49 .باب البيت يفوت جمل
انت أسماء ربة بيت زوجة صابرة شاكرة تحب زوجها وقد رزقها الله بنتا وولدا ، وكان زوجها يعمل باحدى الوظائف الحكومية ودخله قليل لكنها كانت تحاول ان تجعل هذا الراتب الذى يلقيه زوجها اول الشهر ويضعه فى يدها يكفى طول الشهر ، رغم كثرة الطلبات وغلاء الاسعار .
كان زوج اسماء قريبا لها وحينما رسم الربيع ملامحه عليها ، وحان قطاف الورد على وجنتيها ، تقدم على الفور لخطبتها ثم ما لبث ان تزوجها ، بعد وعده لاهلها انه سوف يصونها ويضعها نصب عينيه ويحافظ عليها ، فمن اولى بها من ابن عمها لحمها ودمها ، ورغم صعوبة الحياة لم تفكر اسماء ان ترهق زوجها أبدا بما لا يقدر عليه .
كانت تقول الرحمه حلوه فكيف احمله مالا يطيق فهو يعطينى راتبه كله بعد دفع ايجار الشقة والمياة والكهرباء والباقى انا اتصرف فيه ، وانا مدبرة المنزل فلابد ان اتصرف بحيث يكفى هذا الدخل القليل طيلة الشهر .
كان زوجها يحبها ويحترمها لانها انسانه حكيمة مدبره تقدر ظروفه ولا تحاول ان تضغط عليه مثل الاخريات وتقول له ابحث عن عمل اضافى لان الراتب لايكفى ، وكان هو يحاول الامتناع عن التدخين ، وعدم الجلوس مع اصدقاءه على المقهى بعد الزواج لتقليل الانفاق .
فى يوم من الايام كانت تبحث اسماء فى محفظتها فلم تجد شيئا من المال ، وكان قد تبقى يومين على بداية الشهر حتى يقبض زوجها الراتب من جديد ، فلم تهتم لان ذلك يحدث عادة فذهبت الى المطبخ تبحث عن اى شىء تعده للغداء ، فكانت المفاجاة انها لم تجد شىء ، فالارز والمعكرونة وسائر الخزين قد نفد من البيت فحار عقلها وخار ولم تعرف كيف تتصرف ، وأخذت تبحث حتى وجدت قليلا من العدس فصنعته لزوجها.
عاد زوجها وكان متعبا وجائعا ايضا فمالبث ان دخل البيت حتى طلب منها تجهز الطعام بعدما بدل ملابسه بسرعة فلما نظر لطبق العدس على الصينية التى ياكل عليها ورغفين من الخبز هاجت عليه نفسه وغضب عليها وقال لها لعلك انشغلت بشىء ما اوجلست تثرثرى مع احدى الجارات فلم يسعفك الوقت لعمل طعام فبكت وانتحبت فى هدوء ، فقام غاضبا قائلا لها انا لااحب البكاء والعكننة واذا لم يعجبك البيت فالباب يفوت جمل ، وحينما علم بعد ذلك بالحقيقة قبل راسها ويدها واعتذر لها بسبب ضغوط العمل التى لاترحم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق