60 . حينما
تدق الساعة الثامنة ( الفصل الثالث )
تجمعت
الاسرة كلها وجلست بالقرب من بعضها ، وهى فى حالة من القلق الذى انتابهم وفكروا ان
يخبروا احدا سواء من الشرطة او الاصدقاء ، لكنهم آثروا الا يصنعوا جلبة كبيرة حتى
يتاكدوا ، وصار التساؤل لامهم وما تلك الاشارة ، قالت لا اعرف فهم لم يوضحوا لى
شيئا وقالوا ستحدث اشارة حينما تدق الساعة الثامنة بالضبط .
مر الوقت
بطيئا مملا لايريدون ان يأكلوا او يشربوا او يفعلوا اى شىء بل جلسوا سويا فى حلقة
ضيقة فقد بقى ثلاث ساعات على الوقت المحدد ، فاخذوا يحاولون ان يخففوا على انفسهم
، ومحاولة بث روح التفاؤل والامل ، ومحاولة احدهم القاء بعض النكات ولكن هيهات ان
يخرجوا من تلك الحالة العصيبة والمزاج السىء ، فقد كان الجميع مشدودا بل مرعوبا
لكنه لا يحاول ان يظهر ذلك حتى لا يزيد
معاناة الاخرين من حوله .
كانت تلك
الساعات الثلاثة كانها ثلاث اعوام بل اكثر فقد كانت عقارب الساعة ينظرون اليها كل
دقيقة فيجدونها لاتتحرك وكأنها قد شدة فى وتدا او شجرة عاتية شماء.
حتى جاءت اخيرا الساعة الثامنة ودقت الساعة سبع
دقات متتاليه ولم يحدث شىء فبدؤا بالفرح وفى الدقة الثامنة انطفأ النور ، صرخ
الجميع وحصلت ضجة عالية وجلبة كبيرة ، ثم اضاء النور ثانية فوجد محمود نفسه وحيدا
فى القصر .
أخذ ينادى
على زوجته وعلى اولاده فلم يرد احد عليه ، فتعجب كيف حدث ذلك ، فهذه الحكايات
يسمعها فقط فى الحواديت والقصص القديمة لكنها لاتحدث فى ايامنا وعصرنا هذا ، فهو
لا يؤمن اصلا بشىء اسمه الاشباح او العفاريت ، وحتى لو كانوا موجودين فهل يملكون
القدرة على اخفاء الاشخاص كما حدث فى برهة ووقت يسير .
صار محمود
يتصبب عرقا ويرتجف من شدة الخوف ومن هول ماحدث ، وبعد ان افاق تذكر شيئا من حديث
زوجته ، فقد قالت ان الجنى اخبرها انهم سيرسلون اشارة ، وانهم من الجن الطيب الذى
لايؤذى ، وسوف يعطونهم مهلة كى يتركوا القصر ليعيشوا هم بسلام ، فلماذا اختفت
عائلته فجأة بهذه الصورة .
أصيب
محمود بردة فعل وغضب عارمين فهو يريد ان يعرف ماذا حدث لاسرته فاخذ ينادى بصوت
مكتوم انتم ياسكان القصر من الجن " أرجعوا على عائلتى وسوف نترك لكم
القصر" حتى راى رجلا ضخما اصلع
الراس جاحظ العينان قوى البنية ليست له قدمين يقف عليهما مثل بنى آدم بل كان يطير
في الهواء، ظهر له فجأة من زاوية من الجدار.
قال له
الجنى بصوت غريب كفحيح الحية نحن نسكن هذا القصر وعائلتى منذ عشرون عاما وأنت
وعائلتك قد أزعجتمونا بحضوركم للعيش هنا فاما ان ترحل او اننا سوف نخفى اسرتك الى
الابد ، فقال محمود بلى سوف نترك القصر ولكن ردوهم على مرة اخرى ، فقال الجنى اذن
اغمض عينيك وسوف ارجعهم مرة اخرى .
سمع صوت
شىء يدق الارض وبعد ثلاث دقات بالتمام ، شاهد اولاده وزوجته امامه ، فحمد الله
وسالهم اين كنتم قد اختفيتم ، ففتحوا أفواههم متعجبين من السؤال ، ثم أجابوه
قائلين ، بل انت الذى اختفيت .
فبعد ان
دقت الساعة الثامنة انطفا النور ثم عاد فوجدناك قد اختفيت ، فشعرنا بالخوف الشديد
واخذنا نصرخ ونبكى ونصيح ، ثم ساد الصمت
برهة يسيرة وبعدها ظهرت لنا ورأيناك مرة ثانية .
قالت له
زوجته لقد حدثت الاشارة ، يجب الا نظل في هذا القصر بعد اليوم ، وبالفعل رجعوا
جميعا الى شقتهم السابقة ، وتركوا القصر وما يحويه من اشباح وعفاريت ، فلولا انهم
شاهدوها بام اعينهم ، ما كانوا صدقوها في يوم من الايام ، وتركوا القصر مهجورا
تعيث فيه الاشباح وتعيش كما تحلوا لها ،وصار اهل المنطقة اذا حدث لاى انسان مكروه
ارجعوه الى الاشباح التى في هذا القصر.
تمـــــــــــــت
... ( لأ لسه شـــــــــــوية!؟ )
ما رايكم
أعزائى القراء ان نغير النهاية قليلا فانا احب النهايات الساخرة وغير المتوقعة
فهيا بنا نرى ماذ حدث لمحمود وعائلته بالقصر ........
بعدما راى
محود الجنى ووعده انهم سيتركون القصر ، اخذ ينتظر عودتهم لكنهم لم يرجعوا فاخذ ينادى بصوت متحشرج اين انت يا زوجتى
اين انتم يا اولادى ، حتى سمع صوتهم لكنه لا يراهم كأنهم يتحدثون اليه من عالم خفى
عالم اخر ، فاخذ يصرخ ويعلو بصوته .
ظل محمود
ينادى على زوجته واولاده ويصرخ بكل ما أوتى من قوة على أهله ليسمعوه ، حتى وجد
نفسه واقعا على الارض ونظر حوله فاذا عائلته قد عادت اليه .
فقال محمود بعد ان تماسك الحمد لله انكم بخير ،
لقد حزنت كثيرا بعد اختطافكم ، فتعجبوا وقالت زوجته ، لاشك أنك كنت تحلم بكابوس فظيع فقد وجدناك والعرق يقطر من
جبينك وحاولنا ايقاظك لكننا لم نستطيع ، ففرح محمود وفرحوا جميعا انهم بخير وانه
كان مجرد كابوس مرعب.
تمــــــــــــــت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق