا يجد .
قلت له
وانا ما دخلى بهذا الموضوع كما اننى ظروفى صعبة ولا استطيع ان اعطيه مالا لاجراء
العملية ، فقال لى ، لا هو الذى سوف يعطيك اى مبلغ من المال تطلبه فأبيه من رجال
الاعمال ويملك المال ، وهو بين الحياة والموت .
فتعجبت مرة اخرى وطلبت من الطبيب ان يشرح لى
اكثر ، فقال ان الانسجة الكبد متنوعه وتختلف من شخص لاخر ، وفصيلة الانسجة الخاصة
به نادرة ولم يعثر عليها ، وبالصدفة التحاليل التى امامى تقول ان الانسجة لكما انتما
الاثنان متطابقة وكأنه أخيك الذى لم تلده امك .
وهو ليس
له اخ او اخت حتى يعثر على نفس الفصيلة ويرجو منك ان تعطيه جزءا يسيرا من فص الكبد
مقابل اى مبلغ من المال ، فتكون بذلك قد انقذت حياته وسوف يكون شاكرا لك وممتنا
طيلة حياته وانه اذا لم يجد نفس فصيلة الانسجة ويعمل العملية خلال شهرلعله يتوفى.
سالت
الطبيب وهل هذه العملية ستضرنى او تجعلنى عاجزا ، فاجاب بالنفى وان المتبرع ينمو
لديه الكبد مرة اخرى ، وان المريض ينمو عنده هذا الجزء الصغير وينقذ حياته .
كنت احتاج
للمال فى الحقيقة ، ولكن حياتى اهم من مال قارون ، لكننى حينما تاكدت من أطباء
آخرون خارج تلك المستشفى انه ليس هناك خوفا على حياتى ، وحينما تذكرت الالم الفظيع
الذى كنت اعانى منه وافقت طمعا في رضى الله سبحانه ، فمن فرج عن مسلم كربة فرج
الله عنه كربة من كربات يوم القيامة .
تمـــــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق