45 . آفـــــــة البخــــــل
البخل مرض عضال وآفة خطيرة على النفس بل ويتعدى خطرها على المجتمع ايضا ، وصدق من قال ان السخاء غطاء لكل عيب ، ولكنه مكلف جدا بالنسبة للبخلاء ، فالبخيل حين يعطى من ماله فكانما يعطى من نور عينيه .
تقول كنت قد تزوجت برجل اعطاه الله المال ، وطمحت ان بزواجى منه سوف اعيش حياة رغيدة سعيدة ، حياة تخلو من المشكلات ومسرورة طيلة حياتى ، بسبب ما يملكه من اموال ، ولكن الحقيقة غير ذلك فقد يجلب المال السعادة وقد يجلب ايضا الشقاوة ، هذا ما حدث معى ولنبدا قصتى من البداية .
تقدم لى سليم وهو رجل يعمل بالتجاره ابا عن جد يعمل فى مجال المقاولات العامة ، وكان قد رآنى عدة مرات عندما كنت امر على صديقتى حين ازورها احيانا فقد كان اخيها الاكبر ، فوقع اختياره على لاكون شريكة عمره ، فوافق ابى على الفور ووافقت ايضا ظنا منى اننى سوف اعيش حياة هنيئة يملاؤها الفرح وتملؤها السعادة ، كانت هناك بعض المقدمات لكننى لم التفت اليها ، حينما طلب الاقتصاد وعدم عمل فرح كبير بل نكتفى باهل كلا من العروسين فوافقنا وغيرها من الاشياء التى قلت ياليتنى اخذت حيطتى وحتى لانقع فى المحظور .
بدأت المشكلة حينما افقت بعد الزواج واصطدمت بارض الواقع انه شديد البخل ، فكان دائما يقول من وفر غداءه ضمن عشاءه ، فقد كان بخيلا فى ماله وانفاقه يقتر تقتيرا شديدا ، رغم ان ربنا سبحانه يامرنا الا نجعل ايدينا مغلولة الى عنقنا ولا نبسطها كل البسط ، فقد كان سليم بخيلا ايضا فى مشاعره كأنه يخاف ان يقول كلمة حلوة يطيب بها خاطرى فيكون ذلك تشجيعا منه وافكر مجرد التفكير فى طلب منه شىء او يثنى على فاطلب منه المال .
حينما صارحت ابى باستحالة الحياه معه كان يقول لى اصبرى لعله يتغير ، او لعله لما يشعر بحبك له لا يبخل عليك بماله ، او لعله يكون كريما حين ياتى الله لكم بالاولاد ، فلاولاد رزق من الله ، حتى رزقنى الله منه بنتا وولدا لكنه كما هو فالطبع لا يخرج من المرء الا بعد الموت ، وهذا ما حصل لسليم حينما تعرض لضربة فى السوق وخسر بعضا من امواله ، ارتفع الضغط عليه ومرض مرضا شديدا ثم توفاه الله تعالى ، فوجدتنى لا ادرى هل احزن على موته ام افرح اننى تخلصت من تقتيره وبخله الشديد وورثت جميع امواله وكانت من نصيبى انا واولادى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق